« الحفيّة ».. مركز صون الحياة الجبلية

  • 2/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: الخليج يتميز مركز الحفية لصون البيئة الجبلية بموقعه الفريد المُطل على سفوح جبال الحجر المحاذية لكلباء، ويحظى باهتمام كبير بعد أن افتتح تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في 6 مارس/آذار 2016، بوصفه المركز الذي يهتم بالتنوع الحيوي في البيئة الجبلية التي تميز المنطقة. يحيط بمركز الحفيّة مسار خارجي بطول 1.5 كيلومتر، يصل بين مواقع مراقبة الحيوانات الست المختلفة. ويتيح هذا المسار فرصة للزائرين كي يتجولوا ويعبُروا طول خط المسار، أو يتحرك عبر عربات الجولف الصغيرة التي تنظم جولات مستمرة طوال اليوم. ويلتزم المركز الذي زاره المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، من خلال مبادرته في صون الحياة البرية واهتمامه بتثقيف المجتمع المحلي بحماية البيئة الطبيعية الحساسة، والحياة البرية المعرضة للخطر، وذلك من خلال العديد من الإجراءات المتخذة من أجل المحافظة على هذه الثروة لأجيال المستقبل. ويهتم المركز بالعمل ضمن نظام القائمة الحمراء، للأنواع المهددة بالانقراض، التي تعمل على قياس حالة بقاء وانتشار الكثير من أنواع النباتات والحيوانات. ونجح المركز من خلال البيانات التي جمعها ورصدها بإمارة الشارقة، في رفد هذه القائمة بالكثير من أنواع الحيوانات والعمل على تقديم حلول من أجل الحيلولة دون انقراضها وفقدانها للأبد. ومن خلال عملية التصنيف التي قام بها، اتضح أن ثلث الحيوانات التي يضمها المركز تتفاوت ما بين الأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج، أو الأنواع المهددة بالانقراض، أو الأنواع ضعيفة التواجد التي يشار إليها كمجموعة من الأنواع المهددة. كما أثبتت المسوحات التي أجريت وجود ثلاثة أنواع من الحيوانات البرية المحلية منقرضة، كالنمر العربي، والذئب العربي، والضبع المخطط، هذا فضلاً عن أن الطهر العربي مصنّف من الأنواع المهددة، مما يعني أن هناك خطراً كبيراً قد يقضي على وجوده وانتشاره في الطبيعة، وذلك ما يثبت ضرورة وأهمية المركز في الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، والحفاظ أيضاً على البيئة الطبيعية. وتختبئ الحيوانات التي يضمها المركز عند ملاحظتها للناس، كونها غير معتادة على البشر وتعيش مختبئة في البيئة الجبلية، ويتيح المركز فرصة متابعة ومراقبة مجموعة من هذه الحيوانات والكائنات، وذلك من خلال زيارة الأماكن التي وفرها لها كي تشعر بالراحة والطبيعة. ويلجأ أغلب حيوانات البيئة الجبلية إلى الاختباء عند الإحساس بأي حركة، والابتعاد عن الأنظار، ويبقى أمام زائر المركز فرصة مراقبتها عن كثب بحرية تامة. ويهتم المركز أيضاً بالنحت على الصخر، حيث عمل على تجديد اهتمام الفنانين والمهتمين من الزوار وأهل المنطقة بفن النحت على الصخر، من خلال جمعه عدداً كبيراً من النقوش الفنية الحديثة حول محيطه، يتعرف إليها الزائر خلال جولته، ويستكشف عدداً من هذه المنحوتات التي تعتبر من أقدم الرسوم الفنية المعروفة لحيوانات المنطقة، ضمن اجتهاد واضح لتعريف الأجيال الحديثة عليها. وتم تكليف عدد من الفنانين التشكيليين بإنتاج أعمال حصرية خاصة بالمركز، وذلك لإبراز الاهتمام الكبير بالطبيعة، والفنون، والثقافة، فضلاً عن أن الرسوم تلفت نظر الزائر لجمالها، وانطلاقاً من ذلك يحاول هؤلاء الفنانون تشكيل هذه الحيوانات وتقديم فكرة كاملة عن نمط حياتها، وألوانها، وأحجامها. واحتفاء بهذا الإرث الإبداعي، قام المركز بتكليف عدد من الفنانين التشكيليين بإنتاج أعمال خاصة بالمركز تحاكي فن النحت على الصخر، وذلك لإبراز جماليات الحياة البرية، وأشكال الحيوانات من منظور فني، إلى جانب إبراز تاريخ النقوش الصخرية، التي تعتبر واحدة من أشكال الفنون القديمة المتجددة، وتنقل هذه المشاريع الفنية الرائعة التي تتناول الحيوانات والمناظر الطبيعية والنقوش المتنوعة، إلى الزائر روح المكان المهيبة، فتجعله يحس بالقوة والجمال، ويشعر بتعقّب الطبيعة والاحتفاء بها، علاوة على تعريفه بتفاصيل ومواصفات الحياة البرية الجبلية المتميزة. كما يمثل هذا المعرض الفني المفتوح، شكلاً من أشكال مجموعة الأفكار الحضارية الأصيلة السابقة، التي تهدف إلى وضع رسومات جميلة، تمزج بين الفن التشكيلي ورؤيته للحيوانات، وبين تقديم المعلومات العلمية الهامة. وقد شارك في إنجاز هذا المشروع كل من:عامر الدور، وزينب الهاشمي، وعزة القبيسي، ونوش أناند، ولمياء قرقاش، أومل حليق، وخالد مزينة، وأنيميشن شامبر، من الإمارات، ومارك أدلينغتن، من لندن، وفاري باردلي، مولودة في طهران، وكريس ويفر مولود في لندن. طبيعة مبدعة يتميز مركز الحفية لصون الحياة الجبلية بمناظره الطبيعية والترتيب المنسق، الذي يتيح فرصة نادرة لرؤية ومراقبة الحيوانات الجبلية الموجودة في أماكنها الطبيعية، وبتصميمه الفريد والمميز، يجذب الزوار من داخل وخارج الدولة، من عشاق الحياة النباتية والحيوانية الجبلية، حيث يتيح الوقوف بصورة مباشرة على تفاصيل العلاقة القوية التي تربط بين الحيوانات والطبيعة من جهة، والإبداعات والثقافة المحلية والإقليمية، من الجهة الأخرى. ويعمل المركز، عبر معرض مفتوح في ردهات المركز، على تقديم فكرة كاملة عن فن الصخور، أو ما يسمى النحت على الصخر، في المناطق الجبلية الواقعة جنوب شرق الجزيرة العربية، وهو من أقدم الفنون المعروفة التي تناولت حيوانات المنطقة. أنشطة يعمل مركز الحفية لصون الحياة الجبلية على الاضطلاع بدور فاعل في حماية وصون الحياة البرية الجبلية في الإمارات، عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تقدم خدمات كبيرة وجليلة لمكونات البيئة هناك. وينظم المركز العديد من حملات التوعية للأطفال والكبار، لنشر مزيد من التوعية عن ضرورات حماية البيئة الجبلية وحيواناتها وصونها، كجزء مهم من منظومة الحياة التي نعيشها. 30 نوعاً يضم المركز ثلاثين نوعاً مختلفاً من الحيوانات الجبلية، ويقدم فرصاً فريدة للاطلاع والمتعة داخل المركز وخارجه، على امتداد المناطق الطبيعية المُسيّجة وداخل البيئات الطبيعية الداخلية للحيوانات الليلية، وتوجد أماكن مخصصة داخل المركز، لعيش 23 حيواناً مصنفة إلى: الزواحف، والحشرات، والأسماك، والبرمائيات، والثدييات والطيور الجبلية. ومن أشهر الكائنات التي يضمها المركز: الطُهرْ العربي، والنمر العربي، والبومة، والضفدع، والأسماك الصغيرة، إلى جانب الأفعى. توعية وتثقيف ضمن خططه في نشر التوعية وتثقيف أفراد المجتمع خاصة من الأجيال الجديدة من الطلبة والأطفال، يعمل المركز على تقديم بعض المعلومات العلمية المهمة بأسلوب مبسط، مما يلفت انتباه الزائرين إلى أهمية الكائنات المتنوعة في الحياة الجبلية. ومن الأمثلة التي تسترعي انتباه الزائر الأرنب الوبري، والذي يشبه الفيل، حيث ينحدر الاثنان من نفس السلف، ويتشابهان من حيث الأسنان وأصابع الأقدام، وهيكل الجمجمة، والمصران الأعور آلية الهضم، كما ينمو القاطعان الكبيران لدى الأرنب، ليتحولا إلى أنياب صغيرة، تشبه إلى حد كبير أنياب الفيل.

مشاركة :