واشنطن، موسكو (وكالات) توقعت صحيفة «واشنطن بوست» أن يعدل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، استراتيجية سلفه باراك أوباما في سوريا بقدر كبير، وأن يقطع المساعدات عن المعارضة إلى حد بعيد أو حتى نهائيا. فيما نقل موقع «روسيا اليوم» عن مصادر قولها إن زيارة السيناتور الأميركي جون ماكين إلى مدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا نهاية الأسبوع الماضي هدفت إلى الضغط على الأكراد لفتح ممر بعرض 20 كيلومترا من تل أبيض باتجاه الرقة للسماح للفصائل السورية المدعومة من أنقرة بمواصلة العمليات دون التواجد الكردي. وقالت «واشنطن بوست» بعد أيام من نشر وكالة «رويترز» تقرير عن تعليق وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي أيه» مساعداتها لفصائل المعارضة شمال غرب سوريا، «إن التعديلات التي ستأتي بها خطة جديدة تضعها وزار الدفاع (البنتاجون) حاليا قد تؤدي أيضا إلى التخلي عن الاعتماد على وحدات حماية الشعب الكردية كقوة رئيسة في الحرب بالوكالة ضد تنظيم داعش». وأوضحت الصحيفة نقلا عن مسؤولين كبار أن ترامب أمر «البنتاجون» والوكالات الأمنية الأخرى، أواخر الشهر الماضي، بإعداد اقتراحاتها حول الاستراتيجية الجديدة في سوريا بحلول نهاية فبراير الجاري، لكنه بعد أن كان سبق أن تحدث عن عزمه على زيادة الوجود العسكري على الأرض لمواجهة المتطرفين، إضافة إلى عدم استبعاده إمكانية إجراء عمليات مشتركة مع روسيا لمحاربة الإرهاب، أوصى بتعديل القواعد المعتمدة حاليا لاستخدام القوات الأميركية، والتركيز بقدر أكبر على محاربة «داعش» والفصائل الإرهابية الأخرى، من دون «الالتهاء» بالانخراط في الحرب الأهلية السورية أو شؤون «بناء الأمة» أو الترويج للديمقراطية. وقالت الصحيفة إن أوباما قبل مغادرته البيت الأبيض، ترك على طاولة ترامب خطة جاهزة للاستيلاء على الرقة معقل «داعش» الرئيس، اعتمادا على القوات الكردية التي باتت على بعد عشرات الكيلومترات من المدينة، لكن تركيا كانت ترفض خطة أوباما، بصورة قطعية، انطلاقا من اعتبارها الوحدات الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور، وأنها أوضحت للعديد من كبار المسؤولين الأمنيين في إدارة ترامب، ومنهم مدير «سي آي أيه» مايك بومبيو، ورئيس هيئة الأركان الموحدة، جوزيف دانفورد، ووزير الدفاع، جيمس ماتيس، أن هذه المسألة ذات أهمية بالغة، واقترحت خطة بديلة للهجوم على الرقة، تشمل إشراك عدد أكبر من العسكريين الأتراك والأميركيين والمقاتلين من المعارضة السورية، بالإضافة إلى إقامة منطقة آمنة عمقها 25 ميلا على الحدود التركية السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود لوضع الاستراتيجية الجديدة تشمل أيضا تقرير مصير برنامج «سي آي أيه» لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المسلحة التي تحارب نظام بشار الأسد. وأعادت إلى الأذهان، أن ترامب، خلال حملته الانتخابية، استخف مرات عديدة بمقاتلي المعارضة، مؤكدا أن واشنطن لا تعرف من هؤلاء في حقيقة الأمر، ودعا إلى الابتعاد عن الانخراط في الحرب الأهلية.
مشاركة :