ربما تعتقد أنه إذا كنت من الطبقة الأعلى أجراً في العالم، فهذا يعني أنه بإمكانك شراء فيلا ضخمة، أو قضاء حياتك في رفاهية تامة، متنقلاً بين فندق فاخر، وعطلة إلى جزيرة «هاواي». إلا أن المصرفية السابقة، كريستين أديس، قالت في مقابلة مع موقع «بزنس أنسايدر»، إنها تشعر بأنها أكثر ثراءً، على الرغم من أن ما تتلقاه من وظيفتها الحالية يعادل 40% فقط من الراتب الذي كانت تحصل عليه عندما كانت تعمل في مصرف بولاية كاليفورنيا. كما يشير نيكولاس وارتون الذي ترك وظيفته أيضاً ليجني أقل من الراتب السابق الذي كان يحصل عليه، إلا أنه يشعر بأنه أكثر سعادة الآن. وفي نهاية المطاف، يبقى «الغنى» أمراً شخصياً، مثل «السعادة»، ويختلف تعريفه من شخص إلى آخر. ومع ذلك، هناك بعض المؤشرات العالمية للثروة، بغض النظر عن كيفية مشاهدتك لها: 1-يمكنك ادخار المال: يقول روبرت كيوساكي في كتابه «أب غني وأب فقير»: «معظم الناس لا يدركون أن الأمر لا يتعلق بمقدار المال الذي تجنيه، بل بحجم المال الذي تدخره». وفي نهاية المطاف، المال وحده لا يحل المشكلات المالية، بل في بعض الأحيان يساهم في مفاقمة وضعك المالي. انظر إلى الفائزين بجوائز اليانصيب الذين فقدوا جميع أموالهم في غضون سنوات، أو الرياضيين المحترفين الذين جمعوا الملايين في شبابهم وهم الآن معدمون. ويوضح كيوساكي: «في كثير من الأحيان يؤدي المال إلى نهايات مأساوية، خصوصاً بالنسبة إلى الناس الذين لا يتقنون التعامل معه. ولهذا السبب، عندما يحصل شخص على مبلغ نقدي ضخم، سواء كان ميراثاً، أو زيادة في المرتب، أو جائزة يانصيب، فإنه سيعود في وقت قياسي إلى الفوضى المالية التي كان يعيشها من قبل، إن لم تكن أسوأ». إذا كان بإمكانك ادخار جزء من المال الذي تجنيه، فأنت في حالة جيدة. 2- العيش براحة تحت مستوى المعيشة الحقيقي:يعتبر العيش تحت مستواك المالي الحقيقي أحد المبادئ الرئيسية لإدارة الأموال بفعالية، وإنفاق مال أقل مما تكسب. ويقول الملياردير العصامي أنتوني هسيه، إن العيش دون مستواك هو أحد الدروس التي استخلصها من والديه اللذين هاجرا إلى الولايات المتحدة من تايوان. ويضيف هسيه: «لقد ساعدتني هذه العادة كثيراً، وهي أحد الأسباب التي دفعتني على النمو والازدهار في مجال القروض الاستهلاكية لمدة 30 عاماً». إن العيش تحت مستواك المالي الحقيقي، قد لا يبدو أمراً صعباً بالنسبة إليك، إذا كنت تمارسه بالفعل، ولكن ليس كل شخص يستطيع فعل ذلك، فقد أشارت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة «ذا بو شارتابل تراست» إلى أن نحو 55% من الأمريكيين المستطلعة آراؤهم، والبالغ عددهم 8 آلاف شخص، ينفقون أكثر مما يكسبون أو تتساوى نفقاتهم مع ما يجنوه من مال في نهاية كل شهر. 3- يمكنك شراء الأشياء التي تريد: في حال كان بإمكانك شراء يخت اليوم، فإن معظم الناس سيتفقون على أنك غني، لكن إذا كان بإمكانك شراء اليخت نفسه بعد خمس سنوات من الآن، بعد تحديدك لادخار مبلغ معين وتوفير جزء مما تجنيه شهرياً، فستبقى غنياً حتى يحين ذلك الوقت. وتشير العديد من المسوحات إلى أن العديد من الناس لا يوفرون أموالهم، حيث أفاد استطلاع لمؤسسة «بيو» بأن 33% من المستطلعة آرائؤهم ليست لديهم مدخرات أسرية، كما وجدت دراسة استقصائية لموقع «غوبانكينغ ريتس» شملت أكثر من 4500 شخص أن ثلثهم لا يملكون مدخرات للتقاعد. 4- تستطيع التوفير للتقاعد: إن حياة التقاعد مكلفة، حيث يقول الخبراء إنه في حال كنت تريد عيش حياة الرفاهية بعد التقاعد، فسيكون عليك ادخار ما بين 70% إلى 80% من دخلك الحالي. وحتى لو قررت تخفيض نفقاتك، أو العيش في منطقة ذات تكلفة معيشية منخفضة، لا تزال هناك فترة طويلة لدعم محفظتك المالية قبل الوصول إلى سن التقاعد. وعلى نحو تقليدي، يبلغ سن التقاعد ما بين 60 عاماً إلى 65 عاماً، ولكن معظم المتقاعدين لا يستطيعون العيش 20 عاماً من دون راتب. وتشير البيانات الصادرة عن «بلومبيرغ» إلى أن ما يقرب من 20% من المتقاعدين الأمريكيين فوق 65 عاماً ما زالوا يعملون، بسبب الأحوال المالية الصعبة. في حال كنت تستطيع التقاعد عندما تريد ذلك، فأنت تعيش برخاء.
مشاركة :