رؤية 2030 ستفتح لنا شراكات غير مسبوقة مع المملكة

  • 2/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف أن رؤية المملكة 2030 ستنقل الاقتصاد السعودي الى آفاق أكبر وأرحب بفضل البنية الاساسية القوية للاقتصاد السعودي، مبينًا أن المنظمة العربية - الاورومتوسطية للتعاون الاقتصادي تنظر للسوق السعودي كأولوية قصوى بعد إطلاق هذه الرؤية، موضحًا أن حجم التبادلات التجارية بين البلدين ارتفع ليصل إلى 12.6 مليار دولار عام 2015. وقال فولف في حواره مع «اليوم» إنهم يسعون لنقل التجربة الألمانية في دعم الشركات المتوسطة والصغيرة للمملكة، حيث يعتبرها روح وسر ريادة الاقتصاد الألماني. ■ فخامة الرئيس نرحب بكم أولًا.. ونود معرفة تقييمك لحجم الاستثمار المتبادل بين المملكة وجمهورية ألمانيا الاتحادية؟ أريد توضيح نقطة مهمة في تركيبة الشركات في ألمانيا فهي من يقرر الاستثمار في الاسواق الخارجية ولا تتدخل الحكومة الألمانية في قراراتها فالوضع لدينا يختلف عما هو معمول به في فرنسا مثلًا أو غيرها من الدول، وفي اعتقادي الشخصي أن الفرص ذهبية في السوق السعودي وسيكون للشركات اقبال ونحن في المنظمة العربية الاورومتوسطية للتعاون الاقتصادي ننظر للسوق السعودي كأولوية قصوى، وزاد: ارتفع حجم التبادلات التجارية بين البلدين ليصل إلى 12.6 مليار دولار عام 2015، مقارنة بـ6.9 مليار دولار عام 2006 بزيادة قدرها 83%. ■ أطلقت المملكة مؤخرًا رؤية 2030 وهي بمثابة خارطة الطريق للإصلاح الاقتصادي والتنموي.. كيف تنظرون لها كمستثمرين؟ نحن نعمل بشغف على تحليل وقراءة رؤية المملكة 2030 والتي تحمل بمجملها خطة طموحة أعتقد أنها ستنقل الاقتصاد السعودي الى آفاق أكبر وأرحب بفضل البنية الاساسية القوية للاقتصاد السعودي وبسبب موقع ومكانة المملكة على الخارطة العالمية، ومن خلال متابعتنا الدقيقة في هذا الجانب، سمعنا أن رؤية المملكة 2030 بدأت عملها على أرض الواقع ونتمنى أن تتحقق هذه الرؤية التي من خلالها نستطيع أن نفتح سبل شراكات غير مسبوقة للتعاون، وفي اطار هذه الرؤية المشجعة لنا سنقدم العديد من المشاريع خصوصًا وأن الرؤية تتناول جوانب متعددة واتجاهات كثيرة تعطينا مرونة اكثر لتقديم الكثير من الشراكات مع الجانب السعودي. ■ ما أهم القطاعات التجارية التي تعملون على الدخول فيها كمستثمرين في المملكة؟ أهم القطاعات هي مجال التكوين والتدريب المهني الذي يعتبر قطاعا اساسيا ومهما واستراتيجيا بالنسبة لنا، وأيضًا قطاع الطاقة التقليدية كالبترول والغاز وكذلك قطاع الطاقة المتجددة الذي ينتظره مستقبل كبير على مستوى المملكة والعالم بأكمله، وبحكم أننا في ألمانيا نركز ونولي اهتماما لشريحة الشركات الصغيرة والمتوسطة، فإننا نريد نقل هذه التجربة للمملكة، الشركات المتوسطة والصغيرة لدينا هي روح وسر ريادة الاقتصاد الألماني، ومن هذا المنطلق نريد عقد شراكاتنا وتسويق منتجاتنا مع هذه الشريحة ليكون العائد على المملكة واقتصادها كبيرا. ■ تشتهر ألمانيا بصناعة السيارات الفارهة مثل مثل شركة BMW ومرسيديس وغيرها، هل تسعون لتوطين هذه الصناعة في المملكة؟ البيئة الاستثمارية في المملكة تجعل السوق فيها ليس مهمًا فقط على مستوى المنطقة العربية بل على مستوى العالم ومن هذا المنطلق هناك بلا شك اهتمام من قبل قطاع السيارات في ألمانيا لفتح مشاريع والعمل على توطين هذه الصناعة في المملكة وسمعنا عن هذا التوجه. ■ ماذا عن القطاع الطبي وهو أيضًا أحد أهم القطاعات الذي تملكون فيه دورا عالميا رياديا؟ على مستوى القطاع الطبي هناك تعاون أستطيع أن أصفه بالكبير جدًا بين مختلف المؤسسات الطبية الالمانية والسعودية فهناك على سبيل المثال تعاون بين جامعة ميونيخ والمؤسسات الحكومية هنا، وكذلك الجامعة لديها عمل مع القطاع الخاص كالشركات الطبية والمستشفيات وبالتأكيد هذا قطاع حيوي وهام ومن أهم قطاعات التعاون فيما بيننا والذي أعتقد أنه سيشهد الكثير من التدفق في الاستثمارات. ■ في مناسبة الذكرى العشرين للوحدة الألمانية قال فخامتكم إن «الإسلام جزء من ألمانيا» وكان لها صدى لدينا.. كيف تقيم حصول المسلمين على فرص عمل وفرص استثمارية لديكم؟ دعني أوضح أن هذا بالنسبة لي شئ مهم جدًا، المسلمون في ألمانيا جزء مهم لدينا وجزء من مكونات المجتمع، وكذلك مرحب بهم ويحصلون على كافة حقوقهم ولا تمييز ضدهم في الحصول على وظائف أو في الاستثمار في السوق الالمانية. ■ كيف تقيم الترحيب لدينا في المملكة بالاستثمارات الأجنبية عمومًا والاستثمارات الالمانية خاصة؟ ممتاز جدًا وهناك ترحيب كبير بنا في المملكة ونرى الكثير من التسهيلات فعلى سبيل المثال نعقد اجتماعات وملتقيات ثنائية بين جانب الشركات ورجال الاعمال في ألمانيا وبين نظرائهم في المملكة، مثل ما حدث في غرفة الشرقية مؤخرًا، وهذه الملتقيات والاجتماعات، ستحقق مزيدا من الاتفاقيات التي ستعود بالنفع على الطرفين ونشكر غرفة المنطقة الشرقية على عقد ملتقيات دورية تصب في هذا الجانب وهذا الاتجاه وهنا يجب أن أشكر الأمين العام للغرفة الاستاذ عبدالرحمن الوابل وكذلك الشكر موصول لكل اعضاء ومسئولي الغرفة ولكم أيضًا. ■ ما هي خططكم لتوسيع دائرة شراكتكم مع المملكة؟ لدينا الكثير، فالشركات الالمانية والقطاعان الخاص والحكومي مستعدان لتقديم الخبرة والتكنولوجيا، التي تسعى لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في كل التخصصات بشكل عام وبشكل خاص كل ما يتناسب مع ما طرحته الرؤية من اهداف ومبادرات مثل: الطاقة والمياه، والهندسة الكهربائية، والهندسة المدنية، وتكنولوجيا المعلومات والمستحضرات الصيدلانية والاستشارات. وفي هذا الصدد أريد أن أوضح أن العلاقات التجارية بين البلدين تشهد اتجاها متزايدا في السنوات الأخيرة، ناهيك عن عمق العلاقات الدبلوماسية، ونحن سنعمل على تعزيز العلاقات الثقافية أيضاً وليست التجارية فحسب من خلال زيادة وسائل تواصل الشعبين السعودي والألماني، وهنا يسرني أن أقول ان العلاقات شهدت نموا كبيراً، حيث اصدرت المانيا في العام 2015 فقط أكثر من 74 الف تأشيرة زيارة للمواطنين السعوديين، وهذا الرقم مرشح للارتفاع أكثر. ■ ما تقييمكم لقبول المنتجات الألمانية في السوق السعودية؟ المنتجات والتكنولوجيا الألمانية تحظى بشعبية كبيرة في المملكة، خاصة في المنطقة الشرقية، حيث ساهم المكتب الالماني السعودي للشؤون الاقتصادية في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين من خلال اقامة معارض الكاتلوجات واللقاءات بين رجال الاعمال في البلدين تحت مظلة غرفة الشرقية، ويجب أن أذكر مرة أخرى أن هناك تسهيلات كبيرة نجدها من قبل المسؤولين على الاستثمار في المملكة وهذه التسهيلات واضحة للعيان، فالشركات الالمانية وضعت بصمتها في السوق السعودي، حيث تعمل حاليا ما يزيد على 400 شركة ألمانية في المملكة بحسب احصائية هيئة الاستثمار العامة السعودية. الشركات الألمانية تسهم في توطين صناعاتها سعوديا أكد الرئيس الالماني السابق أن الشركات الالمانية تنظر للبيئة الاستثمارية في المملكة كبيئة هامة ومتطورة، مبينًا أن الفائدة المتبادلة متى ما كانت موجودة بين الطرفين وذات جدوى اقتصادية فإن شركات تصنيع السيارات وغيرها من القطاعات الأخرى ستأتي للمملكة ليس فقط لتسويق منتجاتها وإنما أيضًا للمساهمة في توطين تلك الصناعات محليًا، خصوصًا وأن الفترة التي تمر بها المملكة هي فترة تحول اقتصادي كبير من خلال الرؤية التي أطلقتها المملكة تحت مسمى رؤية 2030. كريستيان فولف يمتلك الرئيس الألماني السابق رؤية عميقة في التطورات الاقتصادية الدولية، وخلال زيارته الأخيرة للمملكة مترئسا وفدا اقتصاديا لبلاده أظهر رغبة كبيرة في تطوير العلاقات الاقتصادية مع المملكة. فولف هو الرئيس الرابع عشر لألمانيا، وانتخب رئيسًا لألمانيا في 30 يونيو 2010 وحاليا يشغل منصب رئيس المنظمة العربية الأورومتوسطية التي تستهدف تعزيز العلاقات التجارية بين الدول الأعضاء ومحيطها العالمي. الرئيس كريستيان خلال حواره مع المحرر (تصوير: عمر الشمري)

مشاركة :