تراجع صافي أعداد المهاجرين لبريطانيا إلى أدنى مستوى له خلال أكثر من عامين كما أظهرت بيانات رسمية أمس الخميس، لكن أكد مكتب الإحصاءات الوطنية أنه من السابق لأوانه تحديد تأثيرات قرار البريطانيين في استفتاء في يونيو (حزيران) الماضي الخروج من الاتحاد الأوروبي على الهجرة في المدى البعيد. وأظهرت بيانات المكتب أن صافي عدد القادمين إلى بريطانيا في عام حتى سبتمبر (أيلول) الماضي بلغ 273 ألف مهاجر، بانخفاض 49 ألفا عن العام السابق، وهو أقل رقم مسجل منذ العام المنتهي في يونيو 2014، وبلغ صافي عدد المهاجرين من مواطني الاتحاد الأوروبي خلال هذه الفترة، وهي الأولى التي تضم الأشهر الثلاثة التالية للاستفتاء، 165 ألفا بانخفاض ستة آلاف عن العام السابق. وقال المكتب إنه كانت هناك زيادة إحصائية ملحوظة في هجرة مواطني ما يطلق عليها دول الاتحاد الأوروبي الثماني، وهي جمهورية التشيك وإستونيا والمجر ولاتفيا ولتوانيا وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا، بلغت 12 ألف مهاجر، ليبلغ العدد 39 ألف مهاجر. وقال المكتب إن عدد الواصلين من هذه الدول انخفض كذلك. من ناحية أخرى ارتفعت أعداد الواصلين من بلغاريا ورومانيا بمقدار 19 ألفا إلى 74 ألفا. وقالت نيكولا وايت رئيسة وحدة إحصاءات الهجرة الدولية بالمكتب: «رغم أننا شهدنا تراجعا في صافي أعداد المهاجرين من دول الاتحاد الأوروبي الثماني كانت هناك زيادات مستمرة في أعداد المهاجرين من رومانيا وبلغاريا، لذلك فإنه من السابق لأوانه تحديد تأثير نتائج الاستفتاء على الهجرة الدولية على المدى البعيد». من جانب آخر قالت مصادر مقربة من الحكومة الاسكوتلندية إن قناعتها تتزايد بقدرتها على الفوز باستفتاء جديد على الاستقلال عن المملكة المتحدة، وتفكر جديا في الدعوة لإجراء استفتاء العام المقبل إذا مضت لندن بخطط انسحابها من الاتحاد الأوروبي. وصوتت اسكوتلندا بنسبة تأييد كبيرة للبقاء في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أجري في يونيو الماضي على عضوية بريطانيا في التكتل، لكن نتيجة التصويت في البلاد ككل جاءت بتأييد الانسحاب. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنها تعتزم تفعيل عملية الانسحاب بنهاية مارس (آذار). وقال تشارلز جرانت وهو مستشار لمجلس المجلس الدائم بشأن أوروبا في الحكومة الاسكوتلندية أمس الخميس في تصريحات أوردتها وكالة رويترز: «أعتقد أن الحكومة الاسكوتلندية تفكر بجد بالغ المضي قدما في إجراء استفتاء على الاستقلال العام المقبل». وتابع قائلا: «يشعرون أن لديهم ما يكفي من المشاعر والقوة الدافعة للتغلب على السلبيات الاقتصادية... كلما زادت صعوبة عملية خروج بريطانيا من الاتحاد زادت احتمالات انفصالهم». وكان الاسكوتلنديون قد رفضوا الاستقلال بفارق عشر نقاط في استفتاء جرى في 2014، وقال أحد النواب الاسكوتلنديين لـ«رويترز» إنه أجرى مناقشات «موضوعية» قادته إلى نتيجة مفادها أن إجراء استفتاء العام المقبل أصبح أمرا حتميا تقريبا. وتصر الحكومة البريطانية على عدم وجود حاجة إلى إجراء استفتاء ثان على الاستقلال. كما يخوض حزب العمال البريطاني معركة لتفادي الهزيمة في انتخابات جزئية تنظم في معقليه في وسط إنجلترا وشمالها وينافسه فيهما حزب الاستقلال المناهض لأوروبا وحزب المحافظين الحاكم. وتنظم الانتخابات في كوبيلاند المنطقة الريفية على الساحل الشمالي الغربي، وستوك - أون - ترنت المدينة الواقعة في وسط المملكة، والتي كثيرا ما تقدم باعتبارها «عاصمة بريكست». وسيتيح احتفاظ حزب العمال أبرز معارضي حكومة تيريزا ماي، بهاتين الدائرتين الاستمرار في تسجيل حضور مؤثر في المناطق العمالية التي صوتت بكثافة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. كما سيتيح الفوز لزعيم الحزب جيريمي كوربين الذي يواجه صعوبات مع قسم من قيادة حزب العمال، تفادي أزمة داخلية جديدة. من جهته يأمل حزب «يوكيب» الفوز بمقعده الثاني في مجلس العموم وجني ثمار استراتيجيته الجديدة المتمثلة في إعلان نفسه «حزب الشعب الحقيقي». وتمثل ستوك - أون - ترنت موقعا مثاليا له فهذه المدينة ذات الـ250 ألف نسمة، صوتت بنسبة 69.4 في المائة مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو الماضي. وهي نسبة قياسية بين كبرى المدن الثلاثين في المملكة. وفي مؤشر على أهمية الرهان نزل بول ناتول زعيم يوكيب بنفسه إلى المدينة أملا في هزيمة المرشح العمالي غاريت سنيل. ويضع ناتول (40 عاما) الذي خلف في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 نايجل فاراج على راس يوكيب، مصداقيته على المحك في هذه الانتخابات. وقال ناتول، كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية «لقد وعدت بأن أنزل إلى الميدان، وهذه أول فرصة». وفي الانتخابات التشريعية لعام 2015 لم يحصل يوكيب رغم تسجيله نسبة 13 في المائة من الأصوات، إلا على مقعد واحد من 650 مقعدا برلمانيا، فاز به دوغلاس كارسويل في كلاكتون، جنوب شرقي البلاد. وفي ستوك سجل مرشح يوكيب في تلك الانتخابات 23 في المائة بعيدا خلف مرشح حزب العمال (39 في المائة)، في اقتراع شهد نسبة امتناع عالية قبل بريكست. وعلق مايك تامبل أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستافوردشير «نشهد إحدى أهم الانتخابات الجزئية في التاريخ السياسي البريطاني. يطرح السؤال ذاته على الحزبين: إذا خسرا هنا، أين يمكنهما الفوز؟» وفي كوبيلاند يتنافس حزب العمال مع حزب المحافظين الذي عزز قاعدته المحلية في السنوات الأخيرة. وقال مسؤول في حزب العمال إن الاقتراعين سيكونان شديدي التنافس. ويتوقع أن تعلن النتيجة صباح اليوم الجمعة.
مشاركة :