طغت مشاعر الفخر والاعتزاز بالتضحية البطولية، والفداء بالروح من أجل الوطن ونيل مرتبة الشهادة، على ذوي الشهيد خالد البلوشي وجموع المشيعين من المسؤولين وأبناء القبائل وكبار ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة والمواطنين والمقيمين، خلال مواراة جثمان الشهيد الثرى ظهر أمس في مقبرة القصيص، عقب الصلاة عليه في مسجد الخلفاء الراشدين في منطقة الورقاء، حيث كان جثمان الشهيد وصل إلى المسجد قبيل الظهر على متن مروحية عسكرية. والشهيد خالد البلوشي، هو صديق عمر الشهيد نادر مبارك سليمان، الذي استشهد قبل بضعة أيام في اليمن، وابن خالته، ورفيق دربه في كل مراحل حياته، التي لم يفترقان فيها إلا وقت شهادتيهما. وبعد إتمام عملية دفن الجثمان الطاهر، تقبل والد وأبناء وأشقاء وأقارب الشهيد خالد البلوشي، التعازي من جموع المشيعين، الذين أعربوا عن خالص مواساتهم لهم، سائلين الله عز وجل، أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد فقيد الوطن بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته. ألم وفخر وبالرغم من غياب الشهيد خالد بجسده، إلا أن سيرته العطرة، ومآثره الطيبة، وذكرياته مع أسرته وأصدقائه وجيرانه باقية وحاضرة في أذهانهم، إذ يُشهد له بدماثة الخلق، والالتزام بالمبادرات، والمعاملة الطيبة، وحسن الجيرة، وحب الناس والإخلاص لهم في المعاملات. وفي الوقت الذي عبر فيه عدد من أصدقاء الشهيد، عن حزنهم برحيله وفقدانه، إلا أنهم أعربوا عن اعتزازهم بالعمل البطولي الذي قام به الشهيد، إلى جانب إخوانه الذين لبوا نداء الوطن، ووهبوا أنفسهم نصرة لأشقائهم في اليمن، مؤكدين أن جميع أبناء الوطن يتشرفون بالانضمام إلى قواتنا المسلحة المشاركة في عملية «إعادة الأمل في اليمن»، والذود عن تراب الوطن. فخر وقال كاظم علي: «فخور باستشهاد صديقي خالد في ميادين العز والكرامة والشرف والدفاع عن حقوق وأمن واستقرار الأشقاء في اليمن، ونال الشهادة دفاعاً عن الوطن، الذي يستحق منا جميعاً التضحية بكل غالٍ ونفيس، من أجل أن يبقى آمناً مستقراً ومزدهراً». وأضاف: «لا شك أن فقدان الأصدقاء والأحباب مؤلم، لكن عزاءنا أن الشهيد خالد قضى نحبه وهو مرابط في أرض المعركة، ووهب روحه، وتخلى عن كل ما يملك، من أجل الله أولاً، ثم تلبية لواجبه الديني والوطني، وأحمد الله أن علاقتي مع الفقيد نشأت في المسجد، وتطورت هذه العلاقة، لأني وجدت فيها إنساناً ذا خلق، وجديراً بالصحبة والصداقة، وأسال الله أن يرحمه ويتقبله مع الشهداء، وحسن أولئك رفيقاً». مكرمة أما علي أحمد إبراهيم أحد أبناء القوات المسلحة، وصديق الشهيد، فبدا متأثراً لوداعه صديقه ورفيق دربه، مؤكداً في الوقت عينه، أن الشهادة مكرمة عظيمة، وشرف كبير، لمن يختاره الله لها، وكذلك لأهله وأصدقائه وأبناء وطنه. وعبر علي إبراهيم عن بالغ مواساته إلى أسرة وأبناء الفقيد، داعياً الله العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يحسن عزاءهم ويتقبل فقيدهم. جنود للوطن من جانبه، قال سعيد محمد جميل: أشعر بالفخر لاستشهاد خالد، كونه استشهد وهو يدافع مع زملائه من أبناء القوات المسلحة من أجل حياة أناس آخرين، حرموا الأمن والاستقرار والعيش بكرامة وحرية، ونحن جميعاً أصدقاء الفقيد وأبناء الوطن، كلنا جنود من أجل الشهادة، والتشرف بالدفاع عن الوطن وعن الأشقاء في اليمن، والانضمام إلى قائمة الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا عالياً، وكتبوا تاريخاً مشرفاً لدولتنا الغالية». يذكر أن الشهيد خالد البلوشي، يبلغ من العمر 36 عاماً، والتحق بالعمل في القوات المسلحة قبل 21 عاماً، وهو متزوج وله 5 أبناء، أكبرهم ابنته موزة التي تبلغ من العمر 18 عاماً، يليها أربعة من الذكور، وهم منصور وطارق وجاسم وناصر.
مشاركة :