أفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة بتجميد مساعدات عسكرية كانت تنسقها وكالة المخابرات المركزية الأميركية لمقاتلي المعارضة في شمال غربي سوريا؛ وذلك بعد تعرضهم لهجوم كبير من متشددين في الشهر الماضي. ويثير ذلك شكوكا حول الدعم الخارجي للمعارضة المسلحة، الذي يعد أساسيا في حربها مع الرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسؤولون في المعارضة السورية، إنه لا يوجد تفسير رسمي للخطوة التي اتخذت هذا الشهر بعد هجوم للمتشددين، لكن عددا من المسؤولين يعتقدون أن الهدف الرئيسي منها هو الحيلولة دون سقوط السلاح والمال المقدم للمعارضة المسلحة في أيدي متشددين. وتوقع المسؤولون أن يكون تجميد المساعدات مؤقتا. وقال مسؤولان أميركيان مطلعان على البرنامج لـ«رويترز»، الذي تقوده وكالة المخابرات المركزية الأميركية، إن تجميد المساعدات التي تشمل أجورا وتدريبا وذخيرة، وفي بعض الأحيان صواريخ موجهة مضادة للدبابات، جاء ردا على هجمات المتشددين، ولا علاقة له بوصول الرئيس دونالد ترمب إلى حكم الولايات المتحدة خلفا للرئيس باراك أوباما. ويوضح تجميد المساعدات المشكلات التي تواجه «الجيش السوري الحر» في الحرب التي قاربت على إتمام السنوات الست ضد الأسد، الذي يبدو في وضع عسكري قوي في المنطقة الغربية من سوريا؛ ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تدخل روسيا وإيران المباشر في الحرب إلى جانبه. وقال مسؤول في إحدى الفصائل التي تأثرت بتجميد الدعم: «الحقيقة أن هناك تغيرات في المنطقة، وهذه التغيرات لا بد أن تكون لها تداعيات». وأضاف متحدثا عن دخول مساعدات عسكرية «لا يمكن أن يدخل شيء قبل ترتيب الأمور. هناك ترتيب جديد، ولكن لم يتبلور بعد». ومن بين الدول التي تقدم الدعم لفصائل «الجيش السوري الحر» تركيا وقطر والسعودية، وهي دول تعارض الأسد. وهذا الدعم هو إحدى قنوات عدة للمساعدات الخارجية للمعارضة المسلحة، ولا تزال القنوات الأخرى مفتوحة. ورفضت وكالة المخابرات المركزية الأميركية التعليق على نبأ تجميد الدعم للمعارضة المسلحة. وقال مسؤول قطري، إن حكومة بلاده ليس لديها ما تقوله في هذا الشأن. واكتفى مسؤولون أتراك بالقول إنهم لا يمكنهم مناقشة «تفاصيل العمليات». وتأكدت «رويترز» من تجميد الدعم من مسؤولين في خمسة من فصائل «الجيش السوري الحر» كانت تتلقى دعما ماليا وعسكريا عبر غرفة العمليات المعروفة بالـ«موم». وأكدت ذلك أيضا شخصيتان أخريان كبيرتان في «الجيش السوري الحر» تم إطلاعهما على الأمر. وتحدثت الشخصيتان، بشرط عدم الكشف عن هويتيهما بسبب الطبيعة السرية للبرنامج الذي تدعمه وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وكذلك بسبب حساسية الموضوع. ويعتقد عدد من المعارضين أن وقف المساعدات مؤقت، وأن من المتوقع وضع ترتيبات جديدة، لكن ليس هناك وضوح حتى الآن. وقال مصدران كبيران في «الجيش السوري الحر» مؤكدَين تجميد المساعدات، إن الدول المانحة تهدف إلى إرسال المساعدات إلى قوة مقاتلة واحدة متحدة، وهو أمر استعصى على المعارضين طوال الحرب الأهلية السورية. وقال أحد مسؤولي «الجيش السوري الحر»، إنه لا يتوقع التخلي عن المعارضين باعتبارهم الأمل الوحيد لوقف تمدد جديد لنفوذ المتشددين في سوريا، وكذلك لمحاربة الدور المتزايد لإيران.
مشاركة :