الأمير مشعل ينزع اقنعة الصحة بجدة

  • 4/20/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

احسن مجلس الوزراء صنعا في جلسته الأخيرة بالتأكيد على وسائل الاعلام بعدم نشر أخبار مرض (كورونا) والأمراض المعدية إلا بعد الرجوع لوزارة الصحة . ونتمنى أن يقابل هذا التأكيد بتأكيد آخر على وزارة الصحة بالشفافية ووضع الإعلام بكافة وسائلة في الصورة وإختيار الكوادر المؤهلة في التخاطب مع الجمهور . وإستكمالا للتوطئة للحال المتردي التي اشرنا اليها بمقالة الإسبوع الفارط ، حول تكرار ظاهرة إهتزاز الشؤون الصحية بجدة عند كل حدث ، مما يدلل على عدم وجود أي ردة فعل إيجابي مدروسة عند أي كارثة لاسمح الله . أستذكر مع الجميع اليوم صور تلك الليلة العابسة للخمسة الكبار المسؤولين عن الصحة بجدة من مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة مرورا بمدير عام الشؤون الصحية بجدة وإنتهاءا بمدير الطواريء بمستشفى الملك فهد بجده وهم أمام كاميرات وعدسات الإعلاميين والمصورين بصور لاتكاد ترى شيئا من ملامح وجوههم لإرتداء الكمامات وإعلان قفل طواريء المستشفى والأستعانة بمسشتفى جامعة الملك عبدالعزيز عوضا عن مستشفيات جدة ، الصورة والتصاريح ترعب بلد كامل ومع ذلك . يؤكدون لا خوف وليس هنالك حسب بياناتهم سوى ( إشاعات مغرضة ) وكما أشرت في المقالة السابقة لنضع أكثر من خط تحت ( إشاعات مغرضة ) فهل بلغ الحال بالشؤون الصحية بجدة أن تتحول إلى عراك إعلامي ومناوشات لتبرير ماحدث وإتهام آخرين بالترويج والكمامات وإغلاق الطواريء ينفي شماعة (الشائعات المغرضة ) أيضا كارثة أخرى الشؤون الصحية تمتنع عن معالجة المصابين من منسوبيها تلافا لعدم إرتفاع الاعداد وظهور مدى التقصير حيث شاء الله أن يصاب فني الأشعة في طوارئ مستشفى الملك فهد العام بجدة، أيمن الغامدي ذو الـ28 ربيعا، عند مباشرته لأحد زملاء المهنة المصابين بكورونا. وعلى رغم أن أيمن بدأ العمل في المستشفى منذ نحو خمس سنوات، إلا أن ذلك لم يشفع له للعلاج فيها إذ إنه راجع طوارئ المستشفى أربع مرات خلال أسبوع فور شعوره بأعراض المرض، إلا أن إدارة المستشفى طلبت العودة للمنزل بعد تأكيد إصابته بكورونا، إذ إنها لا تضمن مكانا شاغرا في غرف العزل له. وهو الآن إذا بقي على قيد الحياة حتى النشر بمستشفى خاص وبمبالغ يومية خيالية على حسابه الخاص . . إن ماحدث في الاسبوع الماضي وما قبلة تعتبر في عرف الاحداث ( حدث جلل ) اعقبها فوضى لم تثيرها الإشاعات كما ذكر . بل تلك الصور الرهيبة والمخيفة وما رافقها من إغلاق لأقسام الطواري .. حقيقة مرة ومؤلمة أن تكون تلك الصور والإجراءات هي من اربكت الناس وليس إشاعات مغرضة كما زعم اولئك المسئولون . وكان مع كل متابع حق فصور المسئولين كادت أن تتكلم وتصرخ بالحال والواقع . ثم ما تبع ذلك من إجراءات إستبدال مستشفيات الشؤون الصحية بمستشفيات القطاعات الأخرى التي يظهر أنها كانت أكثر جودة وجاهزية . وساد الهرج والمرج وكاد يتطور الوضع لولا الله ثم الحكمة التي تعودنا عليها من المسئولين اللذين يدركون مهامهم وجلّ مقامهم . حينما إمتطى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله امير منطقة مكة المكرمة صهوة جواد المسؤلية والأمانة فتحرك شخصيا بفكره وجسده إلى موقع الحادث . وكان مجرد ظهور سموه الكريم في قلب الحدث أشبه بالمصل الذي أعاد للجميع الطمأنينة وبقي سموه أكثر من نصف ساعة في محيط الخطر الذي عجز الآخرون عن إيضاحه بصورة إيجابية للجمهور او البقاء بموقعة دقائق الصور والتصاريح المخيفة . فشكرا لسموه الكريم وقد نزع كل الأقنعة وطمأن المواطن وتحرك بنفسه وكان شاهد عيان وبيان إطمئنان . وشتان بين صور وتحركات وتصاريح مسؤلي ليلة الفزع وبين وقوف سموه وحديثه وحثه وطمأنته يوم الوضوح . ولا يستغرب ذلك من سموه الكريم ( فالشبل من ذاك الأسد ) فقد جدد في ذاكرتنا المخرومة التي عادة تنسى المواقف الجميلة ، ماحدث قبل 14 عاما فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله إبان ولاية العهد قائد الطائرة القادمة من خارج المملكة إلى الرياض بتغيير مسارها إلى منطقة جازان في زيارة تفقدية للمنطقة وقف خلالها بنفسه على الاستعدادات التي وفرتها الدولة لمكافحة مرض حمى الوادي المتصدع وزار بعض المرضى المنومين بمستشفى الملك فهد. وهذه صور جميلة تعودنا عليها حينما تترهل معطيات بعض المرافق لنجد ولي الأمر أو من يمثله يقف بنفسه ليطمئن اولا ثم ليعالج السلبيات نحو مستقبلا أكثر إشراقا . كما أثبتت الاحداث الأخيرة أن مستشفيات وزارة الصحة بجدة أصبحت غير آمنه وأن الإصابات توالت لمنسوبيها مما يدلل على قصور في وسائل الوقاية داخل المستشفيات مما احدث العكس المفاجيء للجميع أن المستشفيات تغلق ابوابها امام المرضى وتحولهم للمستشفى الجامعي ، وهنا لا بد من المراجعة الجادة لما فيه الصالح العام بإذن الله هذا وبالله التوفيق. جدة ص ب ـ 8894 فاكس ـ 6917993

مشاركة :