عقولنا وظروفنا ليست متشابهة

  • 4/20/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

صديقي الحبيب عبدالرحمن الحبيب الذي طالما أحببت مجالسته لما يملكه من بياض روحٍ وقلب، ولو أنه ماامتلك إلّا هاتَين أن يمتلك لاكتفيت بذلك سبباً لأصادقه. عبدالرحمن مثال للشاب الطموح الذي يحب أن يكون مثالاً للرجل الناجح الذي يُقتدا به. له أهدافه الكثيرة وأنا مؤمن بتحقيقه إيّاها بحول الله. عبدالرحمن دائماً يزورني في غرفتي ولطالما اشتكى ظلم عبودية هذا العصر الوظيفة. وكعادتي أكون له مستمعاً جيّداً ولكني لست كذلك ناصحاً. عبدالرحمن يقول لي في جل لقاءاتنا: تمسكنا بوظائفنا إنما إرضاءاً لوالدينا ليطمئنّوا باستقرار مدخولاتنا بثبوتيّة تميّز الوظيفة عن غيرها في الدخل. ولن نترك هذا الدخل الثابت ونصبح أحراراً تاجرين إلّا إذا وفّرنا مدخول بديل يقنع آباءنا ويطمئنهم على مستقبلنا خالياً من الوظيفة قبل الشروع في تحقيق باقي الأهداف. أو أننا سنبقى ما نحن عليه غير قادرين على الفرار من هذه العبودية إرضاءاً للوالدين. ما إن يغادر لغرفته وقت النوم إلّا ويُثار في مكاني هذا ضجيجاً لكن ليس من حولي، بل في داخلي. تساءلت حول استخدامه مفردة نحن رغم أن حالتي كأقرب مثال لحالته فإنها لا تشابه حالته، وظروفنا لا تتقارب حتى! فإنّي لا أتمسك بوظيفتي إرضاءاً والدي وإنّما بقائي حددته حسب رغبتي الخاصة. وليس كلنا طموح كعبدالرحمن وله أهدافه البعيدة كالنجوم التي نراها من بعيد ونورها يُرى. عادة أنا لا أقدم النصائح لعبدالرحمن لسببين. الأول ضعف خبرتي في مجال تطلعاته المستقبلية. والثاني وهو الأهم في أنني لست مكانه ولا أعلم مايناسب شخصيته وقدراته العقلية ومنظوره للأمور. فما ينجح معي عمله ليس بالضروره أن ينجح مع غيري، والعكس صحيح. ولعل السبب يكون في تباين القدرات ومدى وسع زاوية رؤيا الشخص ومدى معرفته بالأمر.

مشاركة :