بوب برادلي: أتمنى نسيان تجربتي المحبطة في سوانزي

  • 2/24/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أحيانًا يكون من الصعب تجاوز تجربة الفشل في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين عاينوا سقوطك. إلا أنه في مقابل كل نجم يذبل ثمة نجم آخر يستعيد تألقه، ويأمل المدرب الأميركي بوب برادلي في الانضمام بمرور الوقت إلى الفئة الثانية. المؤكد أن برادلي أخفق مع سوانزي سيتي. وقد استمرّت مشاركته في منصب مدرب النادي الويلزي 86 يومًا فقط، وقد انضم إليه في وقت كان يقف النادي أعلى قليلاً من الفرق الثلاثة القابعة في قاع جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، ليتركهم بعد ذلك في المركز الأخير. وبغض النظر عما إذا كان برادلي سقط ضحية الظروف المحيطة، تبقى الحقيقة أنه اكتسب سمعة سيئة كمدرب فاشل لينضم إلى صفوف أسماء أخرى مثل المدرب الهولندي رينيه مولينستين وليس ريد وسامي لي - وكانت الفترة التي قضاها في تدريب سوانزي سيتي من بين الأقصر على مستوى تاريخ الدوري الممتاز ككل. من جانبه، قال برادلي: «لا أزال أفكر في كثير من الأحداث التي وقعت داخل سوانزي سيتي على نحو واضح وبسيط. وعندما تسألني: (كيف تمكنت من تجاوز الأمر بهذه السرعة؟)... فإنه من الناحية المهنية، لا يمكنك تجاوز الأمر. وبالتأكيد تمر عليَّ أوقات أفكر خلالها مليًا فيما جرى، لكن هذا لا يعني أنني أنغمس فيه تمامًا ولا أتجاوزه. إنني أفكر فيما حدث على النحو الذي يساعدني على تحسين أدائي وتطويره». في الواقع، من المستحيل التحدث إلى برادلي دون الشعور ولو بقدر يسير من التعاطف - بيد أن هذا لا يعني بأي حال أنه بحاجة إلى مثل هذا التعاطف. ومع أكثر من 35 عامًا خبرة بمجال التدريب وراءه، فإن الاحتمال الأكبر يشير إلى أن المدرب الأميركي سيستعيد تألقه مجددًا. ومع ذلك، تبقى الحقيقة كذلك أن سوانزي سيتي كان يفترض به أن يكون ذروة مشواره التدريبي. والمؤكد أن برادلي انتظر طويلاً لينال فرصة تدريب نادٍ بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكنها عندما لاحت أخيرًا تلاشت من جديد في غضون أقل من ثلاثة شهور. وعن ذلك، قال برادلي: «أعتقد أن ثمة احتمالاً بالتأكيد أن يكون سوانزي سيتي فرصتي الوحيدة في الدوري الممتاز - هذا جزء من الأمر خارج حدود سيطرتي، لكن هذا لا يعني أني لا أشعر بالقلق إزاءه. لقد كنت مدركًا تمامًا لصعوبة المهمة، إلا أن التدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز كان أمرًا سعيت طويلاً وراء نيله. وعليه، خضت المهمة وأنا مدرك للمصاعب التي سأواجهها»، وهنا، توقف برادلي برهة وبدا وكأنه يناضل للعثور على الكلمات التي تعبِّر بدقة عن مدى السرعة التي ترديت بها الأوضاع وانقلبت ضده. وأعرب عن اعتقاده بأن ثمة مدربين أميركيين آخرين سينالون فرصة كافية في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم مشاعر العداء تجاه الولايات المتحدة التي لمسها في بعض الدوائر. الملاحَظ أن كرة القدم الإنجليزية، خصوصًا الدوري الإنجليزي الممتاز، لديها عادة التخلي سريعًا عن المدربين. ويبدو ذلك عيبًا جوهريًا في التوجه السريع والحاد الذي تنتهجه البلاد حيال الرياضة. وكثيرًا ما يحظى المدربون بفرصة واحدة ووحيدة لإثبات قدراتهم. داخل إنجلترا، ربما لم يكن لويس إنريكي لينتهي به الحال إلى الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا حال إخفاقه مع ناديه الأول. ولم يكن أنطونيو كونتي لينال وظيفة أخرى حال تعرض فريقه للهبوط خلال الموسم الأول له كمدرب. وعليه، فإنه في الوقت الذي ربما لا يحظى برادلي ثانية قط بفرصة المشاركة بالدوري الإنجليزي الممتاز، فإنه على ثقة بأن ثمة آخرين من خارج الدوري سيدعونه للعمل معهم. وقال: «أنظر إلى العمل الذي أنجزته ما حققته مع أندية الدوري الأميركي لكرة القدم، وما حققته مع المنتخب الأميركي، وكذلك مع المنتخب المصري، وما أمكنني تحقيقه في نادي ستابك، وما أنجزته مع لو هافر الذي كان يفصله عن الترقي للدوري الممتاز فارق هدف واحد، ثم قادني كل ذلك إلى سوانزي سيتي. أعتقد أن أي شخص حانت له فرصة معرفتي حق المعرفة، لن يتأثر سلبًا بمسألة أنني في غضون فترة قصيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز عجزت عن ترك بصمتي على الفريق». والآن، يتحسس برادلي طريقه نحو فرصته المقبلة. وتحدث بصراحة عن المناقشات التي جرت بينه وبين الاتحاد النرويجي لكرة القدم أخيرًا حول توليه تدريب المنتخب الوطني هناك. وأشار إلى أنه «عملت لمدة خمس سنوات مع المنتخب الأميركي وعامين آخرين مع المنتخب المصري، لكنني لا أزال أفضل العمل مع الأندية». كما تحدَّث بصراحة عن المحادثات التي عقدها مع المجموعة المالكة لنادي لوس أنجليس، مشيرًا إلى أنه رغم أن النادي لن ينضم إلى الدوري الأميركي لكرة القدم حتى عام 2018، فإنه على أتم استعداد للانتظار طيلة هذه المدة كي يعود إلى التدريب إذا كانت هذه هي «الظروف الصائبة». واستطرد بقوله: «أجريت بعض المناقشات داخل كل من أوروبا وأميركا. إنني على انفتاح مستمر تجاه الأمور الجديدة. ودائمًا ما أشعر إذا كان لدى شخص ما اهتمام بالحديث، فإنها فرصة جيدة للتعرف عليه والتأكد أنه يعرف عني وما أنجزته ولو قدرًا يسيرًا. وسواء كانت هناك ثمة فرصة وشيكة أم لا، يبقى هذا أمرًا بالغ الأهمية». بطبيعة الحال، إذا ما عاد برادلي إلى الدوري الأميركي، فإنه بذلك سيعود إلى بلد مختلف تمامًا عن ذلك الذي تركه وراءه منذ قرابة ست سنوات في أعقاب فصله من عمله مدربًا للمنتخب الأميركي. الآن، أصبح دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة، مع محاولاته سيئة السمعة لفرض حظر سفر ضد جنسيات أخرى بعينها. وقد أبدى نجل برادلي وقائد المنتخب الأميركي، مايكل برادلي، آراءً قوية على نحو خاص حيال هذا الأمر، واصفًا إياه بـ«المحزن والمحرج». وعن ذلك، قال برادلي: «تحدثت أنا ومايكل عن هذا الأمر كثيرًا. وكنت فخورًا للغاية بالأسلوب الذي تعامل به معه. إن أسلوب التعامل مع هذه القضية جاء مخالفًا لكل ما تمثله أميركا». إلا أنه لم يبد قلقًا حيال التأثير الذي يمكن لترمب تركه على سمعة كرة القدم الأميركية على الساحة العالمية، قائلاً: «لا أعتقد أن ذلك سينتقص من الاحترام الذي يبديه الناس تجاه التطور الذي تحرزه كرة القدم في بلادنا»، وبالنظر إلى استجابة كرة القدم الأميركية المفعمة بالازدراء حيال حظر السفر، ربما كان برادلي محقًا. في الوقت الراهن، يبدو برادلي راضيًا عن جهود لتوسيع أفقه، ذلك أنه عقد زيارات لأندية بمختلف أرجاء العالم وأجرى محادثات مع أخرى. ويبدو برادلي متحمسًا بشدة لخوض التحدي القادم. وعن ذلك قال: «إذا ما أتيحت لي فرصة العودة إلى الملعب هذا المساء، فسأفعل». ومع ذلك، من غير المعتقد أن فرصته الجديدة ستحين بهذه السرعة.

مشاركة :