الرياض - ألحق الروائي السعودي محمد حسن علوان "الشيخ الأكبر" محي الدين بن عربي، بكل من مولانا جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، اللذين استعادت الروائية التركية إليف شافاق سيرتهما روائياً في عملها الشهير "قواعد العشق الأربعون". وفي روايته "موت صغير"، التي ارتقت للقائمة القصيرة للبوكر 2017 ، ضمن 6 روايات، لا يكتفي الشاعر والروائي السعودي محمد حسن علوان بحكايات وآثار الصوفي الأكبر وصاحب "الفتوحات المكية"، ولكنه يقتحم إنسانيته مقدماً إياه في أكثر لحظات ضعفه الإنساني، وأرق لحظات عشقه الأرضي. وتغوص الرواية في حياته العاطفية باختطاف قلبه بعد أن وقع في العشق، وحيرته الإيمانية بحثاً عن ذلك اليقين المطلق. وابن عربي هو محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي (1240م -1164 م) " 638 - 558هـ"، ولد في الأندلس وتوفي في دمشق، واشتهر بلقب "الشيخ الأكبر". وأعلنت القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية (النسخة العربية من الجائزة العالمية)، الخميس 16 فبراير/شباط الجاري، وتضمنت 6 روايات تتنافس علي الجائزة الكبرى. والروايات الست هي "السبيليات" للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، "زرايب العبيد" للروائية الليبية نجوى بن شتوان، "في غرفة العنكبوت" للمصري محمد عبدالنبي، "أولاد الجيتو - اسمي آدم " للبناني الياس خوري، "مقتل بائع الكتب" للعراقي سعد محمد رحيم، إلى جانب "موت صغير". وقد اختطف علوان "الشيخ الأكبر" إلى عالمه الروائي الرومانسي المفعم بالمشاعر، إذ قدم من قبل أربع روايات تتعرض لعلاقات حب بين الرجل والمرأة، بينها "صوفيا"، و"طوق الطهارة". ورغم السرد التاريخي في الرواية، إلا أن الروائي السعودي يقول عنها "أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه، فالحب ديني وإيماني". يقودنا الراوي في "موت صغير" عبر مسارين فيحكي تاريخ انتقال مخطوطة تقص سيرة بن عربي منذ عام 610 هجرية وحتى اكتشافها العام 1433 هجرية، وفي المستوى الثاني تأتي سيرة بن عربي منذ لحظة ميلاده حتى وفاته مستعرضاً الصعاب التي لاقاها منذ ولادته في الأندلس وحتى وصوله الى مكة مروراً بدمشق. ويستعرض علوان كيف استقر ابن عربي في مكة المكرمة وأنجز مؤلفه الأهم "الفتوحات المكية"، وظن أنه سيهدأ ويقر عينا بما أنجز، لكنه يلتقي نظام ابنة شيخه زاهر الأصفهاني فيغرم بها ويكتب عنها ديوانه "ترجمان الأشواق". غير أن العاشق يٌفاجئ العاشق برفضها، ليكتشف أنها كانت وتداً من أوتاد الأرض الأربعة، طبقا للفهم الصوفي، وبالتالي فدورها تثبيت الإيمان والدين فى قلوب من يهديهم الله، وفق المتصوفة. ويعتقد المتصوفة في وجود القطب الأكبر أو الغوث لإدارة شؤون الأرض وتحته أربعة أوتاد يساعدونه، ما جعله على يقين باستحالة ارتباطهما. وتنتهي حياة "الشيخ الأكبر" عجوزاً متهالكاً يعمل أجيراً في بستان باحثاً عن قوت يومه حتى يموت. ولد محمد حسن علوان في الرياض العام 1979، وصدرت له 5 روايات هي "سقف الكفاية" (2002)، "صوفيا" (2004)، "طوق الطهارة" (2007)، "القندس" (2011)، إضافة إلى "موت صغير" (2016)، وله كتاب واحد "الرحيل نظرياته والعوامل المؤثرة فيه" 2014. واختير الروائي السعودي العام 2010 ضمن أفضل 39 كاتباً عربياً، تحت سن الأربعين. كما فازت النسخة الفرنسية من روايته "القندس" بجائزة معهد العالم العربي في باريس العام 2015، كأفضل رواية عربية مترجمة للفرنسية. ورشح محمد حسن علوان في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" العام 2013 عن روايته "القندس"، وشارك في الندوة الأولى "ورشة إبداع"، التي أقامتها الجائزة العام 2009 وأشرف على ندوة العام 2016. ويعلن اسم الفائز بجائزة البوكر العربية 27 إبريل/نيسان المقبل، في احتفال بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، عشية افتتاح معرض "أبو ظبي الدولي للكتاب". ويحصل كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، في حين يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية.
مشاركة :