إيران تقتل الأحواز عطشا لتروي أصفهان وقم

  • 2/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إيران تقتل الأحواز عطشا لتروي أصفهان وقم تعيش الأحواز جنوب غرب إيران أوضاعا صعبة وتجتاحها تظاهرات بسبب انقطاع المياه نتيجة تداعيات نقل مياه المنطقة وتغيير مجرى نهر الكارون، ما تسبب في التصحر وعواصف غبار ورمال عطّلت كل مفاصل الحياة. العربأمير علي حيدر [نُشرفي2017/02/22، العدد: 10551، ص(12)] قتل بطيء لعرب الأحواز أجبر تدهور الأوضاع في الجزء العربي من إيران وسائل الإعلام الرسمية على تسليط الضوء عليها. ونشرت وكالة أنباء الطلاب “إيسنا” في الحادي عشر من فبراير 2017 تفاصيل ما يجري نقلا عن ممثل منطقة الأحواز في مجلس الشورى علي ساري، الذي كشف أنّ “مياه الأحواز (بالفارسية خوزستان) تنقل إلى الصحراء الكبرى (فلات مركزي) وسط إيران، ويبدو أنّ صرخات سكان المنطقة لا تصل الى أسماع أحد”. الناشط الأحوازي في حقوق الإنسان عبدالكريم خلف تحدث لـ”العرب” كاشفا عن تفاصيل المشهد بقوله “ما يجري في الأحواز يجري على ثلاثة محاور؛ الأول هو التلوث البيئي والانقطاع المتكرر للكهرباء والماء، والمحور الثاني يخص الاعتصامات في بعض الشركات ومنها شركة الفولاذ، وشركة البتروكيماويات والاحتجاجات في دوائر البلديات، والمحور الثالث هناك جو متشنج أمنيا بسبب اغتيال أحد الشباب في المدينة الفلاحية”. يبدو أنّ أزمة الكهرباء والغاز تتفاقم في مناطق عدة من إيران، حيث أنّ إقليم همدان ومدنه ومناطق مهاباد، سنندج ومدنها في إقليم كردستان إيران، علاوة على مناطق إقليم الأحواز، تشهد قطعا منظما للغاز المسال، وقطعا غير منظم للتيار الكهربائي. وأعلنت بيانات رسمية أنّ انقطاع التيار الكهربائي في الأحواز ومدنها سببه توقف محطة توليد الطاقة الحرارية بسبب العواصف الرملية والغبار. وكشف الناشط عبدالكريم خلف أنه “منذ يوم 11 فبراير هناك انقطاع متكرر للكهرباء وتحول الأمر إلى أزمة، بل ويمكن القول إنّ الحياة معدومة، لأنّ أغلب الدوائر الرسمية والمدارس والجامعات مغلقة بسبب العواصف الترابية والتلوث. ونحن نتكلم هنا عن 11 مدينة تعرضت للأزمة، علاوة على قرى وقصبات كثيرة في أطراف المدن تعاني من التلوث والغبار”. وأعلن عضو في كتلة المعارضة أميد في مجلس الشورى الإيراني أن “أزمة الأحواز سببها تغيير مجاري الأنهار ونقل المياه إلى الصحراء المركزية. ويبدو أن لا أحد يلتفت إلى معاناة الناس هناك. انقطاع التيار الكهربائي سببه العواصف الترابية والرملية الناشئة عن تغيير مسار نهر الكارون وتفرعاته لإيصال الماء إلى مناطق مركزية في إيران”. وما قاله النائب المعارض ردٌ على بعض التبريرات التي تتردد في أروقة الحكومة والبرلمان بأنّ سبب الأزمة خارجي وطبيعي لا علاقة له بتقصير حكومي. وبهذا الخصوص يقول الناشط الحقوقي عبدالكريم خلف “حتى في أوج الحرب العراقية الإيرانية لم تشهد الأحواز مشكلات تلوث بهذا الحجم”، وهو ما أكده النائب في مجلس الشورى الكعبي، الحقيقة هي أنّ النظام الإيراني قام ببناء سدود، وإنشاء مزارع قصب السكر، علاوة على مشاريع بترولية عديدة أدت إلى تجفيف الأنهار، وتجفيف الأهوار وخاصة هور الحويزة، بل إنّ بعض الخبراء الإيرانيين أثبتوا مؤخرا أنّ منشأ العواصف داخلي وليس خارجيا. سد عربكوشة، سد بهشت زهراء، سد الكوثر، هي مشاريع ري أقامها النظام لغرض نقل مياه نهر الكرخة والكارون إلى أصفهان وقم ويزد لغرض تعزيز موارد مياه الشرب كما أُعلن، لكنّ بعض المسؤولين في مشاريع ري الأحواز، كشفوا أنّ كميات الماء الذي ينقل إلى الهضبة الوسطى في إيران هي أكثر بكثير مما أعلن وهذا أدى إلى تجفيف الأنهار والأراضي. وأضاف خلف أن “نشاط شركات النفط أيضا في منطقة دست ميسان، أي هور العظيم في الأحواز ومدن البسيتين والخفاجية والحويزة، أدى إلى تفاقم الأزمة، فقد أُجبر النظام على تجفيف مسطحاتها المائية لسحب النفط منها، أضف إلى ذلك مشروع قصب السكر وهو المشروع المحصور بين مدينة الأحواز والمحمرة، وقد صودرت الأراضي من أصحابها على مساحة تصل إلى 120 كيلومترا مربعا وأقيمت عليها مشاريع قصب السكر التي رفعت ملوحة الأرض وأدت إلى جفاف نهر الكارون الذي باتت مياهه غير صالحة حتى لشرب الحيوانات”. وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور لتظاهرات ولافتات يرفعها محتجون تعلن بلا خوف احتجاجات الأحوازيين، بعضها جاء فيه “جفت ضمائركم كما جف شريان وطني كارون”، ولافتة رفعها طفل يحمله أبوه كتب عليها “موائدنا باتت خالية، أعطونا حقوقنا”، فيما رفعت مجموعة نسوة مقنعات لافتة كتب عليها “انتبهوا إلى مطالب المجتمع المدني في الأحواز”. وتنتشر صور لشبان عاطلين يفترشون الأرض ويعرضون شهاداتهم رغم الحضور الأمني المكثف مطالبين بتوظيفهم، وصور أخرى لعمال وموظفين في شركات البترول العملاقة وهم مضربون عن العمل احتجاجا على فساد قيادات الشركات الحكومية التي تشغّلهم. وإلى ذلك أشار الناشط عبدالكريم خلف بالقول “لا يخفى أنّ 70 بالمئة من المسؤولين الموجودين في مؤسسات الأحواز هم ممن يُطلق عليهم ‘المدراء الطيارون’ بمعنى أنهم لا يسكنون المنطقة بل يزورونها بالطائرة، فهم يقدمون من طهران أو أصفهان، ويقضون عملهم، ويعودون غالبا في نفس اليوم، وهذا سبّبَ نوعا من عدم العناية بما يحدث حيث يسود المنطقة الفقر، حيث أن 50 بالمئة من أهل عبادان عاطلون عن العمل، وفي الحويزة يصل الرقم إلى 70 بالمئة، بل إنّ السلطات نقلت من المنطقة أكبر شركة لتكرير النفط، إلى منطقة آراك (الإقليم المركزي)، ما فاقم نسب البطالة بسبب طرد أغلب العاملين في هذه الشركة، ونحن الناشطون نعتقد أنّ هذه الأزمات المفتعلة في الأحواز يراد منها تطهير عرقي وتهميش لسكان المنطقة العرب”. وشهدت مناطق الأحواز في البداية تظاهرات شارك فيها الآلاف من الأحوازيين بسبب تلاحق الأزمات في المنطقة، لكن بعد التهديدات التي أطلقها النظام، وبعد قيامه بجلب تعزيزات أمنية من مناطق أخرى تضم عناصر أمن يركبون في الغالب دراجات نارية ومسلحين بالمسدسات والهراوات والسكاكين، تقلص عدد المتظاهرين وبات لا يتجاوز المئات يجتمعون ويرددون شعارات وهوسات عربية، ثم يتفرقون، كما يؤكد خلف.

مشاركة :