وجَّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، نداءً لأنصار كافة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، دعاهم فيه إلى التوحد والتصويت لصالح التعديلات الدستورية الهادفة لتعزيز مكانة تركيا ورفع مستوى الرخاء فيها. وجاءت تصريحات أردوغان هذه في كلمة ألقاها لدى حضوره حفلاً أقيم في العاصمة أنقرة لتوزيع جوائر خدمات المقاولين الأتراك العاملين في الخارج. ورداً على الانتقادات الموجهة للتعديلات الدستورية والادعاءات التي تقول بأنّ النظام البرلماني القائم لا يشوبه شيء، ويعمل بشكل جيد منذ أكثر من 10 سنوات، قال أردوغان: «صحيح أننا لم نواجه مشكلات كبيرة في عمل النظام البرلماني خلال الفترة السابقة، ولكن هذا ليس بسبب حسن النظام نفسه، إنما لأنّ الذين يديرون هذا النظا هم أشخاص منسجمون فيما بينهم ويجتمعون حول مبدأ واحد ويسعون لتحقيق نفس الهدف». ولفت أردوغان إلى أن منظمة «بي كا كا» الإرهابية تقود حملة التصويت بـ»لا» في الاستفتاء الذي سيجري في 16 أبريل المقبل، مشيراً أنّ هذه المنظمة الإرهابية تسعى منذ أكثر من 40 عاماً إلى زعزعة أمن واستقرار تركيا. وفي هذا السياق، قال أردوغان: «المرء مع من أحب»، في إشارة منه إلى حزب الشعب الجمهوري الذي يرفض التعديلات الدستورية ويشجع الشعب على التصويت بـ»لا» في الاستفتاء. وأوضح أردوغان أنّ المقاولين الأتراك أنجزوا مشاريع بقيمة 340 مليار دولار في الخارج، وأنّ بلاده تحتل المرتبة الثانية عالمياً في قطاع خدمات المقاولات بالوقت الراهن. ورغم إنجاز المقاولين الأتراك عديداً من المشاريع الكبرى في الخارج، خاصة في الجغرافيا المحيطة بتركيا، إلّا أنّ أردوغان اعتبر أن فعاليات المقاولين لم تصل إلى المستوى المأمول مقارنةً مع الإمكانات والقدرات والخبرات المتوفرة لديهم. وتابع أردوغان في هذا الخصوص قائلاً: «بينما تأخذ الشركات الكورية 21% من المشاريع القائمة في منطقة الشرق الأوسط، وتستولي الشركات الصينية على 17% من الحصص، فإنّ الشركات التركية لم تحصل سوى على 8% من المشاريع الموجودة في هذه المنطقة».