كتب: عمار عوض تقدم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» غداً الاثنين خطتها الكاملة لدحر تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية في العالم، التي بدأت تتكشف ملامحها العريضة في تصريحات للجنرالات الكبار في الجيش الأمريكي إلى جانب تسريبات نقلتها الصحف الأمريكية. وبات واضحاً أن الخطة تنص على دخول جنود أمريكيين إلى أرض المعركة، وهو التغير الأبرز، إلى جانب التنسيق مع روسيا وتركيا، في وقت تراوحت فيه التقديرات ما بين زيادة تسليح القوات السورية الكردية، للمشاركة في معركة الرقة، مع تقديم ضمانات لتركيا بعدم تقديم أسلحة خفيفة يمكن أن تتسرب بعيداً عن ميدان المعركة، كما تشمل الخطة بعداً سياسياً للوضع في سوريا، إلى جانب أن تكون الخطة الشاملة أبعد من سوريا والعراق، لتشمل كل بؤر الإرهاب في العالم. وقال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، «إن خطة البنتاغون لهزيمة «داعش» سوف ننظر إلى ما بعد العراق وسوريا، لتشمل تهديد الذين يؤججون الصراع حول العالم»، وإن الخطة الأولية ستكون أوسع بكثير في نطاقها، مما كان يعتقد في البداية، وربما حذفت في البداية تفاصيل أكثر تكتيكية، مثل طلبات إرسال قوات محددة. وقال دانفورد: «هي ليست حول سوريا والعراق وحدهما، لكنها تشمل التعديد العابر لمناطق العالم، وعندما نذهب للرئيس مع الخيارات، فإنها ستكون في سياق التهديد عبر المنطقة».وأوضح «خطتنا، لتكون ناجحة، يجب في المقام الأول أن تقطع النسيج الضام بين المجموعات الإقليمية التي تشكل الآن تهديداً عبر المنطقة، كما ستتناول أيضاً موارد داعش»، مشيراً إلى أن استعراض الخطة سيشمل وزارة الخزانة والخارجية والمخابرات. وقال إن الخطة التي يقودها البنتاغون أيضاً «ستنظر في الخيارات المتاحة لزيادة الضغط على شبكة «القاعدة» وربما «جماعة حقاني» في باكستان، التي تتماشى مع طالبان».وقال دانفورد: «أي شيء نقوم به على الأرض في سوريا، يجب أن يكون في سياق أهداف سياسية، وإلا لن ننجح» قبل أن يضيف «نحن بحاجة إلى التفكير في كيف ستكون الحقائق على أرض الواقع، عنوان العملية السياسية في جنيف». وقالت صحيفة «لوس انجليس تايمز» إن المقترحات تشمل إرسال المزيد من القوات الأمريكية الخاصة إلى سوريا والعراق بالقرب من الخطوط الأمامية، وإعطاء سلطة أكبر إلى القادة الميدانيين، بخصوص قواعد الاشتباك مع اقتراح بزيادة كبيرة في الأسلحة للمقاتلين الأكراد في سوريا، ومضاعفة الضربات الجوية ضد الجماعات الإرهابية.وكان جوزيف فوتيل، قائد القيادة الوسطى للجيش الأمريكي، المشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، أكد أن الولايات المتحدة «يمكن أن تحتاج إلى المزيد من القوات في سوريا في نهاية المطاف للإسراع في الحملة». وقال «يمكن أن نأخذ عبئاً كبيراً على أنفسنا وهذا خيار مطروح»، لكنه أشار إلى أنه لن يوصي بانتشار أمريكي واسع في المنطقة. كما ألمح أيضاً إلى أنه «قد نضطر في مرحلة معينة من الحرب في الرقة إلى أن نعتمد على قواتنا بدل الاعتماد على قوة الشركاء».بينما قال أحد المسؤولين العاملين مباشرة في التخطيط ل «واشنطن تايمز»: «إن المقترحات لن تبدأ من الصفر، وستحتاج لضوء أخضر بشكل كبير حول الجوانب المثيرة للجدل من استراتيجية إدارة أوباما حول نقل أكثر وأثقل الأسلحة إلى القوات الكردية دون خدش الناتو حليف تركيا». وخصصت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً بشأن الجدل حول مشاركة «قوات سوريا الديمقراطية» بمكونيها العربي والكردي، وهي النقطة التي تعارضها تركيا بقوة بادعاء أن هذه القوات مرتبطة ب«حزب العمال الكردستاني»، وقال ضباط أمريكيون يشرفون على التدريب: إن هناك حاجة ملحة لعدد أكبر من المجندين للهجوم على الرقة، وتسليح ثقيل لكي يواجه المجندون، تنظيم «داعش» المسلح بالدبابات السورية المسروقة والصواريخ المضادة للدبابات والسيارات المفخخة.ويقول مسؤولون عسكريون قد تكون هناك وسيلة لتهدئة المخاوف التركية، إذ ستشمل الخطة النظر في إنشاء منطقة حظر للطيران.
مشاركة :