قتل 14 شخصاً على الأقل غالبيتهم من تنظيم «القاعدة» في اليمن، إثر غارة لطائرة أميركية من دون طيار استهدفت أمس منطقة قبلية في محافظة البيضاء (جنوب صنعاء) بالتزامن مع تنامي الأنشطة التوسعية للتنظيم في مناطق غرب البلاد، وسيطرته في اليومين الأخيرين على قرى عدة في محافظة إب. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان لـ «الحياة»، إن طائرة يرجح أنها أميركية من دون طيار استهدفت بصواريخها أمس سيارة من نوع «شاص» في منطقة الحازمية التابعة لمديرية الصومعة في محافظة البيضاء، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل 11 مسلحاً على الأقل كانوا على متنها يعتقد أنهم من «القاعدة». وأفادت المصادر «بأن من بين القتلى قادة محليين في التنظيم، كما أكدت قتل ثلاثة مدنيين من «آل الخشم» وإصابة أربعة آخرين كانوا على متن سيارة من نوع «هايلوكس» بالقرب من مكان سيارة المسلحين التي نجم عن استهدافها سماع انفجارات شديدة متتالية، ما يرجح أنها كانت تحمل كمية كبيرة من المتفجرات». والغارة هي الـ15 منذ مطلع السنة وتأتي استمراراً للضربات التي توجهها الطائرات الأميركية بالتنسيق مع السلطات اليمنية لعناصر التنظيم، في حين أدت هذه الغارات إلى قتل حوالى 35 مسلحاً منذ بداية السنة، وسط انتقادات سياسية وحقوقية لسماح الحكومة باستمرارها، بخاصة مع سقوط ضحايا مدنيين من وقت لآخر. في غضون ذلك أكدت مصادر محلية لـ «الحياة»، تصاعد أنشطة التنظيم التوسعية في مناطق غرب البلاد، وقالت إن مسلحي التنظيم «أحكموا في اليومين الماضيين سيطرتهم على منطقة بني ساوي في مديرية القفر التابعة لمحافظة إب، ورفعوا أعلام «القاعدة» السود على سطوح المنازل بعد انخراط زعماء المنطقة في التنظيم وتعهدهم بتوفير الحماية لعناصره المنتشرين في منطقتي العدين ووصاب المجاورتين. وتضم منطقة بني ساوي ذات التضاريس الجبلية في غرب البلاد حوالى عشر قرى، ويزيد عدد سكانها على خمسة آلاف نسمة، في حين أكدت المصادر مشاهدة الأهالي طائرات من دون طيار تحوم باستمرار في أجواء هذه المناطق التي يعتقد أن التنظيم يبحث فيها عن ملاذ آمن بعدما ضيقت عليه السلطات الخناق في جنوب البلاد وشرقها. ويخوض التنظيم الذي تعتبره واشنطن أكثر فروع «القاعدة» خطراً على مصالحها حرباً مفتوحة مع السلطات اليمنية الانتقالية ويشن هجمات منسقة على مواقع الجيش والأمن، قتل فيها هذه السنة حتى الآن أكثر من 100 ضابط وجندي، كما يعتقد أنه المسؤول عن اغتيال عشرات الضباط في الاستخبارات والجيش والأمن خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
مشاركة :