تشير نتائج دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة تافت في بوسطن و نشرت بـ«المجلة الأمريكية للتغذية السريرية»، إلى أن تناول الحبوب الكاملة يقوي جهاز المناعة بالجسم كما أنه يحسن من صحة الأمعاء.هدفت الدراسة إلى المقارنة بين تناول الحبوب الكاملة والحبوب المكررة فيما يتعلق بالقيمة الغذائية والفوائد الصحية لأن الحبوب المكررة هي الحبوب التي كانت كاملة ثم كررت ونقحت للتخلص من بعض مكوناتها، فالحبوب الكاملة- مثال لها القمح، والشوفان،والجاودار، والشعير، والأرز البني، والكينوا- تتكون من 3 مكونات وهي النخالة والجنين والسويداء، وعندما يتم تكريرها وتنقيتها فإن ذلك يخلصها من مكونين وهما النخالة والسويداء وتصبح طحيناً أبيض أو أرزاً أبيض؛ ووفقاً لما صدر عن الجمعية الأمريكية لأمراض القلب فإن الحبوب الكاملة تحسن معدلات الكوليسترول، وتقلل البدانة، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني؛ لذلك فهي تعتبر جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي. أخضع الباحثون 81 شخصاً للدراسة جميعهم يعتمدون على النظام الغذائي الغربي والذي يقوم على الحبوب المكررة، وذلك على مدى أسبوعين بعدها تحول 41 شخصاً إلى نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة فيما استمر البقية على النظام الغذائي ذي الحبوب المكررة ولكن جميعهم يتناولون ذات الكمية من السعرات الحرارية والدهون والخضراوات والفواكه والبروتينات، ما يعني أن الفرق بينهم فقط في نوع الحبوب؛ ثم قام الباحثون بتحليل ميكروبات الأمعاء عن طريق فحص البراز، وتقييم الاستجابة المناعية عن طريق فحص الدم؛ ووجد أن مجموعة من تناولوا النظام الغذائي الغني بالحبوب الكاملة(مجموعة الحبوب الكاملة) لديهم ارتفاعاً في أحد أنواع البكتيريا المعروف عنها أنها تنتج أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة وهي أحماض دهنية مهمة لصحة جهاز المناعة وينبه الباحثون إلى أن المشاركين امتنعوا عن تناول العلاجات المضادة للالتهابات لمن كانوا يستخدمونها وذلك قبل 72 ساعة من أخذ العينات، ومن ناحية أخرى وجد أن مجموعة الحبوب الكاملة لديهم تراجعاً في أعداد البكتيريا المهيجة للالتهابات ويعيد الباحثون السبب إلى التركيز العالي للخلات بعينات البراز من تلك المجموعة، وأظهر فحص عينات الدم أن مجموعة الحبوب الكاملة لديهم ارتفاع بـ«الخلايا التائية الذاكرة» وهي أحد أنواع خلايا الدم البيضاء التي تقضي على الالتهابات.