في غمرة استمرار البحث عبثاً عن صيغة إنتخابية ترضي الجميع، وحديث عن مشروع قانون مختلط جديد قد يسقط ضمن مسلسل تهاوي المشاريع الإنتخابية المتواصل، يتطلّع بعض العاملين الأساسيّين على استيلاد قانون إنتخاب جديد على أن يكون الأسبوعان المقبلان حاسمين على صعيد بتّ مصير هذا القانون سلباً أو إيجاباً. وفي الإنتظار، جدّدت دوائر قصر بعبدا نفيها الحديث عن نيّة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون توجيه رسالة إلى مجلس النواب لحضّه على وضع قانون إنتخاب جديد وتخصيص جلسات لهذه الغاية. ذلك أن رئيس الجمهورية يرى أنّ هناك ما يكفي من الوقت لمقاربة صيغة جديدة لقانون الإنتخاب. ووسط هذه الأجواء، تحدثت معلومات توافرت لـ«البيان» عن زيارة غير عادية لقائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل إلى لبنان مطلع الأسبوع المقبل، على رأس وفد من الجنرالات الكبار في الجيش الأميركي المكلّفين مختلف وجوه التعاون بين الجيشين اللبناني والأميركي وبرامج المساعدات والهبات، والتي تمّ إرساؤها حسب الحاجات التي حدّدتها قيادة الجيش اللبناني وفق الخطة الخمسية الجاري تنفيذها منذ العام 2013. وفي المعلومات، سيبحث الوفد في انعكاسات الحرب السورية على لبنان والمنطقة، وفي التطوّرات على الحدود اللبنانية- السورية، حيث يواجه الجيش المجموعات الإرهابية المسلّحة، وفي تعزيز قدراته بما يحتاجه من أسلحة تؤهّله للمواجهة الصعبة في المناطق الشاسعة الوعرة، كذلك بالنسبة إلى المواجهة مع الإرهاب التي تخطّت حدود لبنان والمنطقة إلى العالم. قانون الإنتخاب وفقاً للمعلومات التي تسرّبت، فإن ما تناهى للناشطين على خطّ التفاهم على صيغة لقانون الإنتخاب جعلهم أكثر تفاؤلاً بإمكان إنجاز هذه الصيغة في وقت قريب. وعلمت «البيان» من مصادر نيابية أن أيّ صيغة يتمّ التفاهم حولها، ستقرّ عبر مشروع قانون في مجلس الوزراء. وأكدت مصادر معنيّة تفاؤلها بإمكان الإتفاق على قانون جديد، خلال شهر، بعدما برزت مرونة في المواقف حيال القانون المختلط، وأشارت إلى أن لا نيّة لدى رئيس الجمهورية للتمديد نهائياً للمجلس النيابي الجاري، لأن من شأن ذلك أن يبدّد انطلاقة العهد. وفيما تسابق القوى السياسية المهل الدستورية في حوارات مستمرة للوصول إلى قانون إنتخابات جديد وعادل، تجري على أساسه الإنتخابات النيابية، لفت الإنتباه البيان الذي أصدرته مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان، والذي شجّع جميع الأطراف على التوصّل إلى تفاهم مبكر من شأنه أن يقدّم إطاراً إنتخابياً مناسباً للبنان. وشدّد أعضاء المجموعة، التي تضم حكومات: الصين وفرنسا والمانيا وإيطاليا والإتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مع الإتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، على أن «إجراء الإنتخابات في حينها، بشكل سلمي وشفّاف، خطوة مهمة للحفاظ على تقاليد لبنان الديمقراطية»، مؤكدين استعدادهم لتقديم الدعم. قمّة عشية الزيارة التي بدأها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبيروت أمس، وتستمر ثلاثة أيام، ووضِعت في إطار تثبيت التعاون بين البلدين، أنجِزت التحضيرات للقمّة اللبنانية- الفلسطينية في قصر بعبدا وورقة العمل اللبنانية التي ستتناول عدداً من القضايا المشتركة وفق الجدول الآتي: العلاقات اللبنانية- الفلسطينية وسُبل تعزيزها، أوضاع المخيمات الفلسطينية الإجتماعية والإنسانية، أمن المخيّمات الفلسطينية وسُبل تعزيزها من وجهتَي النظر اللبنانية والفلسطينية في ضوء إصرار الطرفين على احترام القوانين اللبنانية ومنع تحوّلها بؤراً أمنية تهدّد محيطها وأمن لبنان عموماً، التحضيرات الجارية للقمّة العربية في الأردن نهاية الشهر الجاري وتنسيق الموقفين اللبناني والفلسطيني من القضايا المطروحة على جدول أعمالها، بالإضافة إلى جولة أفق في القضايا التي يعاني منها العالم العربي والأزمات التي تعصف به من سوريا إلى اليمن والبحرين وليبيا وسُبل تعزيز دور الجامعة العربية في هذه المرحلة.
مشاركة :