استقطب معرض البحرين الدولي للحدائق الذي يقام في الفترة من 23 26 فبراير الجاري، في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات تحت رعاية كريمة من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وبدعم كريم من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي حفظها الله آلاف الزوار في اليومين الأول والثاني. ويحمل المعرض هذا العام شعار "الحدائق المصغرة" حيث تم استعراض أحدث التجارب والابتكارات الزراعية التي تسهم في استغلال المساحات المحدودة في الزراعة من خلال عرض حلول وأفكار عملية ومدروسة لزراعة المنازل والشرفات والاسطح والمساحات الخارجية الصغيرة، سواء زراعتها بنباتات الزينة أو النباتات المنتجة التي توفر بعض الاحتياجات الغذائية لأصحابها بالإضافة إلى ابراز الأثر الايجابي لزيادة المسطحات الخضراء في تنقية الجو والحد من التلوث بالإضافة الى اضافة شكل جمالي. واستطاع المعرض أن يجذب عددا كبيرا من العارضين من داخل المملكة وخارجها إلى جانب استقطابه لآلاف الزوار من المهتمين بالشأن الزراعي والمستثمرين والافراد الباحثين عن فرص للاستثمار في هذا القطاع الحيوي من المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى طلبة المدارس والمعاهد والجامعات الذين يحصلون على المعرفة والتوعية والمتعة الزراعية في آن واحد. وتميزت حديقة خلاصي بالعديد من الأنشطة الهادفة والالعاب وورش العمل الزراعية التوعوية والتثقيفية حيث تم تدريب الاطفال على أساسيات الزراعة بالإضافة إلى عمل رسوم من الطبيعة، والزهور الورقية العملاقة، وعمل اطواق وقلائد من الزهور والرسم على الحجر، وفن أوراق الشجر، بهدف نشر ثقافة اعادة تدوير المخلفات الزراعية بين الأطفال وتنشئتهم على حب الزراعة والمحافظة عليها. وفي ذات السياق حظي سوق المزارعين البحريين بإقبال كبير من زوار المعرض، حيث تم عرض منتجاتهم المحلية المتنوعة بطريقة جميلة وجاذبة مما ساهم في التسويق لمنتجاتهم داخل المعرض، وقد أبدى المزارعين سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعالية الكبيرة الجامعة للزوار والمشتركين وأهل الاختصاص. فيما ركز جناح شؤون الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني على فكرة البيت المحمي من خلال عرض نموذج للزراعة بدون تربة وتشغيله عبر نظام ضغط الماء باستخدام الهواء لتوفير الطاقة الكهربائية، كما تم عرض نماذج من زراعة الأوركيد في البحرين بالتعاون مع فريق العمل التايواني، وتم ابراز عمل المتدربات في الحاضنات الزراعية بهورة عالي من خلال عرض انتاجهم، بالإضافة إلى عرض استخدام الماء المعالج لري المزروعات، وعرض مقترحات وأفكار لتصميم الحدائق المنزلية المصغرة. من جانبها قدمت وزارة التربية والتعليم مجموعة من الورش الزراعية التي تعنى بالحدائق المصغرة، حيث يتم تقديم الورش بشكل مستمر طوال أيام المعرض من الخميس إلى الأحد للجمهور بجميع فئاته، كما عرضت في جناحها المشاريع الزراعية التي نفذتها الوزارة على مدار العام مثل مشروع (هيا نزرع) وفكرة هذا المشروع تكمن في تشجيع الطلبة في المدارس على زراعة الاشجار البحرينية المثمرة وعلى كل طالب زراعة شجرة، والعناية بها لمدة 3 سنوات ثم تزرع في المدرسة، أو تنقل إلى المدارس الأخرى باسم الطالب نفسه، كما تم عرض مشروع لذوي الاحتياجات الخاصة (بذرة عطاء) يتم تدريب الزراعة في الحديقة التعليمية داخل مدارسهم، وإلى جانب التركيز على زراعة نخيل البلح في الوزارة للحفاظ على الاصناف الجيدة منها. وفي ذات المنحى قدمت وزارة التربية والتعليم مشروع تحسين البيئة المدرسية من خلال تدريب الطلبة وتعليمهم كيفية اعادة تنسيق الحدائق المدرسية باستخدام التقنيات الزراعية الحديثة في الري والتسميد واختيار الاصناف من النباتات الخ، كما تم عمل مسابقات لطلبة جميع المراحل الدراسية لعمل حديقة مصغرة في المدرسة وكل مرحلة يتم اختيار 3 فائزين، الوزارة ومن خلال مشاركتها في معرض البحرين الدولي للحدائق 2017م أكد بأنها وضعت ضمن خططها المستقبلية انشاء مباني بيئية حديثة، ومن ضمن هذه الخطة تم تنفيذها في مدرسة وادي السيل للبنين التي تم انشاؤها مؤخرا. وعرض المجلس الأعلى للبيئة خلال مشاركته في المعرض نموذج للمنزل المستدام تم من خلاله التوضيح للجمهور الطرق والاساليب المثلى التي تسهم في المحافظة على الموارد البيئة، وطرق توليد كهرباء المنزل من الطاقة المتجددة، وكيفية استغلال المياه المستخدمة سواء كانت مياه الامطار والمكيفات ومياه الوضوء ليتم استخدامها في ري المزروعات، وتشجيع الانارة LED وذلك بهدف التقليل من استهلاك الكهرباء، وطرق الاستفادة من مخلفات البيت واعادة استخدامها مثل اطارات السيارات والقوارير في زراعة الزهور والنباتات، وكيفية تحويل مخلفات الزراعة إلى السماد العضوي. ويجتذب معرض البحرين الدولي للحدائق 2017م مشاركات عديدة من الجمعيات الاجتماعية في مملكة البحرين مثل جمعية المهندسين الزراعيين البحرينية، جمعية الهلال الاحمر البحرينية، الجمعية البحرينية للإعاقة الذهنية والتوحد، جمعية البحرين للصم، جمعية الحراك الدولي، ومركز الرحمة، جمعية النور للبر، جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أرت ريتش بحرين التي كان لهم مشاركة بارزة في تفعيل شعار المعرض من خلال المطبوعات والبوسترات التوعوية والتواصل المباشر مع الزوار من خلال طرح تجاربهم وابتكاراتهم في مجال الحدائق المصغرة وعرض منتوجاتهم. ويستمر معرض البحرين الدولي للحدائق 2017 في استقبال زواره حتى يوم 26 فبراير الجاري، في مركز البحرين الدولي للمعارض، ومن المتوقع أن تزداد كثافة حضور المواطنين والمقيمين وضيوف البحرين من المنطقة الشرقية بشكل خاص، للاستفادة مما هو معروض من منتوجات ومع أغراض التي تهم الأسرة بالنسبة للديكورات والحدائق المنزلية.
مشاركة :