دوري يا لطيف!

  • 2/24/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن أن تكون ظاهرة خطف اللاعبين من أنديتهم، وإخفائهم عن الأنظار، ونقلهم من مطارٍ إلى مطار، وإغرائهم بالسيارات الفارهة والفلل الفخمة قبل دخولهم الفترة الحرة، أو التوقيع مع لاعبين مرتبطين بعقود رسمية هي الدعاية التي يمكن أن نقدم من خلالها الدوري السعودي للمحترفين ونحن على أعتاب مرحلةٍ جديدة تستعد فيها رياضتنا للولوج إلى مرحلة الخصخصة التي تتطلب بيئة استثمارية وبنية نظامية قوية تحفظ الحقوق وتفرض القانون على الجميع! عوض خميس الذي وقع عقده مع الهلال بكامل رغبته وإرادته وأمام الملأ واستلم حقه ثم قام بتوقيع عقدٍ آخر مع النصر، وسعيد المولد الذي وقع عقدًا مع الاتحاد ثم هرب إلى البرتغال ومنها إلى بريدة ثم عاد للأهلي، ومحمد العويس الذي اختفى عن الأنظار وقاطع تدريبات فريقه قبل دخوله الفترة الحرة، ثم ظهر بعد دخولها بدقائق بقميص الأهلي ومازال مقاطعًا لتدريبات الشباب ومتنصلًا من الالتزام ببقية مدة العقد، لا يمكن أن يكونوا مثالًا يُحتذى للاعب المحترف الذي يحترم العقود والمواثيق، بل هم أمثلة لهواة أمنوا العقوبة فاستحلوا العبث! وإدارة النصر التي رفضت الاستجابة لطلبات لاعبها عوض خميس قبل دخوله الفترة الحرة، ثم خضعت لكل طلباته وشروطه وأوامره بعد توقيعه للهلال، وأباحت لنفسها مخالفة الأنظمة والقوانين بالتوقيع مع لاعب ارتبط رسميًا بنادٍ آخر، تحقيقًا لانتصارات شخصية وإعلامية؛ لا يمكن أن تكون مثالًا للإدارات التي يفترض أن تقود أنديتنا في مرحلة قادمة تتطلب فكرًا إداريًا حديثًا وناضجًا وقادرًا على مواكبة هذه المرحلة المختلفة! والإعلامي الذي يُبرِّر لهؤلاء اللاعبين وتلك الإدارات، ويجمِّل أفعالهم و(يشرعن) لسلوكياتهم التي أشغلت وسطنا الرياضي وزادت طين غليانه واحتقانه وتعصبه بلة لا يمكن أن يكون هو الإعلامي الجدير بقيادة الإعلام الرياضي في مرحلةٍ تتطلب إعلامًا واعيًا وقادرًا على نشر الوعي وترسيخ أهمية احترام اللوائح والأنظمة والقوانين بدلًا من جعل مخترقيها أبطالًا يستحقون التصفيق والتمجيد! قبل أن نتحدث عن الخصخصة ونتباشر بقدومها علينا أن نتأكد من جاهزيتنا لها، وهذا لن يحدث قبل أن تعمل هيئة الرياضة ومعها اتحاد القدم بكل كفاءة وحزم وشجاعة على ضبط هذا الانفلات، ولا شك أن قضية العويس وقضية عوض خميس ستكونان بمثابة الاختبار الحقيقي لهيئة الرياضة واتحاد القدم الجديد، لإظهار مدى قدرتهما على إعادة تأهيل بيئتنا الرياضية وتنظيفها من الشوائب والفوضى التي عمت المكان، وتحول معها دوري عبداللطيف إلى دوري (يا لطيف)!

مشاركة :