الشارقة:أحمد راغب أكد الأستاذ الدكتور قتيبة حميد، عميد كلية الطب في جامعة الشارقة، الدعم المستمر من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، ودعم مدير الجامعة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي لكلية الطب، وتوفير كل الإمكانات العلمية الحديثة، لدفع حركة التعلم والتدريب إلى أعلى المستويات العالمية. كشف الدكتور قتيبة حميد عن التوجه المستقبلي الجديد لكلية الطب، والعمل على تحقيق رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في النهوض بكليات جامعة الشارقة إلى العالمية. وأوضح أن كلية الطب أنشئت في 2004 وأنها قطعت شوطاً كبيراً في مجال التعليم الطبي، وتخرج فيها أكثر من 300 طبيب وطبيبة يمارسون ويتدربون في مستشفيات محلية في دولة الإمارات، وعالمية في الولايات المتحدة وإنجلترا، ولهم سمعة ممتازة في هذه المستشفيات، واجتازوا الامتحانات المرتبطة بالتخصص بنجاح ملحوظ. وأضاف أن سعة استيعاب الكلية في الوقت الحاضر يصل إلى 700 طالب وطالبة، وهذا العدد يتناسب مع معظم الكليات العالمية، وتركز الكلية على اختيار أفضل الطلاب والطالبات، ويتم الاختيار في تنافس يعتمد على المستوى العلمي والعملي للطلبة، وتسعى الكلية إلى زيادة الاستيعاب في المستقبل. وأشار إلى أن عدد أعضاء الهيئة التدريسية الدائمين 40 عضواً، منهم 2 من أعضاء هيئة التدريس إماراتيون، كما يوجد أساتذة مشاركون في العلوم السريرية في المستشفيات التي يتم التعاون معها، ويزيدون على 100 أستاذ، يقومون بالتدريس السريري لطلاب السنتين الأخيرتين من برامج الكلية، ويزيد عدد الإماراتيين في هذه المجموعة على 30%، أما الطاقم الإداري فيبلغ عدده 12 موظفاً 40% منهم مواطنون، وتوجد نية لزيادة عدد المواطنين في كلتا الفئتين، التدريسية والإدارية. تحويل الطاقات لابتكارات علمية وأكد أنه في السنوات الأخيرة، باتت الكلية تتجه إلى تشجيع البحث العلمي والابتكار، لأن ذلك من شأنه خلق جو علمي يساعد على إجراء البحوث، ونشرها في مجالات عالمية، كما يساعد هذا الاتجاه على تمكين الطاقم الدراسي، للتفكير في حلول لمشكلات المجتمع الطبية، وتحويل هذه الطاقات إلى ابتكارات علمية، تجد طريقها إلى الحياة العملية، من أجل معرفة تضاف إلى المعرفة الحالية، وتحسين عملية تشخيص الأمراض، أو الوقاية منها، كما تعمل على إيجاد أدوية خاصة لأمراض مجتمعنا. وعملت الكلية بدعم من صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس الجامعة، ومن مدير الجامعة على دعم المشاريع البحثية بكل ما في وسع الجامعة، وأدى ذلك إلى قيام مجموعات بحثية واستقطاب علماء متميزين من داخل الدولة وخارجها، وكان ذلك متزامناً مع فتح برنامج الدراسات العليا في الطب الجزيئي (ماجستير ودكتوراه)، ويجري العمل على بدء برامج الماجستير في السكري وأمراض الروماتيزم والطب العائلي. وتم التركيز على بحوث أمراض السكري والسرطانات، وأمراض الرئة والحساسية، حيث تعتبر هذه الأمراض مزمنة، وتنتشر في جميع الإمارات بشكل ملحوظ، وقد قدّمت هذه البحوث في مؤتمرات عالمية ونُشر قسم منها، وتنظر الكلية إلى هذا الأمر بشكل جدّي وتُجري البحوث في مركز البحوث الطبية الذي يعمل بالتعاون مع كلية الطب. التدريب السريري أما في ما يخص التدريب السريري لطلاب كلية الطب، فأوضح الدكتور قتيبة أن ذلك يبدأ في مراحل متقدمة من الدراسة، مقارنة ببقية الكليات، حيث يعتمد برنامج الدراسة على تدريس الخبرات السريرية منذ المرحلة الأولى من الدراسة في مختبرات ومراكز التدريب السريري في الكلية، وينتقل الطلاب في المرحلتين ما قبل الأخيرة، والأخيرة إلى التدريب في المستشفيات المتعاقدة مع الكلية، وتضم هذه المستشفيات مستشفيات تابعة لوزارة الصحة في الشارقة ودبي، وهيئة شؤون الرئاسة في عجمان، وأم القيوين، كما يتدرب عدد من الأطباء في مستشفى الجامعة، وتشير الإحصاءات والتقارير الأولية إلى كفاءة خريجي جامعة الشارقة في المستشفيات المحلية والعالمية. ولدفع عملية التعليم والتدريب والبحوث استخدمت مراكز ومختبرات جديدة، بما في ذلك مختبرات التشريح، الأمراض، النسائية والتوليد، وعلم وظائف الأعضاء.كما أنه أدخل نظام الامتحانات غير الورقية في كلية الطب، وتم تحديث قاعات خاصة بهذه الامتحانات، حيث ستعرض الأسئلة ضمن منظومة خاصة عن طريق الشبكة العنكبوتية، وتُصلّح تلقائياً لإزالة إمكانية الخطأ في العامل البشري، ولتتوافق مع المعايير العلمية في الامتحانات والتقييم لطلاب كلية الطب. وحدة طبية متنقلة وكانت الجامعة حريصة على التواصل مع المجتمع في الإمارات عامة، وفي الشارقة بشكل خاص، ولغرض تفعيل هذه الرؤية قامت كلية الطب بالتعاقد مع شركة أمريكية لبناء وحدة طبية متنقلة تحتوي على عيادتين، ومختبر، وصيدلية، ووحدة تصوير شعاعية، ضمن حافلة كبيرة، سوف تتنقل في الإمارة خلال أسابيع وتخدم المواطنين في المناطق البعيدة، وتخدم فئات المسنين والمعاقين في مناطق سكنهم، أو إقامتهم، وسوف يبدأ العمل فيها خلال الشهر الحالي، أو الشهر القادم. متحف الباثولوجي أكد الأستاذ الدكتور قتيبة حميد أن علم الأمراض من العلوم الرئيسية في تدريس الطلاب، وهو أساس بقية العلوم السريرية، ولغرض تدريب الطلاب بشكل صحيح وإعطائهم فرصة لرؤية عينات حقيقية من أعضاء الجسم المصابة بأمراض معينة، خاصة أمراض السرطانات، وإتاحة الفرصة للطلاب لفحص العينات بإمعان. ولغرض إنشاء هذا المتحف، تعاونت الكلية مع مستشفى البراحة التابع لوزارة الصحة، والتي وافقت على إهداء العينات المرضية التي بحوزتها إلى الكلية، وإلى متحف الباثولوجي، والكلية الآن بصدد تطويره، بإضافة عينات أكثر، وتوفير مجاهر حديثة، لغرض فحص شرائح من هذه العينات.متحف التشريح أكد عميد كلية الطب في جامعة الشارقة أنه يوجد لدى كلية الطب مختبر تشريح متكامل، أنشئ منذ بداية العمل في الكلية قبل عشر سنوات، وحان الوقت لتحويله إلى متحف حديث، وقامت الكلية بتوفير إمكانية التشريح الافتراضي بمساعدة أجهزة الكمبيوتر ومركز محاكاة، كما قامت باستيراد جثث مشرحة بشكل دقيق، ومحنّطة، وملوّنة من شركات ألمانية، وسوف تصل قريباً وستكون قاعدة لإنشاء متحف متطور ليتماشى مع المتاحف العالمية.
مشاركة :