توعد تنظيم «القاعدة» أمس الولايات المتحدة بـ «الثأر» لوفاة الأب الروحي للجماعة الإسلامية عمر عبدالرحمن، وذلك قبيل وصول جثمانه إلى القاهرة صباح أمس، حيث نقل إلى مسقط رأسه في قرية الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) ليوارى الثرى، بعدما تُوفي داخل سجنه في ولاية كارولاينا الأميركية السبت الماضي بعد معاناة مع المرض. ودعا تنظيم «القاعدة» في بيان نشر على الانترنت أنصاره إلى «الثأر لوفاة عبدالرحمن داخل السجن الأميركي»، حيث كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في قضية تفجيرات نيويورك عام 1993، وطالب التنظيم بتنفيذ ما سماه «وصية عبدالرحمن»، وهي «عدم نسيان دمه والثأر له أشد الثأر». وأشار التنظيم إلى أنه «سعى طيلة السنوات الماضية إلى إخلاء سبيله، عبر خطف رهائن غربيين وأميركيين، إلا أن الولايات المتحدة كانت متمسكة ببقائه في السجن». وجاء في البيان: «يا شباب الأمة وليوثها: هذه وصية الشيخ بين أيديكم، اجتهدوا في تنفيذها، ولا تدعوا الأميركان ينعمون بالأمن والأمان، اقتلوهم، اقعدوا لهم كل مرصد، ازرعوا الخوف في قلوبهم، اثأروا لشيخكم، دمروا مصالحهم في كل مكان، أشعلوا الأرض ناراً تحت أقدامهم، خذوا من دمائهم واشفوا صدور قوم مؤمنين». واتهم البيان واشنطن بإصدار قرار «قتل الشيخ في السجن، من خلال منع الأدوية عنه، كما صرحت بذلك أسرته الكريمة». وكان جثمان الأب الروحي للجماعة الإسلامية وصل إلى مطار القاهرة صباح أمس على متن رحلة للخطوط المصرية قادمة من الولايات المتحدة، وكان في استقباله أفراد عائلته وعدد من الرموز الإسلامية. وبعدما أنهت سلطات المطار إجراءات الإفراج عن الجثمان سلمته إلى أسرته، التي نقلته إلى مسقط رأسه في محافظة الدقهلية (شمال القاهرة). وأدى عشرات الإسلاميين الصلاة على عبدالرحمن في المسجد الكبير في الجمالية، قبل أن يوارى الثرى في مقابر الأسرة. وشددت أجهزة الأمن المصرية من إجراءاتها في مطار القاهرة، وأمام قرية البضائع لدى وصول جثمان عبدالرحمن، كما خصصت سلطات الحجر الصحي فريقاً لفحص أوراق الجثمان والإفراج عنه وتسليمه لأسرته، وأوضح مدير الحجر الصحي مدحت قنديل، أن تقرير الوفاة المرافق لجثمان عبدالرحمن أكد «أن الوفاة طبيعية بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية والقلب... وتم إصدار تصريح الدفن وتسليم الجثمان إلى أسرته». وكانت أسرة عبدالرحمن أصدرت بياناً حددت فيه بعض التوصيات لمشيعي الجنازة، ذكرت فيه أن «الأسرة ستكتفي بالعزاء على القبر فمن أدرك الدفن سينصرف منعاً للزحام، ومن لم يدرك يمكنه تقديم العزاء أمام دار العائلة في الجمالية. ومن لم يمكنه السفر أمس للجنازة، فيمكنه تقديم العزاء في اليوم التالي أمام منزل العائلة في العمرانية (جنوب القاهرة) أو في أي مقر من مقرات الجماعة الإسلامية تخفيفاً على المسافرين».
مشاركة :