الشارقة: محمدو لحبيب ناقش اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في منتدى السرد مساء أمس الأول في القصباء،المجموعة القصصية ليثيوم للكاتب السوري تميم هنيدي، وقد أدار الأمسية محسن سليمان عضو مجلس إدارة الاتحاد. وقدمت الفنانة المسرحية أمل حويجة في بداية الأمسية للمجموعة، وقالت إنها شعرت بعد قراءتها بأنها أمام كاتب قصصي متأثر جدا بالأساليب المسرحية، وبخاصة أسلوب بريخت، وأثنت على الأسلوب السردي للكاتب، واعتبرت أنه يجعل القارئ يشعر وكأنه يحدثه مباشرة، ويحس بمعايشة شخصياته وكأنه يحكي عنه هو. بعد ذلك بدأ تميم بتعريف مرض الاضطراب الوجداني الثنائي القطب، والذي تحكي المجموعة القصصية ليثيوم عن شخصيات مصابه به، وتشخص عوالمها، والتقلبات المزاجية من النقيض إلى النقيض التي تمر بها. ثم بدأ تميم هنيدي في قراءة عدة قصص من مجموعته، من بينها قناع و ليثيوم. حيث ظهرت اللغة السردية متماهية تماما مع اضطراب الشخصيات ومعاناتها النفسية البالغة التي تتراوح بين قمة التبلد وقمة التحفز والهياج. ففي قصة قناع يسقط قناع البطلة بعد نهاية يوم عمل طويل، لتنكفئ متكورة على البلاط البارد في شقتها وهي تجهش بالبكاء بدون سابق إنذار. أما في قصة ليثيوم، فتظهر شخصية أخرى مختلفة في بيئتها، إذ تجسد حكاية فتاة أخرى مصابة بنفس المرض النفسي وأطواره المتقلبة القاسية. تروي بطلة ليثيوم نوبات المرض التي ألمت بها، والتي جعلتها ترفض الخروج من بيتها لشهرين كاملين. فتح المجال بعد ذلك لمداخلات الحضور، حيث عقب القاص إسلام أبو شكير من خلال أسئلة إشكالية مهمة هي: إلى أي درجة يستطيع الكاتب أن يوائم بين مقتضيات الفن السردي، ومحاولة نشر الوعي بمرض ما؟، وهل من وظيفة الأدب عموما أن ينشر الوعي ويقدم وصفات علاجية؟. واعتبر أبو شكير أن مجموعة ليثيوم تميزت بلغتها السلسة، وتصويرها المحكم للشخصيات، وتنوع بيئتها، حيث بين أن كل ذلك نتج من الطبيعة الدرامية المتقلبة للمرض الذي ينتاب شخصيات المجموعة القصصية تلك. لكن أبو شكير أخذ على الكاتب وقوعه في المباشرة، حيث كان بإمكانه أن يرسم شخصيات متحولة دراميا من النقيض إلى النقيض. تنوعت المداخلات بعد ذلك وتضافرت كلها على الإشادة بالأسلوب السردي للكاتب، مشجعة إياه على تعميق تجربته السردية روائياً. و في نهاية الأمسية كرّم محسن سليمان،الكاتب تميم هنيدي بشهادة تقدير من اتحاد الكتاب.
مشاركة :