رأس الخيمة: حصة سيف دشن المشاركون في فعالية مغامرة وادي شوكة في رأس الخيمة، أول مسار جبلي يمتد لنحو 30 كيلومتراً في المرحلة الأولى عبر جبال منطقة شوكة، واتخذه فريق الإمارات للمغامرات الجبلية كأول مسار معتمد للرحلات في الدولة. انطلقت المغامرة من وادي شوكة، الذي يبعد 80 كم عن مدينة رأس الخيمة، بتنظيم فريق الإمارات للمغامرات والسياحة الجبلية بالتعاون مع جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية وبمشاركة 65 مشاركاً من النساء والرجال من مختلف الجنسيات. وهدف الفريق من خلالها معايشة الأجواء القديمة، وإحياء الدروب والمسالك الجبلية التي كان الأجداد يتخذونها في تنقلاتهم، وتشجيعاً لرياضة المشي الجبلي، التي تعرف المشاركين بأسماء المناطق القديمة، والنباتات الجبلية والوديان والحيوانات الموجودة في المنطقة، كما يمر المسار بعدة معالم طبيعية وبشرية، أهمها البيوت القديمة التي يسميها أهل المنطقة الخيم الصخرية كونها لها قاعدة من الصخور، وسقفها من أشجار النباتات الجبلية وأهمها العسبق. واختتم فريق الإمارات للرحلات والمغامرات الجبلية نهاية المسيرة على ضفاف بحيرة سد شوكة، وأطلق مجموعة من الطيور في البحيرة تنفيذاً لمبادرة حرم صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، الشيخة هنا بنت جمعة الماجد، إحياءً للحياة الفطرية في المنطقة. يقول سالم الوشاحي، مؤسس فريق الإمارات للرحلات والمغامرات الجبلية: المشي الجبلي، رياضة قديمة كانت نهج حياة أجدادنا وآبائنا فكانوا يتنقلون من خلال المشي على الأقدام، وبمساعدة الجمال، والمسارات التي أحياها الفريق، كانت عبارة عن طريق اتخذه الأجداد للوصول إلى منازلهم، لافتاً إلى أنها مسارات تتميز بالانسيابية وسهولة الصعود وتتطلب لياقة بدنية. ويوضح فوائد رحلتهم، ومنها التعرف إلى الأماكن القديمة وأسماء المناطق، إذ مر الفريق على جبال الوازي وسميح والسرية وغيرها، وتلك الأسماء مدونة على الخرائط الإلكترونية، باجتهاد من شباب المنطقة، إلى جانب مزرعتي سميح وشوكة اللتين يصل عمرهما إلى أكثر من 100 عام. ويشير إلى أن رياضة المشي عبر المسافات الطويلة واتخاذ مسارات ثابتة رياضة عالمية وتصل بعض مسالكها إلى أكثر من 10 آلاف كيلومتر طولاً. وعن الفريق، يقول: أسسه 5 أعضاء هم سالم الساعدي وخلفان بن عايش وأحمد اليماحي وعبدالله مطر وسالم الوشاحي، ونوزع علينا الأدوار كمرشدين سياحيين خلال الرحلات التي ننظمها. خلفان بن عايش، عضو مؤسس في الفريق، والمرشد السياحي في الرحلة، عرف المشاركين إلى أنواع النباتات الجبلية المعمرة والموسمية، وفوائدها العلاجية. يقول: مررنا أثناء الرحلة بمساكن قديمة، تسمى الخيم الصخرية، وهي عبارة عن مساحة بسيطة لا يتجاوز طولها 3 أمتار، مسورة بحصى مرصوص بشكل متمكن، وتوضع فوق ذلك السور أغصان الأشجار المحلية على شكل خيمة، حتى تقيها من المطر. جمعت الرحلة 22 من النساء من مختلف الأعمار، وكانت بالنسبة لمعظمهن الأولى من نوعها، من خلال تنظيم جماعي لفريق مخصص للرحلات والمغامرات الجبلية. وتقول أمل آل علي، مسؤول فرع التميز المؤسسي بقطاع المنافذ الجوية في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي: الرحلة ة تجربة حقيقية لمحاكاة طبيعة المنطقة، لم تكن فقط مغامرة رائعة لتسلق المسار الجبلي بل مجموعة معلومات قيمة عن التاريخ وحضارة المنطقة وما تختزنه الجبال من كنوز . وتضيف آل علي: تعاون وتكاتف الفريق والإشراف المنظم كان من أهم أسباب نجاح هذه الرحلة التي بلا شك ربما تكون مغامرة العمر، كما أطلق عليها أحد المشاركين، فكل الشكر والتقدير لجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية في رأس الخيمة ولفريق الإمارات للمغامرات والسياحة الجبلية، على تلك الرحلة التي تشجع الرياضة وهواية المشي عبر الجبال بشكل خاص. لم تشارك شيماء محمود (21 عاماً) طالبة من كلية التقنية العليا، من الشارقة، في رحلة جماعية من قبل، إلا أنها عزمت مع صديقتيها علياء وشيخة الانضمام للمسيرة. تقول: الرحلة التي قطعتها خلال ساعتين مع المجموعة، علمتني الصبر واستكمال المسير مهما كانت المصاعب، فنهاية الطريق دائماً وردية، كما استمتعت بمنظر بحيرة سد شوكة الذي يخطف الألباب من روعته. وأكدت أنها متحمسة للاشتراك بتلك الرحلات التي تشجع على المشي على الأقدام خصوصاً في الجبال وبين الوديان، موضحة أن ذلك يرفع من لياقتها البدنية، ويشجعها دائماً على انتهاج المشي كوسيلة للتنقل بين الأماكن التي تقصدها. تؤكد الفارسة الإماراتية آمنة الحمادي (26 عاماً) أن الرحلة كانت من أجمل الأنشطة التي خاضتها في الدولة، ولم تكن تتوقع أن تكون الرحلات الجبلية بذلك القدر من الجمال والثقافة، وتعرفت من خلالها على مناطق لم تعرفها من قبل، وآلية المشي الصحيح عبر الجبال والاستمتاع بكل منحدر وارتفاع جبلي، وعدم استصعاب البلوغ للقمة. تقول: الرحلة فيها من المتعة والتحدي الكثير. وبعضنا فكر في أن يعود أدراجه إلا أن تشجيع الفريق والتعاون الملفت وإشراف فريق الإمارات للرحلات والمغامرات الجبلية، دفع الجميع للمتابعة، وكانت تلك المواقف في الرحلة بمثابة محطات تدفعنا إلى التأمل والتفكر والاستجمام، وفي النهاية كانت المفاجأة، بإطلاقنا لمجموعة من الطيور البرية للمحافظة على الحياة الفطرية، وجميل أن تعود لنفس المكان وترى تلك الطيور من جديد لتستشعر طعم الإنجاز الذي ساهمت فيه. زيارات ثقافية تقول عزة الحبسي، رئيسة الوحدة الإعلامية في جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، والمشاركة في الفعالية الرحلة تعتبر انطلاقاً لأولى الزيارات الثقافية التي دشنتها الجمعية للتعرف إلى معالم ومناطق الإمارات، وتاريخ مناطقنا وتقاليدهم القديمة، ولاقت نجاحاً لافتاً اتضح من خلال ردود أفعال المشاركين وحرصهم على المشاركة في الزيارات المقبلة. وتضيف الرحلة رياضة ميدانية تجعلنا نتأمل الحاضر والماضي، وتعرفنا إلى نمط الحياة القديمة، وإعادة إحياء الدروب القديمة هو بمثابة تطبيق لأحد أهم أهداف الجمعية بترسيخ القيم والأعراف الإيجابية وإعادة نمط حياة الأجداد، ومد الجسور بين الأجيال وتعريفهم بحياة أجدادهم والجهد الذي كانوا يبذلونه. وتتابع قائلة إطلاق مجموعة من الطيور وإعادة إحياء الحياة البرية، كانت مشاركة نوعية، كما أن الوصول إلى ذلك المعلم الفريد المتمثل بسد شوكة بعد قطع 7 كيلومترات من المشي، كانت تجربة فعلاً جميلة تعرفنا خلالها إلى أهم معالم المنطقة وتاريخها وطبيعة النباتات والحيوانات التي تعيش فيها، وهو ما يجعل للمغامرة طعماً وفائدة، ويضيف رصيداً ثقافياً لمعلوماتنا عن مناطق الدولة.
مشاركة :