اعتقلت وحدة خاصة بمكافحة الإرهاب متشددًا (26 سنة) بتهمة التحضير لعمل عدواني خطير يهدد أمن الدولة. وذكرت النيابة العامة في مدينة سيلله، في ولاية سكسونيا السفلى، يوم أمس الخميس أن الشاب اعترف في التحقيق الأولي أنه أراد استدراج شرطة أو جنودا إلى كمين، وتفجير العبوة الناسفة التي ركبها بينهم. ويحمل الرجل الجنسية الألمانية، ومحسوب في أروقة حماية الدستور (الأمن العامة) على المشهد الإسلامي المتشدد في الولاية. وأصدرت النيابة العامة وشرطة الجنايات في الولاية بيانًا صحافيًا مشتركًا جاء فيه أن رجال الشرطة عثروا في شقة المتهم، في مدينة نورتهايم، على مادة بيروكسيد الأسيتون وفتيل ومكونات إلكترونية مخصصة لصناعة عبوة ناسفة. واعتبر البيان العملية ضربة ناجحة للإرهاب، وصدر أمر الاعتقال عن محكمة نورتهايم على أساس طلب تقدمت به النيابة العامة في سيلله. ولا يحمل الشاب المعتقل جواز سفر آخر غير الألماني، بحسب التقرير، ولا علاقة لاعتقاله باعتقال جزائري ونيجيري في حملة جرت قبل أسبوعين. ويعتقد خبراء الشرطة في التفجيرات أن القنبلة التي صنعها الشاب بنفسه كانت جاهزة تقريبًا للعملية. لم يتحدث بيان النيابة العامة والشرطة عن مكان التفجير الذي خطط المتهم فيه لاستدراج رجال الشرطة، ولا عن توقيت العملية المفترضة. وذكر أوفه لوريغ، رئيس شرطة غوتنغن، أن التحقيق أحيل إلى النيابة العامة في مدينة غوتنغن، في نفس الولاية، مضيفًا أن المتهم تم نقله إلى سجن روسدورف قيد التحقيق. وأكد لوريغ أن الحرب على الإرهاب تحتل المقام الأول في مهمات الشرطة، وامتدح عملية الاعتقال قائلا: إن الشرطة تحركت بشكل حاسم وسريع وحرفي وبأقصى ما يمكن من القوة. وكانت مدينة غوتنغن شهدت قبل أسبوعين حملة مداهمة كبيرة شارك فيها 450 شرطيًا، شملت 11 هدفًا، وأسفرت عن اعتقال جزائري (27 سنة) ونيجيري (23 سنة) من المحسوبين على المشهد الإسلامي المتطرف في المدينة الواقعة في ولاية سكسونيا السفلى. وصادرت الشرطة من شقتي المشتبه بهما أعلامًا تحمل شعار التنظيم الإرهابي «داعش» وأسلحة مجازة. وتصنف شرطة الولاية الاثنين في قائمة «الخطرين» ويخضعان إلى رقابة مركزة منذ سنة. وأوقفت النيابة العامة في سيلله التحقيق مع الجزائري سيدي موسى ن. والنيجيري سايروس عسيري، بعد مرور أسبوعين على اعتقالهما بسبب ضعف الأدلة، وبسبب عدم ارتكابهما جناية ما حتى الآن. وقررت المحكمة تسفيرهما إلى خارج ألمانيا، وتم نقلهما إلى سجن التسفيرات في لانغنهاغن، إلا أنهما طعنا في القرار. ورأت المحكمة بعد ذلك النظر في الطعن مع استمرار الحجز الاحترازي قيد التسفير. وفي سكسونيا السفلى أيضًا داهمت وحدة مكافحة الإرهاب مسكن الداعية «أبو ولاء» ومقر جمعية «حلقة الإسلام للناطقين بالألمانية في هلدسهايم»، التي يقودها، في يوليو (تموز) الماضي. وأسفرت الحملة عن مصادرة أدلة ووثائق وهواتف جوالة وكومبيوترات. وتتهم النيابة العامة حلقة أبو ولاء بتجنيد أكثر من عشرين مقاتلاً من أعضائها للحرب إلى جانب تنظيم داعش في سوريا والعراق. ويخضع مسجد هلدسهايم، الذي تتخذه الحلقة مركزًا لها، إلى رقابة دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العامة) في سكسونيا السفلى منذ تأسيسه في سنة 2012. كما يقود بوريس بستاريوس، وزير داخلية سكسونيا السفلى، منذ يوليو الماضي تحقيقًا يرمي إلى حظر نشاط المنظمة بتهمة التحريض على الكراهية ودعم منظمة إرهابية. وتشير مصادر دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن) في ولاية سكسونيا السفلى إلى 680 متشددًا، بينهم 70 متطرفًا في خانة «الخطرين». التحق 77 منهم بتنظيم داعش في سوريا والعراق ويشكل المقيمون في مدينتي غوتنغن وهلدسهايم 42 في المائة، وتتراوح أعمارهم بين 20 - 30 سنة.
مشاركة :