على بُعد أسبوع من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لم تخلُ زيارة المرشحة مارين لوبن، زعيمة الجبهة الوطنية، للبنان من الجدل، بل إنها أثارت ضجّة دولية عقب رفضها وضع منديل على رأسها لمقابلة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى ببيروت أمس. واعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية اليسارية، أن لوبن افتعلت الحادثة، بما أنها على علم ومعرفة سابقين، اعتماداً على بروتوكول الزيارة الموضوع سلفاً، بأن المفتي دريان، معروف بموقفه من "غطاء رأس المرأة". ووفق الصحيفة، أبلغ المكتب الإعلامي التابع لدار الفتوى لوبن سابقاً بضرورة مراعاة "البروتوكول المعتمد"، لكن زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" (أقصى اليمين) ردت بالرفض، "فاعتقدت أنهم صرفوا النظر عن موضوع الحجاب، حتى الزيارة". ولدى وصولها إلى دار الفتوى، حاول المستشار الإعلامي خلدون القواص إعطاء لوبن منديلاً أبيض لتغطية رأسها، لكنها رفضت قائلة: "حين التقيت شيخ الأزهر لم أرتدِ الحجاب، ولن أرتديه الآن". وبعد أن انزلقت الحادثة في لبنان إلى النزاعات الطائفية الضيقة، تداول الإعلام الدولي الحادثة، كل حسب تموضعه الأيديولوجي، علماً أن لوبن لديها مواقف متشددة ضد المهاجرين في فرنسا، ولها نبرة ضد الإسلام. وحققت لوبن تقدماً ملحوظاً في استطلاعات الرأي، التي تظهر أنها ستفوز بفارق مريح جداً في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة بعد أسبوع، كما تمكنت من تقليص الفارق مع منافسيها في الجولة الثانية. على المستوى ذاته، وبينما أشاد رئيس "رابطة الشمال" اليمينية المتشددة ماتيو سالفيني بخطوة لوبن، ونشر صورتها وهي أمام دار الفتوى في بيروت إلى جانب صورة رئيسة مجلس النواب الإيطالي اليسارية لورا بولدريني وهي ترتدي غطاء للرأس خلال زيارتها لأحد المساجد، متهماً المسؤولة الإيطالية بالخضوع، نشر زعيم حزب "الحرية" اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، مقابلة له مع صحيفة "يو إس أيه توداي" عنوانها: "الإسلام يهدد أسلوب حياتنا".
مشاركة :