استقطب الصيني، زهاو يونغجو، اهتمام رواد الشبكة العنكبوتية، بعد أن اكتُشف أنه كان يقدم مساعدة لأطفال فقراء على مدى ثلاثة عقود. ووفقاً لسكان في مدينة شنيانغ، فإن زاو (56 عاماً)، الذي يسهر على نظافة الشوارع، قد ساعد نحو 37 طفلاً، ليدفعوا نفقاتهم المدرسية، على الرغم من تدني راتبه الشهري. يغادر عامل النظافة منزله كل يوم مع الفجر ليعود في التاسعة مساء. ولا يتقاضى زاو سوى 350 دولاراً، تكفي بالكاد لسد الحاجيات الأساسية، إلا أنه عرف كيف يدير مصروفاته كي يضع جزءاً من راتبه جانباً، ويعطيه للتلاميذ المحتاجين، حتى يتمكنوا من الاستمرار في الدراسة. • 24 ألفاً و750 دولاراً حجم إسهامات زهاو في تعليم عشرات الأطفال المحرومين في مدينته. دأب زهاو على مساعدة هؤلاء خلال الـ30 عاماً الماضية، ولا يفكر في التوقف عن دعمه. ويقدر العامل المبلغ الذي تبرع به للتلاميذ الفقراء بنحو 24 ألفاً و750 دولاراً، أسهمت في تعليم عشرات الأطفال المحرومين في مدينته. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد ذهب زهاو بعيداً، إذ قرر بيع منزله ليتبرع بمقابله للأطفال المحرومين، واختار أن يستأجر بيتاً. ويقول عامل النظافة إن كرمه جاء نتيجة معاملة جيدة من قبل المجتمع، فقد توفي والده عندما كان صغيراً، وكانت والدته تكافح من أجل توفير لقمة العيش، إلا أن جيرانه لم يتخلوا عنهما، وكانوا يوفرون أي شيء لإعطائه لهما، فترك ذلك انطباعاً جيداً في نفس زهاو، وعندما كبر قرر أن يكرّس حياته لمساعدة الآخرين. لقيت قصة زهاو اهتماماً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين، وعبّر الكثيرين عن دهشتهم لكرم هذا الرجل، رغم تواضع دخله، ووصفه آخرون بأنه «بطل حقيقي» يتعين احترامه وتكريمه. وقال أحدهم، على موقع «شاينا ويبو»: «لو كان هناك المزيد من أمثال هذا العامل، لكان العالم مكاناً أفضل للعيش». وأكد آخر أنه إذا أحدث عامل بسيط فرقاً في حياة عشرات الأطفال المحرومين، فكيف سيكون الحال إذا شارك الجميع في مساعدة الآخرين الأقل حظاً. أما زهاو فيعتقد أنه قام بواجبه فقط، ولم ينس أن المجتمع وقف بجانب عائلته عندما كان صغيراً، كما أن جيرانه لم يكونوا أغنياء، بل كانوا بسطاء.
مشاركة :