أكدت السلطات اليمنية أمس مقتل عدد من مسلحي تنظيم «القاعدة»، بينهم قياديون وعناصر أجانب، في ضربة جوية قالت إنها استهدفت معسكرات تدريب للتنظيم في منطقة جبلية تقع بين محافظتي أبين وشبوة (جنوب). وقدرت مصادر محلية في أبين «سقوط أكثر من 30 قتيلاً» وجريحاً جراء هذه الغارة التي تعد الـ 16 منذ مطلع السنة الحالية، بينما اعتبرتها مصادر أمنية «واحدة من أقوى الضربات التي يتلقاها التنظيم أخيراً» محذرةً في ذات الوقت من «ردود الفعل» التي قالت إنها تخشى أن تكون «أكثر عنفاً ووحشية». وفيما تضاربت الأنباء حول عدد قتلى الغارة، التي يعتقد أنها نفذت بواسطة طائرة أميركية من دون طيار، قدرت مصادر محلية سقوط أكثر من 30 شخصاً بين قتيل وجريح. وتردد لاحقاً ان الغارة نفذتها طائرة حربية من طراز «ميغ» تابعة لسلاح الجو اليمني. وجاءت الضربة غداة غارة مماثلة استهدفت سيارة كانت تقل 11 مسلحاً في منطقة قبلية في محافظة البيضاء (جنوب صنعاء) ما أدى إلى تدميرها وقتل المسلحين، إضافة إلى سقوط ثلاثة مدنيين وأربعة جرحى كانوا على متن سيارة أخرى في الجوار. وقال مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية اليمنية العليا أمس إن الضربة الجوية «استهدفت معسكرات للتدريب تابعة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة في المناطق الجبلية بين المحفد بمحافظة أبين وعزان بمحافظة شبوة»، مشيراً إلى أنها جاءت بعدما «تلقت الأجهزة الأمنية معلومات استخباراتية مؤكدة بوجود العناصر الإرهابية التي كانت تخطط لاستهداف منشآت حيوية مدنية وعسكرية»، مشيراً الى «مصرع عدد منهم»، والى ان بين القتلى «عناصر من جنسيات أجنبية مختلفة وقياديين خطرين في التنظيم» من دون أن يورد تفاصيل عن هويتهم. وفي السياق نفسه قال سكان محليون في محافظة أبين لـ «الحياة» إنهم شاهدوا مسلحين يتوافدون ليل السبت باتجاه المناطق الجبلية في منطقة المحفد يعتقد أنهم من عناصر التنظيم الذين استهدفتهم الغارة أمس، مؤكدين سماعهم «دوي انفجارات شديدة» ربما كانت جراء الهجوم الذي شنته على الأرجح طائرة أميركية من دون طيار على مواقع المسلحين. ويخوض تنظيم «القاعدة» حرباً مفتوحة مع السلطات اليمنية، وينشط بدرجة رئيسة في جنوب وشرق البلاد، ويعتمد على شن هجمات مباغتة فائقة التنسيق على مواقع الجيش والأمن، وتمكن في شباط (فبراير) الماضي من مهاجمة السجن المركزي في صنعاء وإطلاق 29 سجيناً غالبيتهم من أتباعه. وظهر أخيراً زعيمه ناصر الوحيشي بمعية مئات المسلحين في تسجيل تم تصويره أثناء احتفال للتنظيم أقامه لاستقبال السجناء الفارين من صنعاء، متوعداً باستهداف واشنطن ومصالحها. وفي حين اعتبرت القائمة بأعمال المتحدث الرسمي في وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف هذا التسجيل «غير عادي» علقت بالقول «هناك عدد من النقاط المثيرة للاهتمام أبرزها أن الوحيشي ليس فقط زعيماً لتنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب بل أصبح الآن الرجل الثاني في هيكل تنظيم «القاعدة» العالمي أو القيادة المركزية للتنظيم». اليمن
مشاركة :