على الرغم من تصعيد لهجة المواجهة التي يعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تسعى ولو بصعوبة في الحصول على موطئ قدم في سوق الطاقة العالمي. وكشف تقرير وكالة «بلومبرغ» أن إيران قد تتحول إلى أحد كبار منتجي الغاز الطبيعي في العالم بعد تقدير قيمة احتياطيات الغاز تحت أرضها بنحو 7 تريليونات دولار، ومن أجل ذلك تسارع إيران الخطى لاجتذاب المستثمرين الأجانب لتطوير إنتاجها من الطاقة، فهل تصبح طهران بذلك مستقبلاً عملاقاً غازياً؟ وأوضح التقرير نقلاً عن تصريحات نائب وزير النفط الإيراني، أمير حسين زامانينيا، أن «الخطاب السياسي الذي تنتهجه إيران من غير المرجح أن يتحول إلى عائق ملموس أمام طموحها للانضمام لكل من روسيا والنروج في صفوف مصدري الغاز الرئيسيين». وأوضح وفق ما قاله أمير حسين إن «طهران أبوابها مفتوحة أمام المستثمرين الذين سيساعدونها للاستفادة من ثروتها الغازية المغرية جدا بالنسبة للعالم، حتى اذا استمرت الانتقادات اللاذعة بين المرشد آية الله علي خامنئي وترامب» وأضاف أن «إيران قد تحتاج ما يصل الى 100 مليار دولار لتطوير قطاع الغاز، ولكن التقديرات تختلف على نطاق واسع»، مؤكداً أن نصف هذا المبلغ يمكن أن يأتي خلال «أشهر قصيرة قليلة». وبين زامانينيا حسب تقرير«بلومبرغ» أن «خط الأنابيب الأول الممتد للعراق مستعد لشحن الغاز الطبيعي»، متوقعاً أيضا أنه «في مرحلة ثانية سيكون هناك إمداد لمدينة البصرة في غضون شهرين أوثلاثة». وحسب ما أورده التقرير أيضاً «فقد وافقت الشركات الكبرى كـ(رويال داتش شل)و(توتال)على تقييم حقول النفط أو الغاز في إيران العام الماضي بقصد الاستثمار، ولكن لم يتم توقيع أي صفقات حتى الآن». وتخطط شركة «توتال» وفق تصريح لرئيسها التنفيذي باتريك بويانل إبرام صفقة إذا استمرت إيران في احترام معاهدة الاتفاق النووي وفي حال تمسكت به أيضاً الولايات المتحدة. كما أعربت شركة نمسوية أيضاً عن اهتمامها بالاستثمار في الغاز الايراني واعتبرته «فرصة كبيرة». وقال زامانينيا إن «هناك مخاوف من شح رؤوس الأموال في العالم، ولكن لدينا مشاريع وبيئة جذابة جداً»، معتقداً أنه لا صعوبات كثيرة ستواجه نمو قطاع الاستثمار في الطاقة، مضيفاً في الوقت نفسه «نحن لا نعتقد أن الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة ستشكل مشكلة كبيرة على مستوى قطاع النفط والغاز» في إيران. وذكرت «بلومبرغ» أن «لدى إيران أكبر كميات تجارية من الغاز الطبيعي في العالم، ولكنها تعتبر اليوم من صغار المصدرين، ولكن هذا قد يتغير قريباً بالاستفادة من رفع العقوبات الاقتصادية تدريجياً وأيضا من تزايد السكان ونمو الاقتصادات في البلدان المجاورة، بما في ذلك تركيا والهند، والتي تدفع لزيادة الطلب على الغاز». وقال رئيس شركة الأبحاث في النفط والغاز (BMI) في لندن وفق ما نقلته عنه «بلومبرغ» «نحن بحاجة إلى الثقة أكثر في المستثمرين والحكومة والبيئة السياسية الإيرانية». وقلل زامانينيا من التصعيد الدولي ضد إيران واعتبره «زوبعة موقتة» أمام الاستثمار، مشيراً إلى أن حجم احتياطات الغاز الإيراني كبير بما يكفي لتحفيز المستثمرين على التغلب على خلافاتهم. وذكر أن«طهران لديها 56 حقل غاز مع احتياطيات تقدر بنحو 33.7 تريليون متر مكعب، منها 40 لا تزال غير مفعلة نتيجة للعقوبات». كما أوضح أنه«مع استخدام تكنولوجيا إضافية، يمكن لإيران، تصدير ما يصل إلى 6 مليارات قدم مكعب (170 مليون متر مكعب) من الغاز يوميا بحلول عام 2030، ومن شأن ذلك أن يجعلها خامس أكبر دولة مصدرة للغاز في العالم بعد روسيا والنروج وكندا وقطر، وفقا لتقديرات شركة (BP)».
مشاركة :