عندما اكتشفت السلطات البريطانية نهاية الأسبوع الماضي (جوالين وحقائب) مُعبأة بالكوكايين تبلغ قيمتها أكثر من (60 مليون دولار أمريكي)، بعدما لفظتها شواطئ (شرق إنجلترا)، توجهت السلطات فوراً إلى المواطنين وناشدتهم بالبحث عن المزيد من هذه الحقائب، وتقديم أي معلومات تُفيد فرق مُكافحة الجريمة والمُخدرات. في كل بلاد العالم مُحاربة المُخدرات (عمل جماعي) وتكاملي بين الشعوب والأجهزة الأمنية، لذا من غير المقبول أن يعلم المواطن ببعض (بؤر ومَواطن) المُخدرات والمُسكرات، ويكتفي بالصمت ويُغمِّض عينيه، على طريقة أبعد للشر وغنِّي له، هذه السلبية تدل على (أنانية مقيتة) علينا التخلص منها، لنُشكِّل درعاً وسياجاً آمناً بأسهل الطرق وأكثرها سرية، للوقوف في وجه المُخدرات والمُسكرات. مُزعج جداً أنه بمُجرد إجراء لقاء تلفزيوني، أو تحقيق صحفي، تُسمع أصوات المواطنين على استحياء: هنا يبيعون (المُخدرات)، هنا (يتعاطون)، هؤلاء يصنعون العَرق ويُسوِّقونه على الصغار.. إلخ من الأصوات التي ظلت صامتة (مدة طويلة) كانت كافية بمُعالجة الأمر لو تم الإبلاغ في حينه بشكل مُباشر وجاد.. خصوصاً ضد المُمَّارسات السيئة التي يقوم بها بعض العمال والمُخالفين لنظام الإقامة والعمل ومجهولي الهوية، والتي تتم على مرأى ومسمع من (السكان المحليين) للأحياء والمناطق -إن جازلنا التعبير- عندما تسمع أحدهم يقول في هذا التقاطع أو هذه المحطة أو هذا الشارع (يبيعون العَرق) و(الحشيش).. إلخ، وهو ما لن ينتهي أو يختفي إلا بتعاوننا جميعاً مع برامج المُخدرات الناجحة والفاعلة، وعلى رأسها البرنامج الكبير (نبراس)، حتى لا يدفع الصامتون ثمن صمتهم -يوماً ما- عندما تتسلل المُخدرات إلى بيوتهم -لا سمح الله-، بسبب تخاذلهم وسلبيتهم. ربما أن النظام لن يُجرِّم كل من لم يُبلغ عن (بؤرة فساد) للمُخدرات والخمور ولن يُحاسبه على سكوته، ولكن الضمير الإنساني الحيّ سيؤنب ويُحاكم كل مواطن أو مُقيم تكاسل أو تخاذل عن الإبلاغ عن هؤلاء المُجرمين الذين يُسوِّقون السم، الذي ربما تسبب في جريمة قتل سيذهب ضحيتها إنسان بريئ بسبب إهمال وتخاذل (إنسان آخر) كان شريكاً بصمته. وعلى دروب الخير نلتقي،،،
مشاركة :