بن رقوش: المؤتمر يؤكد دور المملكة في تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي

  • 4/20/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قال رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - للمؤتمر تأكيد على موقف المملكة الحازم في مكافحة ودحر الإرهاب، فلقد كانت المملكة من أوائل الدول التي استهدفتها جرائم الإرهاب وأحقاده، وانطلاقًا من دورها الرائد في تحقيق الأمن والسلم الدولي تبادر المملكة إلى تبني كل جهد أكاديمي وعمل دولي من شأنه مكافحة الإرهاب وشل أنشطته. ولقد جسّد خادم الحرمين الشريفين عبر مبادراته الدولية الخيّرة ومن خلال العطاء الغامر سماحة الدين الإسلامي ورسالته في التسامح والتعاون ومد يد العون والمساعدة لكل ما من شأنه تحقيق أمن الإنسان وسلامة المجتمعات، راسمًا بذلك الصورة الحقيقية للإسلام الذي تحث تعاليمه على التعاون والرحمة وكفالة حقوق الإنسان والتعايش السلمي مع الآخرين ونبذ العنف والتخريب، وحماية النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ولا شك أن هذه الجهود لمكافحة الإرهاب على المستوى العالمي متواصلة من خلال التعاون الدولي البناء مع مختلف الجهات الأمنية والأكاديمية حول العالم، ومن أبرزها الدعم الذي تقدمه المملكة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، فقد كانت المملكة هي الداعية إلى إنشائه في فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عُقد في مدينة الرياض في العام ـ 2005 واتبعت الدعوة عملًا فدعمته حينها بمبلغ عشرة ملايين دولار لتكون الدولة الأولى المبادرة في دعم المركز، ثم قامت بتفعيل هذا المركز بدعم سخي بلغ 100 مليون دولار حظي بتقدير الأسرة الدولية ليسجل خادم الحرمين الشريفين للمملكة العربية السعودية وللعالم الإسلامي سجلاً ناصعًا من العطاء والإنجاز في مكافحة الإرهاب. ويضيف الدكتور بن رقوش: ما من شك في أن هذا التقدير العالمي لخادم الحرمين الشريفين ولمبادرته الكريمة يؤكد رجاحة ونجاح سياسة المملكة الخارجية في دعم العمل الدولي ومؤسساته انطلاقًا من قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت على أسسه المملكة منذ نشأتها، والتي تربّى عليها أبناء هذا الوطن الذين ساروا على الدرب الذي رسمته لهم قيادتنا الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه، فهنيئًا لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد هذا التقدير العالمي، وهنيئًا لوطننا بهذه القيادة الحكيمة التي ضربت مثلاً رائعًا في العطاء والإنجاز وتحمّل المسؤولية فاستحقت الاحترام والتقدير والاعتراف بالفضل من الجميع. أما على الصعيد المحلي فقد انتهجت المملكة تجاه ظاهرة الإرهاب سياسية متوازنة تركزت في شقها الأول على المواجهة الميدانية والأمنية الحازمة في حين ركز شقها الثاني على الجانب الفكري في التعامل مع المغرّر بهم من خلال المناصحة الفكرية لتصحيح مفاهيمهم وفق برنامج متكامل وإستراتيجية بناءة لاستنقاذهم من براثن هذا الفكر المنحرف، وبحمد الله وتوفيقه أثبتت هذه التجربة نجاحها وشهد بذلك الكثير من أجهزة مكافحة الإرهاب العالمية. وقد سعت المملكة وبجهود حثيثة لكي يكتسب الأمن الفكري أولوية منهجية في مكافحة الإرهاب، فلقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - أن الأمن الفكري ركيزة أساسية من ركائز الأمن الشامل الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالعمل الجماعي على مختلف الأصعدة وبتضامن جميع قطاعات المجتمع كل وفق اهتماماته وقدراته وتخصصه، فكلما تكاملت الجهود وتضاعف التنسيق كلما زادت فرص تحقيق الأمن، الأمر الذي يعني تماسك المجتمع ومتانة البناء الاجتماعي، وهذا هو المدخل الراجح لمحاربة الفكر المنحرف والأنشطة الإرهابية. ولعل من أبرز ما يوضح اهتمام الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب في المملكة بالأمن الفكري هو إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية والذي استفاد من خدماته الكثير ممن انزلقوا في هاوية الانحراف الفكري، وكذلك إنشاء إدارة للأمن الفكري في العام 1427هـ بوزارة الداخلية لتتولى مهام تعزيز الأمن الفكري وفق إستراتيجيات علمية وأمنية محكمة، كما تجدر الإشارة كذلك إلى الجهود القيّمة التي يقوم بها كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري. ولعله من الواجب في هذا المقام أن أنوّه بما حظيت به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية من دعم ورعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - الذي يعد وسام اعتزاز تفتخر به الجامعة ومنتسبوها ويفتخر به رجال الأمن على امتداد الوطن العربي الكبير، بتوجيه رشيد ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للجامعة، وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب. كما أنه لا بد من التنويه بالجهود المتميّزة التي تبذلها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بما لها من ثقل علمي ومكانة أكاديمية في مكافحة الظاهرة الإرهابية، ولعل من أبرز هذه الجهود المؤتمر العالمي الأول لمكافحة الإرهاب والذي خرج بتوصيات مهمة ونتائج قيّمة في هذا المجال، وهاهي اليوم تتواصل هذه الجهود من خلال عقد المؤتمر الثاني الذي يكتسب أهميته من أهدافه المتمثلة في بناء إستراتيجية علمية إسلامية للمعالجة الفكرية للإرهاب من خلال المراجعات الفكرية للقضايا الشرعية، وتقويم جهود المعالجة الفكرية، وتقويم الجهود الإعلامية في المكافحة، والآليات المعززة لدرء الخطر عن الشباب.

مشاركة :