بعد أكثر من قرن على تجربة المستكشف النرويجي فريدجوف نانسن في عام 1893 الذي أبحر إلى القطب الشمالي في مهمة جريئة وغير عادية، يخطط العلماء لتقفي آثار تلك الرحلة الملحمية للمرة الأولى في أكثر بحوث القطب الشمالي طموحا حتى الآن. ووفقا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، أطلق على المهمة الجديدة اسم «ذا موسايك» أو «مرصد الانجراف المتعدد لدراسة مناخ القطب الشمالي» حيث يتوقع أن تعطي هذه الرحلة عدة إجابات تخص القطب الشمالي، ومن أهمها كيف تزداد المنطقة سخونة أكثر من أي مكان آخر على الأرض. وستدوم الرحلة لمدة عام كامل تقطع فيها سفينة «بولارستيرن» مسافة 1500 ميل، حيث سيكون هناك حراس مسلحون لحماية العلماء من الدببة القطبية، وسيتم تفريقهم على الغطاء الجليدي القطبي كاملا لأخذ القياسات وتقديم تقارير لم تكن ممكنة في السابق أبدا. وقال قائد المهمة المشارك البروفيسور ماركوس ريكس من معهد «ألفريد فينجر» في بوتسدام بألمانيا: «إن موعد السفر سيكون في 2019 حينما يكون جليد البحر رقيقا وكثافته قليلة. ويمكننا أن نشق طريقنا في «بولارستيرن» إلى البحر الجليدي الرقيق ومن ثم إلى سيبيريا ومن بعدها ستنجرف السفينة مع البحر الجليدي». وأضاف: «بحلول نوفمبر، سيتم وضع السفينة في البحر الجليدي الصلب، وستنخفض درجات الحرارة إلى 500 درجة تحت الصفر، وسيحل ظلام القطب الشمالي. وفي هذه الظروف المعادية فإن العلماء سيقيمون شبكة واسعة من محطات البحوث». وأضافت الصحيفة أن المشروع ربما يكلف نحو 42 مليون جنيه إسترليني، وتشارك فيه 50 مؤسسة من 14 دولة من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وروسيا. وسيطلق العلماء المئات من بالونات مملؤة بالهيليوم تحمل أجهزة استشعار لأخذ قياسات الغلاف الجوي من المياه الباردة في الغيوم وهي ظاهرة فريدة من نوعها في القطب الشمالي.
مشاركة :