انتشال العشرات من جثث المهاجرين من شواطئ ليبيا عثرت فرق الإغاثة على جثث مهاجرين غير شرعيين على شواطئ غرب ليبيا، في مشهد وصفه متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة بأنه ليس فقط عددا مروعا من القتلى في حادث واحد، لكنه شيء لم نشهده بالفعل وهو إما عقاب متعمد وإما قتل لمهاجرين، وذلك بعد أن تبين أن سبب الحادث يعود إلى سرقة مهربين لمحرك القارب الذي كان يقل المهاجرين. العرب [نُشرفي2017/02/22، العدد: 10551، ص(4)] أكياس الموت من نصيب المهاجرين طرابلس - أكد خفر السواحل ومسؤولو إغاثة، الثلاثاء، أنه جرى العثور على جثث ما لا يقل عن 74 مهاجرا جرفتهم الأمواج إلى شاطئ في غرب ليبيا بعد أن سُرق محرك قاربهم المطاطي. وقال محمد المصراتي، المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي إن الجثث عثر عليها، الاثنين، قرب مدينة الزاوية وإنهم جميعا من البالغين ومعظمهم من دول تقع جنوبي الصحراء الأفريقية وكلهم رجال عدا 3 جثث. وبث خفر السواحل في الزاوية مقطع فيديو يظهر قارب المهاجرين بلا محرك. وقال جويل ميلمان، وهو متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، إن موظفا محليا ذكر أن “مهربين جاؤوا وسرقوا المحرك من القارب وتركوه لتجرفه المياه”. وتابع قائلا “هذا ليس فقط عددا مروعا من القتلى في حادث واحد، لكنه شيء لم نشهده بالفعل وهو إما عقاب متعمد وإما قتل لمهاجرين”. وليبيا هي نقطة الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الطامحين في الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. ويحاولون في العادة العبور في قوارب مطاطية متهالكة مزودة بكميات محدودة من الوقود بهدف أن تكفي فقط لإيصالهم إلى مواقع سفن الإنقاذ الأوروبية في المياه الدولية. ويغادر معظمهم من قطاع من الساحل الليبي يقع بين طرابلس والحدود التونسية إلى الغرب. وعادة ما تجرف الأمواج جثث الغرقى إلى الشواطئ الليبية. ونشر الهلال الأحمر صور الجثث مسجاة في أكياس على طول الشاطئ. وأظهرت البعض من الصور قاربا رماديا شبه فارغ من الهواء من النوع الذي يقدمه في العادة مهربو البشر. وجرى تركيب ألواح خشبية لتعزيز أرضية القارب. توماس دي ميزير: المهاجرون حاليا في ليبيا أكثر من الذين وصلوا العام الماضي إلى إيطاليا وكان البعض من الجثث لا يزال في القارب. وقال متطوع محلي إن عدد القتلى قد يرتفع مع رصد البعض من الجثث في البحر، لكن عمال الإغاثة لم يتمكنوا بعد من انتشالها. وعبر في العام الماضي عدد قياسي بلغ 181 ألف مهاجر بين ليبيا وإيطاليا. وتأكد غرق أكثر من 4500. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن الحادث الأخير يرفع عدد الوفيات منذ بداية العام الحالي إلى أكثر من 365. ويبحث الاتحاد الأوروبي، الذي أوقف إلى حد بعيد عمليات العبور البحرية بين تركيا واليونان العام الماضي، عن سبل لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا. وعرض زعماء أوروبيون، هذا الشهر، على ليبيا أموالا ومساعدات أخرى في محاولة لخفض أعداد المهاجرين عبر البحر المتوسط. وانتقدت جماعات إغاثة ذلك التحرك قائلة إن مثل هذه الخطط تعرض المهاجرين للمزيد من المخاطر والانتهاكات داخل ليبيا. ولا تستبعد الحكومة الاتحادية الألمانية زيادة عدد الأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا انطلاقا من ليبيا، مع بداية ربيع هذا العام مجددا. وقال وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير، الثلاثاء، بعد مباحثات مع ديميتريس افراموبولوس المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة واللجوء ببرلين، إن تعاون المفوضية الأوروبية والبعض من دول الاتحاد الأوروبي مع النيجر ومالي أحدث تأثيرا بالفعل في تراجع عدد الأشخاص الذين يصلون حاليا إلى ليبيا التي تعد دولة عبور إلى أوروبا. ولكنه أكد أن الوقت لا يزال مبكرا على إصدار تحذير، وأشار إلى أن الأمر المؤكد فقط هو أن عدد الأشخاص الذين يقيمون حاليا في ليبيا يزيد على العدد الذي وصل العام الماضي إلى إيطاليا. وتقول بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنه وصل ما يزيد على 180 ألف شخص من شمال أفريقيا إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط في عام 2016. وقال افراموبولوس “إننا مستعدون حاليا على نحو أفضل، ولكننا لا نعرف الأعداد الدقيقة”، مؤكدا أن التعاون مع تونس والجزائر ومصر والمغرب يتمتع بأهمية للاتحاد الأوروبي، “ليس فقط من أجل رفع الضغط عن ليبيا، ولكن أيضا من أجل تجنب تغيير المسارات”. ورحل جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بالعاصمة طرابلس، الثلاثاء، 170 مهاجرا غير شرعي من نيجيريا، جوا عبر مطار معيتيقة الدولي، إلى بلادهم بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة. وقال النقيب بدرالدين بن حامد، رئيس مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية بمطار معيتيقة شرقي طرابلس، إنه “تم ترحيل، الثلاثاء، 170 مهاجرا غير شرعي من الجنسية النيجيرية من بينهم رجال ونساء وأطفال”. وأضاف بن حامد أن “عملية الترحيل هذه تعتبر الدفعة الثانية للنيجيريين بعد ترحيل الدفعة الأولى الثلاثاء الماضي، والمرحلة الثالثة لعمليات الترحيل للمهاجرين، والتي تستمر بواقع رحلتين في الأسبوع”. وأشار بن حامد إلى أن “عملية الترحيل ستكون بشكل طوعي، بمعنى ليس إجباريا أو قسريا، وستكون مراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بطرابلس، هي المستهدفة من عمليات الترحيل”. والخميس الماضي، رحلت حكومة الوفاق الوطني الليبية، 169 مهاجرا غير شرعي يحملون الجنسية السنغالية، إلى بلادهم، حسب حسني بوعيانة، رئيس وحدة الإعلام بجهاز الهجرة غير الشرعية، في طرابلس، فرع طريق السكة، التابع لحكومة الوفاق. وتنشط في مناطق شمال غربي ليبيا، منذ أعوام، تجارة الهجرة غير الشرعية، لا سيما في مدينة “القره بوللي” طرابلس (60 كلم شرق طرابلس)، ومدينة صبراتة (70 كلم غرب طرابلس) وزوارة (120 كلم غرب طرابلس)؛ حيث تنطلق منها قوارب الهجرة غير الشرعية باتجاه شواطئ أوروبا، والتي راح ضحيتها المئات من جنسيات عربية وأفريقية. وتستغل الجماعات الناشطة في الهجرة غير الشرعية، حالة الانقسام السياسي والفوضى الأمنية التي تعاني منها البلاد منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي إثر ثورة شعبية في 2011.
مشاركة :