هلّ علينا شهر فبراير، شهر الخير والبركة، الذي يحمل في جنباته الحب والعشق اللامتناه في هوى الديرة التي ما بخلت يوماً على أبنائها بالعطاء اللامحدود من أمن وأمان ورزق وحياة، تحفظ كرامة أبنائها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إن شاء الله تعالى، فمن خلال ما تميزت به الديرة الطيبة من علاقة بين الحاكم والمحكوم، وهي خاصية استثنائية قلما تجدها وفريدة من نوعها ومتميزة، انطلقت من الاحترام المتبادل والمحبة وإيثار الآخر على النفس وغياب الحواجز التي تتميز بها النفس البشرية في مجتمع بسيط، والابتعاد عن التسلط والتفرد في اتخاذ القرار الذي يمس المجتمع ككل، فبعد الاستقلال تكونت المجالس النيابية للمشاركة في الحكم وتعميق العلاقة بين الحاكم والمحكوم أساسها حب الوطن ولا شيء غيره، ونمت الكويت بشكل سريع في مختلف المجالات، وتطورت في زمن قياسي بين دول المنطقة من خلال قيام دولة المؤسسات، معتمدة على صياغة دستور صاغه أبناء الوطن بمختلف فئاته، والذي ولد من رحم تجربة الشورى في المجتمع، والذي كان أساسه اختيار الحاكم عن طريق التشاور بين أبناء الديرة لقيادة المجتمع الكويتي البسيط في تلك الحقبة من الزمن الجميل، فقد ترادف مع ذكر اسم الكويت الخير والأمن والنعمة التي يعيش فيها كل من يحيا على أرضها الطاهرة، ويتمنى الكثيرون من أبناء الدول أن يعيشوا عليها ويعملوا فيها مهما كانت المهنة. لذا علينا ككويتيين في هذه الأيام المباركة أن نطرح الخلافات جانباً، ونسعى إلى رفع شأن بلدنا في مختلف المجالات والمحافل الدولية للمحافظة على مكتسباتنا التي ورثناها من الآباء والأجداد، والابتعاد عن الفتن والصراع والتنازع كما قال الله تعالى في محكم آياته: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم»، كما حصل للأمم الغابرة التي كانت تعيش في نعمة فلما دب الشقاق والتنازع بينهم في القلوب انتهوا وأصبحوا أحاديث للأمم اللاحقة. لذا علينا المحافظة على ثروات الأجيال القادمة من خلال مكافحة الفساد والمفسدين، والبعد عن الصراع والتكفير والتنازع والحقد لمكونات ديرتنا الغالية حتى لا يكون مصيرنا كما كان أثناء الغزو العراقي الغاشم، فلولا لطف الله بنا لذهبت ريحنا وكنا أحاديث للأمم اللاحقة. اللهم يا مالك الملك نسألك بعزتك أن تحفظ الكويت بحفظك وتزيدها أمناً من أمنك وكرماً من كرمك، اللهم أبعد عن الكويت كل سوء من داخلها أو خارجها، اللهم اجعل كل أيامها أعياداً، اللهم احفظ بلادنا من شر الفتن وطمع الطامعين ورد كيدهم في نحورهم برحمتك يا أرحم الراحمين. أمين معرفي Amin-1951@Hotmail.Com
مشاركة :