استضاف متحف البحرين الوطني مساء الأربعاء الموافق 22 فبراير 2017م محاضرة قدّمها الدكتور زكي أصلان مدير المركز الإقليمي لحفظ التراث في الوطن العربي إيكروم -الشارقة (آثار)، وذلك للحديث حول الحفاظ على التراث الثقافي في أوقات الأزمات في العالم العربي. وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة محاضرات المتحف ضمن برنامج هيئة البحرين للثقافة والآثار الذي يحمل عنوان «آثارنا إن حكت». وفي البداية رحّب الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مدير إدارة المتاحف بهيئة الثقافة بالدكتور أصلان، قائلا إنه خلال عام «آثارنا إن حكت» سيتم تكريس معظم محاضرات متحف البحرين الوطني للآثار وما تحمله من أهمية ومكانة في المشهد الثقافي. بدوره أشار الدكتور زكي أصلان إلى التعاون الوثيق ما بين مركز إيكروم الشارقة والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وهيئة الثقافة. وعرض الدكتور زكي أصلان في معرض حديثه بعض الصور المعبرة عن حجم الدمار الحاصل للآثار في بعض مناطق الحروب والنزاعات في الوطن العربي كسوريا، العراق، اليمن، مصر وليبيا، وتطرق إلى الأثر الخطير للصراعات على التراث الثقافي والذي يؤدي دائمًا إلى محو جزء من الذاكرة الإنسانية للشعوب. وقال الدكتور أصلان إن مواقع التراث العالمي في سوريا والعراق خصوصا لم تتعرض للتدمير فقط في الحروب، إنما تعرضت بعد ذلك للنهب والسرقة. وحول الإجراءات التي تتخذها الإيكروم من أجل الحفاظ على التراث أوضح الدكتور زكي أصلان أن المنظمة تعمل على تطوير آليات من أجل الحفاظ على مواقع التراث الثقافي مستفيدة من الخبرات والتجارب العالمية، ومنها عمليات الترميم والحفاظ التي جرت في البوسنة بعد انتهاء الحرب. كما أشار إلى أن الحفاظ على مواقع التراث العالمي يجب أن يبدأ بشكل استباقي قبل حدوث الكوارث، مؤكدًا أهمية تعاون كافة الجهات المحلية والدولية خلال أعمال إنقاذ التراث وحفظه وصونه. ولفت الدكتور زكي أصلان إلى أن عملية ترميم مواقع التراث لا بد أن تتجاوز الموقع المادي وأن تعتني بالإنسان الذي يعيش في محيطها من أجل إشراكه في الجهود الدولية والمحلية، مشيرًا إلى أنهم في الإيكروم سعوا من أجل تكوين فرق مساندة من أشخاص غير مختصين ومتطوعين للعمل في مواقع التراث بالبلدان التي تتعرض لأزمات وحروب. واختتم الدكتور زكي أصلان محاضرته بالتأكيد على ضرورة إنتاج رؤية موحدة للعمل ما بين جميع الجهات المعنية من أجل تقديم الدعم المادي والمعرفي للحفاظ على التراث وسن القوانين. كما أشارت إلى أهمية دمج المجتمع المحلي في إعادة إعمار التراث وتشجيع الشراكة المجتمعية. وأكد كذلك على أهمية احترام جميع الأفكار والمعتقدات والأديان من أجل إشراك الجميع في العملية الحفاظية، قائلا إن هذا هو التحدي الأكبر.
مشاركة :