إيمان محمد (أبوظبي) يعد مصطلح «الحلي الوطنية» غير شائع في الوثائقيات التراثية، فكثيراً ما يشار إلى الحلي التي كانت ترتديها النساء في المجتمع القديم بأنها تراثية، مثل «المرية» و«الطبلة» و«المرتعشة»، وربما لم يشر إلى الحلي بأنها وطنية إلا في النسخة الثالثة من معرض «لئلا ننسى» الذي يستضيفه «معرض421» حالياً، ويستمر حتى 27 أغسطس القادم. المعرض الذي يحمل عنوان «زينة إماراتية: ملموسة وغير ملموسة»، يستكشف نوعاً خاصاً من الحلي المعاصرة التي ابتكرت وشاعت بعد قيام الدولة، وهي قلادات ذهبية تحمل صور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأخرى مستوحاة من الصقر في شعار الدولة الرسمي، وكلها مقدمة لغرض عرضها في المعرض من قبل أفراد إماراتيين. وتشكل هذه الحلي الفريدة إحدى مظاهر الفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، كما أنها إحدى الدلالات المميزة للهوية الإماراتية والتي يسعى المعرض المتسلسل إلى جمعها وحفظها بمساهمة من المجتمع. كل قطعة في المعرض تحمل اسم مقتنيها، كما تحمل قصته الشخصية، والتي يمكن الاستماع إليها عبر الموقع المرتبط بالمعرض، من خلال تطبيق هاتفي، من هذه الشهادات ما ساهمت به عائشة حمد الحوسني من مقتنيات تجمع ثوباً مطرزاً ارتدته وهي في السابعة من عمرها لحضور حفل تكريم الفائزين في جائزة الشيخة فاطمة بنت هزاع آل نهيان في المجمع الثقافي، حيث كانت أمها تعمل، الثوب الملون مطرزاً بكلمات «الإمارات العربية المتحدة» و«زايد»، وارتدت معه قلادة من الذهب مرصعة بصورة للقائد المؤسس، إلى جانب زينة الشعر المنمقة بسلاسل من الذهب. يمثل الثوب فن التخطيط التقليدي، والذي وُظف في هذه المناسبة ليمثل كل خط من خطوطه عمر الاتحاد عندها، وتقول: «ما زلت أعتز بهذه الزينة التقليدية، لأنها تذكرني بأهم مراحل طفولتي، والتي تضمنت الذهاب إلى المجمع الثقافي لحضور الفعاليات الفنية والثقافية». وتشكل القلادات المستوحاة من الصقر في شعار الدولة، قيم الاعتزاز المتوارثة من جيل إلى آخر، فهي تشكل امتداداً فريداً للانتماء من الجدة إلى الابنة، ومن ثم الحفيدة، مع المحافظة على الذوق الجمالي لكل عصر. القلادات مقدمة من سارة درويش الخوري، حيث تبدأ القصة من الأم التي تملك قلادة قديمة على شكل الصقر، وكانت تحبها لارتباطها بتشكيل الاتحاد، وقامت لاحقاً بطلب قلادة خاصة لابنتها على النمط نفسه مع إضافة تحديثات تناسب جيل الابنة، وعندما ولدت حفيدتها طلبت تصميماً معاصراً آخر لها، مبتكرة بذلك تقليداً عائلياً خاصاً بقلادات الصقر. إلى جانب الحلي الوطنية، يزخر المعرض بالعديد من الحلي التقليدية المشغولة بالذهب والفضة واللؤلؤ، وغيرها من الجواهر الكريمة، ويلفت الانتباه في المعرض «فترينة» تعرض بالحجم الطبيعي لقامة امرأة، الحلي الفضية التي كانت ترتديها النساء من الرأس حتى القدمين، في نموذج يظهر دقة هذه المشغولات التي كان يعاد تذويبها وتشكيلها واستخدامها عبر الزمن.
مشاركة :