أضحك العالم في كل الأوقات حتى في زمن الحرب والبكاء، أخفى همومه وتعاسته وفقره ويتمه في قبعته السوداء ليحولها كالساحر بلمسة عصاة إلى نجاح وعبقرية وعظمة، انه شارلي شابلن «رجل أوروبا البائس» وسيد الشاشة الصامتة. هكذا كتبت عنه معظم صحف العالم. إنه شارلي شابلن الطفل الذي ولد في أفقر أحياء لندن، قبل أن يصل لأرض الأحلام «أمريكا» ليصبح من أشهر الفنانين في العالم. لا أكتب اليوم عن هذه الشخصية بالذات، لكنني استحضرتها للحديث عما تتعرض له هيئة الترفيه من بعض المتعصبين.. لكن ما علاقة شارلي بهم!؟ العامل المشترك بينهما هو «الترفيه الصامت». هو نجح في نشر السعادة والفرح والابتسامة حول العالم دون أن يتفوه بكلمة واحدة، بينما عندنا مَنْ يريد الترويج للترفيه الصامت!!! هؤلاء يريدون أعيادًا بلا أفراح، واحتفالات بلا تفاعلات، ومهرجانات بلا أصوات!. يريدون فرض رؤيتهم وتجاهل غيرهم، ويتحدثون باسم الشعب وكأن الشعب قد فوضهم للحديث بالإنابة عنه. ليس في مجتمعنا شخص مثل شارلي شابلن، يمكنه إضحاكهم ونشر السعادة بينهم عبر مشاهد صامتة. ومجتمعنا ليس مهووسًا بالسفر، ليس مريضًا ولا منحرفًا، بل مجتمع طبيعي يريد أن يعيش كغيره يضحك ويفرح ويشارك أهله وأطفاله دون أن يتحفظ إلا في حدود الله وتعاليم دينه السمح. لقد تسببت تلك المفاهيم المتشددة في تعرض غالبيتنا لازدواج في الشخصية، فأصبح لكل منا شخصية في الداخل متحفظة منغلقة متوترة، وشخصية للخارج بشوشة مريحة منطلقة. الترفيه في غالبيته لا يمس ثوابتنا، ومَنْ لا يريد ترفيه نفسه أو أسرته فلن يرغمه أحد على ذلك.. اتركوا الناس تعيش وتفرح كما تريد كي لا تترك بلدها مع كل إجازة. ولكم تحياتي
مشاركة :