كشف رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة ماهر جمال عن تواصل الغرفة مع 3 جهات لإطلاق مشروعات لدعم المنشآت المتوسطة والصغيرة، كما أشار لوجود مبادرات لدعم الشباب، ونفى أن تكون مناشط ومبادرات وأعمال الغرفة تتسم بالفئوية، وقال: إنهم يعانون من عزوف المجتمع الاقتصادي عن المشاركة فيها أحيانا مؤكدًا أن غرفة مكة حققت قفزات كبرى خلال عمرها البالغ سبعين عامًا مشيرًا إلى ارتفاع الإيرادات إلى أكثر من 70 مليون ريال. جاء ذلك في حواره مع «المدينة» بمناسبة احتفال الغرفة بمرور (70)عامًا على تأسيسها وتدشين المبنى الاستثماري من قبل وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي وفيما يلي نص الحوار: * بداية ما هي انعكاسات افتتاح المبنى الاستثماري على عوائد الغرفة؟ أولًا أحب أن أؤكد أن الغرفة جهة غير ربحية فهي من مؤسسات المجتمع المدني التي لا تهدف للربح لكني أؤمن بأن المؤسسات من هذا النوع يجب ان تنظر لإيراداتها نظرة استثمارية حتى تستطيع أن تؤدي رسالتها وهذا كان رأي مجلس الإدارة منذ الدورة السابقة بأن الغرفة منظمة غير هادفة للربح ولكن يجب أن تعمل بطريقة تهيئ للقطاع الخاص الذي تمثله وتعتبر مظلة له وبالتالي فهي تسير وفق هذا المبدأ لكنها لا تهدف للأرباح وإنما تكوين الإيرادات الهدف منه قيام الغرفة بدورها وخدمة المجتمع من خلال مناشطها المختلفة. * ما هي المراحل التي مرت بها الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة؟ غرفة مكة المكرمة تأسست قبل سبعين عامًا وكانت اسم على مسمى كغرفة إذ كانت مساحتها لا تتجاوز 25 مترًا وكان العاملون فيها بعضهم متبرع بوقته للعمل والبعض تبرع بالمكان الذي كان لا تزيد مساحته عن 5×5 أمتار واليوم بتوفيق من الله تقع الغرفة على مساحة 13 ألف متر مربع وحجم المباني يتجاوز الثلاثين ألف متر مربع ويتجاوز عدد العاملين 150 موظفًا فالغرفة قفزت قفزات جيدة خلال السبعين عامًا وحققت بعض مما يرغب في تحقيقه القطاع الخاص ومازال هناك طموح لتحقيق اقصى درجات الرضا لدى القطاع الخاص والمجتمع المكي بصفة عامة اضافة الى ان الغرف عند تأسيسها كانت مظلة للتجارة والصناعة فقط اما اليوم فقد تنوع الاقتصاد واصبحنا نشكل ثلاثين لجنة ومن هذا المنطلق توسعت الغرفة وتنوعت الايرادات وزادت موارد الغرفة وممتلكاتها بالاضافة الى الموارد المنصوص عليها في النظام كالاشراكات، فهناك مبنى للمعارض والمؤتمرات ومبنى استثماري لمكاتب اعمال والآن هناك مركز معارض اضافي ولدينا ارض مؤجرة لأحد البنوك وكان ايجارها 300 الف ريال في السنة وارتفع حيث اصبح ايجار تلك الارض اربعة ملايين ريال كذلك ارض المستودعات بجدة تحسن ايرادها بعد التفاوض مع غرفة جدة وتعمل الغرفة على استضافة منتديات ومسؤولين وتحركت عجلة التدريب وورش العمل مع مختلف الجهات الحكومية. قفزة الإيرادات * كيف توسعت مصروفات الغرفة بعد ارتفاع الايرادات ؟ ارتفعت ايرادات الغرفة بشكل كبير جدا فآخر ميزانية للغرفة بلغت ايراداتها اكثر من 70 مليون ريال وكانت الايرادات في السابق لا تتجاوز 30 مليونًا فالآن نسبة النمو تضاعفت كما ان المصروفات زادات مثلما زادت الايرادات فهناك عقود تشغيل وصيانة ومناشط تقوم بها الغرفة مما يتطلب التوسع في اعداد الموظفين وجهاز الامانة العامة فبقدر التوسع في الايرادات يكون التوسع في المصروفات ولكن نأمل في الفائض الذي يمكن الغرفة من الاستمرار وتملك بعض العقارات او الاستثمارات بحيث تستطيع اكمال مسيرتها. * ماذا عن المشروعات والخطط المستقبلية؟ نأمل ان يكون للغرفة مركز معارض بالتنسيق مع مقام الامارة وامانة العاصمة المقدسة لمنحنا ارض لا تقل مساحتها عن 200 الف متر لإقامة مركز معارض عليها لأن مكة المكرمة تفتقر الى مركز معارض وهناك فرص كبيرة لاقامة معارض نتيجة توافد الناس الى مكة للحج والعمرة واستهداف برنامج التحول الوطني 2020 في ان يكون هناك 15 مليون معتمر خلال العام وهذا العدد من المهم ان نستفيد منه فنأمل ان يقام هذا المركز كما نأمل ان يكون هناك مركز تجارة عالمي لتبادل الصفقات فلو افترضنا ان 10%من قاصدي مكة رجال أعمال فيصبح عندنا مليون ونصف من الزوار يصلون كل عام الى مكة المكرمة فيتعرفون على الصناعات الموجودة سواء في المملكة او في الدول الاسلامية وبالتالي يكون لنا دور جيد في تفعيل التجارة البينية بين الدول الاسلامية فيكون هناك تبادل في الخبرات العلمية وتبادل على مستوى المنتجات والمواد الخام وهذا هدف من اهداف غرفة مكة المكرمة. تهمة الفئوية * نلحظ بين الفينة والأخرى مناشط متنوعة للغرفة تحقق عوائد، وهناك من يقول: إن تلك العوائد ليست للجميع في الغرفة بل هي فئوية؟ هذا الحديث يتكرر كثيرًا في الغرف على مستوى المملكة، والقول: إن الغرف فئوية أو أنها تخص مجالس إداراتها فقط أو أنها تخدم كبار رجال الأعمال فقط وأنا للأمانة خلال عضويتي في مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة لمدة 8 سنوات لاحظت فجوة بين المجتمع الاقتصادي والغرف التجارية وكلا الطرفين متسبب فيها فالغرف التجارية عندما يأتي وفد من أي دولة اسلامية او غير ذلك توجه عدد كبير من الدعوات لنفي تهمة الفئوية ونتفاجأ بأن عدد الحضور قليل لكن هذا العدد القليل الذي لبى الدعوة قد يحقق مصلحة ومنفعة وهذا هو هدفنا في الغرف التجارية إتاحة الفرص لرجال الاعمال للمشاركة، وفي إحدى المرات طرحنا رحلة لاندونيسيا وتم تسجيل اكثر من 150 شخصًا للمشاركة مع الوفد وفي نهاية الامر وصل العدد وبصعوبة إلى 30 شخصًا والدعوة كانت متاحة للجميع فالمسألة لا تكمن في الفئوية وإنما في ضعف التواصل مع الغرف ولا أخفيك أن هناك قصورًا من الطرفين وأننا نعاني من ألم العزوف لكن ليس على مستوى غرفة مكة فقط وانما في كل الغرف، وما يزيد الالم هو الانتقاد والاتهام بالفئوية لكني مازلت اؤكد ان الغرفة ليست فئوية بل هي للجميع ولو كانت فئوية لما تجاوز عدد اعضاء اللجان 300 عضو. عقبات الاستثمار * ما الذي ينقص غرفة مكة المكرمة؟ غرفة مكة لا ينقصها سوى بيئة الاستثمار وبصفة عامة بيئة الاستثمار في المملكة تحتاج الى بعض التسهيلات وهذا الامر يدركه الكثير من المسؤولين ومكة تحديدا عليها قيود اكثر من غيرها فنحتاج الى مراجعة هذه القيود فموضوع التملك في مكة وغيره من القيود التي شكلت عائقا فهناك فرص على مستوى المملكة لكنها لم تعد بالشكل الجيد للعرض على مستثمرين لا من حيث الشروط ولا من حيث العائد المتوقع من الفرصة الاستثمارية والمستندات المطلوبة للمشاركة في تلك الفرص، ففي إحدى المرات في مجلس الاعمال السعودي التركي طلبنا من بعض الشركات والجهات الحكومية طرح الفرص الموجودة لديها لعرضها على رجال اعمال اتراك لهم اهتمامات استثمارية فلم نجد الفرص بالشكل المناسب للعرض فنحن بحاجة الى صقل الاستثمارات الموجودة لدينا لعرضها بالشكل الجيد وبحاجة لتصنيف المشروعات ما بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة حتى تحرك كافة مفاصل الاقتصاد، كما ان ما ينقص غرفة مكة للانطلاق بشكل اكبر هو وجود مركز مؤتمرات ومعارض. * رغبة الغرفة في أن يكون لديها مركز معارض ومؤتمرات يتطلب توفير مساحات في ظل شح الأراضي، هل هناك تنسيق وتباحث مع أمانة العاصمة المقدسة في هذا المجال؟ للأسف حتى الآن لم نجد الأرض المناسبة لإقامة مركز معارض عليها ولا أعتقد أن هناك شحًا في الاراضي بقدر ما نحن محتاجون لمزيد من التعاون ولا اخفيك ان الغرفة طلبت استثمار موقف السيارات على مكة - جدة السريع لإقامة مركز معارض عليه بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والتي أيدت الفكرة وأكدت عليها والتزمنا بالمحافظة على عدد المواقف كما هي الآن مع الإمكان إضافة مواقف أخرى متعددة الادوار لكن الموضوع طال وواجهتنا صعوبة ولم نحصل حتى الآن على موافقة ولا على ارض تصلح لاقامة مركز معارض عليها، وأمانة العاصمة المقدسة لديها الرغبة في التوسع في الاستثمار لكن تحكمها الأنظمة الحكومية ولدى الامانة شركات استثمارية تمثل ذراع الامانة كشركة البلد الامين والتي للاسف لم نر لها شيئًا ملموسا على ارض الواقع على مدى نحو عشر سنوات من عمر هذه الشركة بل إنها ما زالت تعاني من بعض التعقيدات في استثماراتها وتعاني من بيروقراطية الامانة رغم أنها ذراعها وتواجهها صعوبات في الحصول على تصاريح من الامانة فلو كان هناك تعديل في بعض الأنظمة فيما يخص الاستثمار لكان هناك توسع اكبر في مجال الاستثمارات فهناك ما يسمى ببديل التملك وهناك ما يسمى بالتأجير الطويل المدى يتيح الفرص لاستقطاب الشركات. * لم لا تلجأ الغرفة لشراء أرض بدل الانتظار الطويل لمنحها واحدة؟ اذا اتجهنا للشراء لن يكون المشروع مجديًا لأن هذا النوع من المشروعات يحتاج للدعم الحكومي فنحن طالبنا فقط بتوفير الأرض وحتى لو تملكها وزارة المالية وتتم بالشراكة مع الغرفة حتى نصل الى نتيجة جيدة. دعم الشباب * ماهي خطط الغرفة المستقبلية لتطوير خدماتها المقدمة لمنتسبيها ؟ هناك عدد من الامور يتوجب التركيز عليها خلال الفترة القادمة فالاهتمام بالمنشآت المتوسطة والصغيرة مهم وله انعكاس جيد على معظم الفئات التي تعتبر ان الغرفة فئوية وتسعى الغرفة لتبني بعض المشروعات التي تدعم المنشآت المتوسطة والصغيرة ولنا تواصل في هذا الشأن مع الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة ومع وزارة التجارة والاستثمار ومع مجلس الغرف ولدينا مبادرة نابعة من الغرفة تتمثل في ملتقى شغف الذي يهتم بالشباب الذين لديهم هوايات قابلة للتحول الى الاحتراف كما أن عندنا فرصا كبيرة في مجال الخدمات والآن نلمس نشاط عربات بيع الاغذية وتم تسهيل اجراءاتها لكي يستفيد الشباب ويحققوا عائدا جيدا منها كما اننا نعول على تفعيل ملتقى منافع الذي اطلقناه في نسخته الاولى في العام الماضي وسيحقق صفقات جيدة وتبادلا تجاريا جيدا بين الدول الاسلامية * عدل وزير التجارة والاستثمار اللائحة التنفيذية ليصبح من حق المنتسب ترشيح أربع شخصيات كيف تنظر الى هذا التعديل؟ هذه خطوة ايجابية، وعندما لاحظنا نحن في الغرف ان التصويت اصبح فرديًا باختيار شخص واحد فقد يكون هناك مجموعة ممتازة للمجلس لكن ليس سهلا تكوين الانسجام بين افراد هذه المجموعة لأن كل شخص يرى في تطلعاته لخدمة الغرفة وخدمة المجتمع اتجاها معينًا فالناخب عندما يختار اربعة اشخاص يرى فيهم انسجاما مع بعضهم وتقاربًا في الافكار والرؤى وبالتالي يتشكل المجلس كمجموعات متجانسة فهذا الجانب ايجابي اضافة الى ان التعديل يعطي الناخب حق الاختيار المتعدد بدل انحصاره في اختيار شخص واحد واتوقع لهذا التعديل نتائج ايجابية ولا استبعد ان نعود لنظام القوائم او ترشيح 8 اشخاص بدل الاربعة اشخاص. * خروج بعض الاسماء من دائرة العمل في الغرفة خلال هذه الدورة هل نتج عن قناعاتكم بضعف إنتاجيتهم أم عدم الانسجام ام ماذا ؟ العمل في الكثير من الاحيان يحتمل اختلاف في وجهات النظر قد تتفق في الاتجاهات وقد لا تتفق ونحن نعمل كمنظومة تشاركية تحت مظلة مجلس مكون من 18 عضوا فالرأي للجميع وليس لشخص واحد وانا عادة اترك الامر للجميع للتفاوض فيه وعندنا اريحية في كل ما يطرح من موضوعات ونخرج دائما برأي متفق عليه من الجميع ونادرا ما نلجأ للتصويت وخلال الدورة لم نلجأ للتصويت سوى في ثلاثة موضوعات تقريبًا.
مشاركة :