لندن - يخوض حزب العمال البريطاني الخميس معركة لتفادي الهزيمة في انتخابات جزئية تنظم في معقليه في وسط انكلترا وشمالها وينافسه فيهما حزب يوكيب المناهض لأوروبا وحزب المحافظين الحاكم. وتنظم الانتخابات في كوبيلاند المنطقة الريفية على الساحل الشمالي الغربي، وستوك اون ترنت المدينة الواقعة في وسط المملكة المتحدة والتي كثيرا ما تقدم باعتبارها "عاصمة بريكست". وسيتيح احتفاظ حزب العمال أبرز معارضي حكومة تيريزا ماي، بهاتين الدائرتين الاستمرار في تسجيل حضور مؤثر في المناطق العمالية التي صوتت بكثافة للخروج من الاتحاد الأوروبي. كما سيتيح الفوز لزعيم الحزب جيريمي كوربين الذي يواجه صعوبات مع قسم من قيادة حزب العمال، تفادي أزمة داخلية جديدة. ويأمل حزب يوكيب في الفوز بمقعده الثاني في مجلس العموم وجني ثمار إستراتيجيته الجديدة المتمثلة في إعلان نفسه "حزب الشعب الحقيقي". وتمثل ستوك اون ترنت موقعا مثاليا له فهذه المدينة ذات الـ250 ألف نسمة، صوتت بنسبة 69.4 بالمئة مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 23 يونيو/حزيران 2016 وهي نسبة قياسية بين كبرى المدن الثلاثين في المملكة. وفي مؤشر على أهمية الرهان نزل بول ناتول زعيم يوكيب بنفسه إلى المدينة أملا في هزيمة المرشح العمالي غاريت سنيل. ويضع ناتول (40 عاما) الذي خلف في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 نايجل فاراج على رأس يوكيب، مصداقيته على المحك في هذه الانتخابات، حيث قال "لقد وعدت بأن أنزل إلى الميدان وهذه أول فرصة". وفي الانتخابات التشريعية لعام 2015 لم يحصل يوكيب رغم تسجيله نسبة 13 بالمئة من الأصوات، إلا على مقعد واحد من 650 مقعدا برلمانيا فاز به دوغلاس كارسويل في كلاكتون، جنوب شرق البلاد. وفي ستوك سجل مرشح يوكيب في تلك الانتخابات 23 بالمئة بعيدا خلف مرشح حزب العمال (39 بالمئة) في اقتراع شهد نسبة امتناع عالية قبل بريكست. وعلق مايك تامبل استاذ العلوم السياسية في جامعة ستافوردشير قائلا "نشهد إحدى أهم الانتخابات الجزئية في التاريخ السياسي البريطاني. يطرح السؤال ذاته على الحزبين: إذا خسرا هنا، أين يمكنهما الفوز؟" وفي كوبيلاند يتنافس حزب العمال مع حزب المحافظين الذي عزز قاعدته المحلية في السنوات الأخيرة. وقال مسؤول في حزب العمال إن الاقتراعين سيكونان شديدي التنافس. ويتوقع أن تعرف النتائج ليل الخميس إلى الجمعة.
مشاركة :