عندما تعلم عزيزي القارئ أن الإنسان قادر على فعل الخير إلى أكثر حد، وفي ذات الوقت قادر على فعل الشر إلى أكثر حد، لكن يجب أن تعلم قاعدة إنسانية في غاية الأهمية هي أن "القوانين والقواعد والمعايير والأسس التي تفرض على الإنسان من قِبل الدولة أو الحكومة أو الأهل أو المجتمع حتى يخضع لها ويسلك السلوك السوي من وجهة نظرهم" تعبر عن مدى تعامل هؤلاء القوم مع الإنسان على أنه حيوان وليس إنساناً حراً، أتعلم لماذا؟ لأننا نفعل هذا السلوك ونحن مجبرون عليه حتى نتلاشى العقاب الذي سوف يقع علينا من قِبل هؤلاء القوم، أو حتى لا تهتز مكانتنا الاجتماعية أو حتى لا تنتزع صورتنا أمام الآخرين. أريدك أن تتوقف هنا أيها القارئ وتخبرني كم من سلوك فعلته كنت مجبراً عليه حتى لا تهتز صورتك ووضعك الاجتماعي؟ وكم من سلوك أحمق فعلته وأنت تخلو مع ذاتك؟ فكنت في الأول مجبراً وفي الآخر حراً، وكم من سلوك أحمق فعلته في العلن وتم انتزاع صورتك؟ وكم من سلوك صالح فعلته في الخفاء وأنت حر؟ ما أريد أن أخبرك به قارئي العزيز هو لا تنخدع بي ولا تبنِ توقعات عليَّ، وإنما عاملني كما أنا إنسان حر يملك من الخير والشر معاً، ولا تكتفِ بذلك، بل توقع مني فعل أي شيء. لحظة لقد نسيت إخبارك "أن تفرض على شخص ما شيئاً أو عندما تريد تغيير شخص ما عن طريق العقاب أو فرض السيطرة، وقد خضع لك، فاعلم أنه عندما لا تكون حاضراً سيعود مره أخرى!) أتعلم لماذا؟ لأن ما قمت به ضد رغبته الداخلية، وما فعلته هو تغير مؤقت خارجي. وهذا هي مشكلة التربية والتعليم، فنحن نسعى دائماً إلى التغيير الظاهري، ولا نكرس جهودنا للتغيير الداخلي النابع من الروح والقلب معاً. ولكن ما أردت أن أخبرك به حقاً قد فعلته، فأنا لست ملاكاً ولا شيطاناً، وإنما أنا إنسان، ومن يفعل الحماقات في العلن ليس بالضرورة غير صالح، ومن يفعل الصالح في العلن ليس بالضرورة صالحاً، ولكن عندما تكون الإرادة والاختيار بحربة ونابعة من الداخل حينها يكون الإنسان قادراً على التعبير عن فساده أو صلاحه. لا تحكم عليَّ بالفساد أو الصلاح، فأنا ما زلت لا أملك حريتي! ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :