جدل الصافرة السعودية.. تأشيرة حضور «الأجنبي»

  • 2/23/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت قضية انخفاض مستوى التحكيم في كرة القدم السعودية شائكة ومعقدة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وعصية على الحل في ظل تزايد ضغوطات الأندية على الحكام بالتزامن مع ارتفاع حدة المنافسة والأخطاء الكبيرة التي يرتكبها قضاة الملاعب ما دفع اتحاد الكرة للاستجابة لمطالبات الأندية ومنحها فرصة الاستعانة بعدد أكبر من الحكام الأجانب يصل إلى ثمانية أطقم. حول التحكيم وأسباب تراجع مستوياته وكيفية عودته لمستوياته السابقة، والتطورات المتعلقة بدائرة التحكيم وانتداب الحكام الأجانب يقول الحكم الدولي السابق عبدالرحمن الزيد: صحيح هناك هبوط في مستوى بعض الحكام وهذا أمر طبيعي في ظل قوة المنافسة، وربما هذا اول موسم يتنافس على لقب الدوري اربعة فرق حتى الجولة الـ١٩، وصراع الهبوط يضم أكثر من خمسة فرق، هذا يعني بأنه لا توجد مباريات متوسطة، كلها مباريات قوية، فالمتصدر يواجه الفريق الذي يصارع على الهبوط، هذا يولد ضغوطات على الحكم السعودي، ولا يمنع أن نقول اخطاء للحكام السعوديين غيرت مجرى المباريات، حتى الحكام غير السعوديين ارتكبوا اخطاء مثل حكامنا، لو يمنح الحكم السعودي ثقة أكبر ممكن يعود، لكن للأسف اغلب المباريات التننافسية ويقودها حكام غير سعوديين، وبذلك لا نمنح حكامنا فرصة لتطوير مستوياتهم. وعن توسع الأندية في الاستعانة بحكام أجانب ورفعها إلى ثمانية طواقم قال: القرار سلاح ذو حدين، الجيد أن سيرفع الضغوطات عن الحكم السعودي، واتحاد القدم الجديد حضر في منتصف الموسم ولا يريد أن يشغل نفسه في مسألة التحكيم، والوقت لا يساعده على العمل في هذا الملف خلال هذه الفترة، لذلك وضع الكرة في ملعب الأندية، وشخصياً أرى بأنها فكرة جيدة من ناحية المبدأ، وفرصة للجنة حتى تعيد ترتيب اوراقها وكذلك اتحاد القدم، لكن لا بد أن يعاد النظر في القرار خلال المواسم المقبلة لأنه لو سلمنا كل فريق ثمانية حكام اجانب لن يجد الحكم السعودي مباريات يديرها، القرار فكرة جيدة رفع الضغوطات على الاتحاد من الاندية المتنافسة، وانا مؤيد للقرار كفكرة لكن لا بد ان يعاد النظر فيها وأن نعطي فرصة للحكم السعودي ويأخذ نصيبه من المباريات. وفي سؤال عن احتراف الحكام السعوديين أجاب: منذ عام 2008م ونحن نطالب باحتراف الحكم السعودي، لأنه من العوامل التي يمكن أن تطور مستواه، اتمنى يكون فيه احتراف ويقوم الاتحاد الجديد بهذه الخطوة من الموسم المقبل، وأن يرشح الحكام الدوليين والبارزين في الأولى وهم حوالي ٢٠ حكما تقريباً، ونقارن بين مستويات الحكام المحترفين وغير المحترفين ونلاحظ هناك فرق او لا، ونقارن بينهم قبل الاحتراف وبعد ثم نحكم على التجربة، لأن الحكم مهم أن يكون متفرغا، وأنا متأكد أن الاحتراف سيساهم في رفع مستوى الحكم ويطوره ويقلل الأخطاء، الحكم اليوم يعاني كثيراً في أمور عدة، فالسعودية اشبه بالقارة، لذلك يعاني في السفر والمواصلات وفي اعماله، أتذكر بأن حكما وصل قبل المباراة بربع ساعة في الجوف، اذا فرغ الحكم واحترف سيصل قبلها بيوم يرتاح ويتدرب براحته ويتفرغ للتدريبات ولعائلته بدلاً من انشغاله بين عمله والتدريبات والمباريات وعائلته، شخصياً أجزم بأن للاحتراف مردودا ايجابيا. وحول استعانة اتحاد القدم بالحكم الانجليزي مارك كلاتنبيرغ قال الزيد: الإجابة من شقين، الشق الأول كفكرة هو حكم ممتاز ودولي ومعروف على مستوى العالم، لكن لا بد من أن يكون معه فريق عمل كامل وليس مثلما حدث مع سابقه هاوارد ويب، الذي عمل وحيداً ولم يستعن بمرعي عواجي إلا في آخر ثلاثة اشهر، يجب أن يكون لدينا دائرة تحكيم كاملة بمفهومها الحقيقي، تشرف على الحكام في كل الدرجات وليس الممتاز فقط، الشق الآخر يتعلق بمشاركته في التحكيم وهذا اعتبره خطأ، لأنه لن يكون محايدا واذا اخطأ في المباريات سيتعرض إلى ضغوطات من مسؤولي الأندية وسيصبح تحت الضغط مثل الحكم السعودي، اتمنى من اتحاد القدم أن يعيد النظر في هذه النقطة، لأن تحكيمه للمباريات خطأ وقع فيه اتحاد القدم من حيث لا يعلم، لو أنه حكم أجنبي سيدير مباراة ويعود إلى بلاده فالأمر عادي، لكنه سيستمر معنا عامين ويحكم باستمرار، الا اذا اختار المباريات غير الجماهيرية فهذا امر آخر، لكنه سيأخذ فرصة احد الحكام الصاعدين الذين تسند لهم المباريات غير الجماهيرية، كلاتنبيرغ سيدير نهائي كأس ولي العهد بين النصر والاتحاد وسنشاهد ما يحدث، من الان اعتقد بأن تجربة تحكيمه للمباريات غير ناجحة. احتراف الحكام ضرورة الحكم الدولي السابق والمحاضر محمد المقيطيب أرجع ما يحدث لمستوى التحكيم لأمور عدة وقال: الكل يتحمل ما يحدث، الحكام لا يجدون اهتماماً كبيراً في بعض الأمور مثل الجوانب المالية، وعدم ترتيب تنقلاتهم ومنحهم التسهيلات التي تجعلهم يؤدون عملهم بشكل مريح وهذا يتحمله اتحاد الكرة ولجنة الحكام التي اجتهدت في منح الحكام الشباب الفرصة وحاولت إبرازهم لكنها لم توفق، خصوصاً وأننا شاهدنا حكاماً قليلي الخبرة يديرون مباريات كبيرة وفي دوري للمحترفين ويشارك فيها لاعبون كبار يملكون الخبرة والقدرة على التأثير على الحكم. ويتابع: زيادة عدد الحكام الأجانب أمر محبط، وهذا القرار سيضر بالتحكيم السعودي، وهو قرار متسرع من اتحاد الكرة، كان يجب أن يُمنح الحكم السعودي الحصانة وأن يتمتع بالحماية وتعزز الثقة فيه، صحيح أن ليس جميع الحكام في مستوى واحد لكن حمايتهم مطلب، وأنا اختلف مع من يتحدث عن دور الإعلام بالضغط على الحكام، فالإعلام سيشيد بالحكام لو كانت المستويات مميزة، لكن مستوى التحكيم السعودي من دون الطموح، لا بد من اتخاذ خطوات جادة والحلول متاحة وأتمنى أن نشاهد تحركات قوية في المرحلة المقبلة. وعن احتراف الحكام السعوديين قال: الاحتراف خطوة مميزة، وأعتقد أنه حان الوقت لتطبيقها، لماذا لا نبدأ بحكام النخبة مثلاً؟ الحكام مواطنون يعيشون البيئة ذاتها التي يعيشها بقية الناس ولديهم ضغوطات عائلية والتزامات مالية وشخصية وأعتقد أن الظروف مواتية لمنحهم فرصة الاحتراف، هذه التجربة مرشحة للنجاح ويمكن تعميمها لاحقاً على عشرة أو 15 حكماً وعندها سيرتفع مستوى التحكيم في المسابقات السعودية. ووصف المقيطيب تجربة الإنجليزي هاوارد ويب في دائرة التحكيم بغير المكتملة مضيفا: ويب لم يكن متواجداً بكثرة ولم يكن قريباً من الحكام للوقوف على مستوياتهم، ربما الفكرة جديدة وجيدة، وهذا دليل على أن القائمين على التحكيم يبذلون جهداً كبيراً في التطوير ويجلبون أسماء خبيرة يمكن أن ترفع مستويات الحكام، لكن تجربته ناقصة ولا يمكن الحكم عليها بشكل كامل، وبالنسبة لمواطنه مارك كلاتنبيرغ فهو حكم عامل ويمارس التحكيم وسيقود عدداً من المباريات وسيرتكب الأخطاء ومن الصعب أن يقوم بدور تطويري وهو يعمل مع بقية الحكام في الميدان، تمنيت لو تواجد كحكم عامل ومنحت الفرصة لخبراء مثل علي الطريفي أو أي من الأسماء الجيدة لإدارة دائرة التحكيم. ويب منصب بلا عمل بدوره قال الحكم الدولي السابق ممدوح المرداسي: تغيير اللجان له دور في تراجع مستوى الحكام، ومدير دائرة التحكيم هاوارد ويب كان منصبا بلا عمل، أحياناً يمر اسبوع من دون أن يحضر، لا توجد معالجة للأخطاء ولا آلية للعمل، بالإضافة إلى ضعف بعض مقيمي الحكام، إلى درجة أن الحكم أفضل من المقيم احياناً وهذه كارثة، هناك مقيمون اقل مستوى من الحكام، لا يوجد اهتمام بالمكافآت وهذا لها دور، ليس من المعقول ان تتأخر مستحقات الحكام إلى ثلاثة واربعة وأحياناً ستة أعوام، كيف تطالبني بمستويات جيدة وتنتقد وانت لا تمنحني حقوقي المالية، للأسف بيئة التحكيم أصبحت غير جاذبة، الحكم إن كانت لديه رغبة للعمل في هذا المجال فلا بد أن يضحي، دخلت التحكيم قبل أكثر من 25 عاماً وتعمقت فيه كحكم ومقيم ومحلل، وبعد اعتزالي أدخلت أخي فهد وبعده الآن وليد 17 عاما حكم درجة ثالثة كأصغر حكم، ودائماً أقول بأن الحكم يجب ان يتأقلم مع الأوضاع سواء التي تخص الاعلام والضغوطات او الإمكانات، ربما تتدرب في الشارع لأن الملعب مغلق، لا يوجد أي اهتمام، الدول القريبة لديها اكاديميات ومستحقات الحكام تصرف اولاً بأول، لدينا لو تتنقل من الرياض إلى جدة لتحكيم مباراة تسكن في بيت الشباب، ونعرف امكاناته جيداً، ما الذي يمنع أن يكون مكان للتدريب وفندق عند تنقلي مثل اللاعب احضر قبلها بيوم، للأسف الحكم يحجز لنفسه الطيران والسكن، ويبحث عن واسطة اذا لم يجد حجوزات أو يتنقل بالسيارة مجبراً. وأضاف: مع احترامي لمرعي عواجي، هو جديد على الساحة حتى كحكم، وهو يحتاج إلى خبرات، أتمنى ان يعمل معه شخصان او ثلاثة من ذوي الخبرة، عدد الحكام قليل جداً يعدون على الاصابع، لو اخطأ الحكم وأوقفته من سيحكم؟ هناك حكام حصلوا على الشارة الدولية مؤخراً ويفترض أن يكونوا متحمسين ومستوياتهم مميزة، لكن الحال مختلف تماماً، قرار زيادة الحكام الأجانب اعتبره نهاية الحكم السعودي، اتحاد القدم استجاب للضغوطات وبحث عن ارضاء رؤساء الأندية على حساب الحكم السعودي، وهو هروب من المسؤولية، صحيح هناك مباريات تحتاج إلى الحكم الأجنبي لكن يجب الا يفتح المجال أمام الأندية للاستعانة بالأجانب لأنهم يحضرون الينا ويخطئون ايضاً، في السابق كنا نقول بأن خمسة حكام أجانب عدد كبير، الآن اصبح العدد ثمانية وهذه جريمة دمرت الحكم السعودي، يجب أن ينظر اتحاد القدم إلى هذا الأمر، لأن الحكم جزء من المنظومة الكروية في السعودية التي تضم الأندية واللاعبين والحكام، وأي خلل سيصيب المنظومة بأكملها. واستطرد: الحسنة الوحيدة لهاورد ويب هي احضاره للحكام الأجانب المميزين، منذ بداية عمله والخيارات جيدة ومع رحيله عاد الحال كالسابق، إما نحضر حكاما مميزين نستفيد منهم جميعاً كحكام ولاعبين وإلا الأفضل نبقى على حكامنا، لا بد من تطوير التحكيم السعودي، أنا متعمق في هذا المجال واقول لو اردنا جذب الكفاءات للتحكيم لا بد من الأكاديميات والحوافز المالية. وحول احتراف الحكم السعودي قال: في الدول التي سبقتنا لا يوجد احتراف للحكام، لا توجد لدينا أساسيات ونحتاج إلى عمل كبير ما الفائدة إذاً من الاحتراف؟ لن يدخل اي حكم عالم الاحتراف بالوضع الحالي، لا بد من ضمانات تجذب الحكام وتجعلهم يؤمنون مستقبلهم ويتركون وظائفهم، قد يفشل الاحتراف أو اتعرض لإصابة او اعتزل فالمردود؟ قرار الاحتراف فيه خطوط عريضة لا بد من الانتباه لها ومناقشتها قبل اتخاذ اي قرار. عبدالرحمن الزيد الزيد: الضغوطات مستمرة والأخطاء غيـرت النتائج محمد المقيطيب المقيطيب اتحاد الكرة تسرع.. والإعلام بريء ممدوح المرداسي المرداسي: مرعي بلا خبرة والمقيمون فاشلون

مشاركة :