تونس - أقال رئيس الوزراء التونسي السبت وزير الوظيفة العمومية وهو نقابي سابق بعد يوم من تلويحه بالاستقالة بسبب اختلاف في الرؤى مما قد يمهد لصدام مع اتحاد الشغل ذي التأثير القوي بخصوص الإصلاحات الاقتصادية المتوقعة في البلاد. وقال بيان مقتضب لرئاسة الحكومة إن رئيس الحكومة يوسف الشاهد "قرر إجراء تعديل وزاري تم بمقتضاه تعيين أحمد عظوم وزيرا للشؤون الدينية وخليل الغرياني وزيرا للوظيفة العمومية والحوكمة وعبد اللطيف حمام كاتب (وزير) دولة للتجارة." ولوح عبيد البريكي الجمعة بالاستقالة من منصبه. لكن رئيس الوزراء استبق الاستقالة بقرار الإقالة ضمن تعديل وزراي صغير السبت دون أن يعلن الأسباب. وفي تعليق على إقالته قال البريكي لوكالة تونس أفريقيا للأنباء الرسمية "حاولت أن أبحث عن توافقات من أجل مصلحة البلاد. ودخلت في خلافات مع نقابيين ومجموعات سياسية صديقة. وكنت أظن دائما أن الحل لا يمكن أن يكون على حساب الأجراء (العمال)." وقالت مصادر إن الخلاف بين البريكي ورئيس الوزراء يخص برامج إصلاحات اقتصادية في الوظيفة العمومية تعتزم الحكومة اتخاذها تحت ضغط المقرضين الدوليين. وخليل الغرياني وزير الوظيفة العمومية الجديد هو قيادي في اتحاد الصناعة والتجارة الذي يعنى برجال الأعمال في القطاع الخاص. وتعيين قيادي باتحاد الصناعة هو رسالة فيما يبدو من الشاهد بشأن المضي قدما في برامج الإصلاحات في القطاع العام. ولم يصدر تعليق فوري من اتحاد الشغل. لكن مصادر قالت إن قرار إقالة البريكي قد يزيد التوتر بين الحكومة والاتحاد بخصوص الإصلاحات المتوقعة. من جهة ثانية، سيخلف أحمد عظوم في وزارة الشؤون الدينية عبد الجليل بن سالم الذي أقالته الحكومة في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 بسبب "عدم احترامه لضوابط العمل الحكومي وتصريحاته التي مست بمبادئ وثوابت الدبلوماسية التونسية" وفق بيان حكومي صدر يومها. وجاءت الاقالة غداة اعلان بن سالم أمام إحدى لجان البرلمان أن المدرسة الوهابية هي سبب "التكفير" و"الإرهاب" في العالم الاسلامي اليوم. وإثر إقالة بن سالم، كلف رئيس الحكومة وزير العدل غازي الجريبي الاشراف مؤقتا على وزارة الشؤون الدينية. ووزير الشؤون الدينية الجديد أحمد عظوم قاض، سبق ان تولى مسؤوليات حكومية أهمها وزارة أملاك الدولة. أما عبد اللطيف حمام فسيخلف في كتابة الدولة للتجارة فيصل الحفيان. وكان حمام مديرا عاما لـ"الديوان الوطني التونسي للسياحة". واعلنت الحكومة في بيان ثان ان الشاهد عين فيصل الحفيان "مستشارا لدى رئيس الحكومة". وليس لأحمد عظوم وعبد اللطيف حمام انتماءات سياسية معلنة في حين ينتمي فيصل الحفيان الى حزب نداء تونس الذي يقود الحكومة. ومؤخرا، تحدثت وسائل اعلام محلية عن وجود خلافات بين الحفيان ووزير الصناعة والتجارة زياد العذاري المنتمي الى حركة النهضة الاسلامية (صاحبة اغلبية مقاعد البرلمان). وخلفت حكومة الوحدة الوطنية حكومة الحبيب الصيد المنبثقة من الانتخابات التشريعية للعام 2014 التي فاز بها نداء تونس. وفي 30 تموز/يوليو 2016، سحب البرلمان الثقة من حكومة الصيد إثر انتقادات كبيرة بعدم الفاعلية في انعاش الاقتصاد ومكافحة الفساد. وتضم حكومة يوسف الشاهد 26 وزيرا بينهم ست نساء، و14 وزير دولة بينهم امرأتان. ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مطلع 2011، تعاقبت على تونس ثماني حكومات وسبعة رؤساء وزراء.
مشاركة :