قدّم القيادي داخل حركة النهضة التونسية، لطفي زيتون، تصريحات مثيرة للجدل، بعدما تحدث عن أن استهلاك المخدرات الخفيفة، والمثلية الجنسية، يدخلان في إطار الحرية الفردية، وأنه لأجل الوصول إلى مجتمع منفتح وديمقراطي، يجب توفر شيئين أساسيين: رخاء اقتصادي وحريات فردية، مستدركا القول بأنه لا يتحدث عن المخدرات الصلبة التي تعد جريمة. وقال زيتون في حوار مطول مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، إنه يعارض القانون 52 الذي يجرم استهلاك الحشيش، متحدثًا عن أن الحريات الفردية غير متجذرة في المجتمع التونسي، مشيرًا إلى أنه تفهم انطلاقا من تجربة العيش بلندن أن الفضاء الخاص مقدس، بل هو أكثر الأمور المقدسة، مردفًا أن الانتقال الديمقراطي في تونس لن ينجح إذا لم يقع احترام هذه الحريات. وتابع زيتون أن 77 بالمئة من الشباب التونسيين يدخنون الزطلة (الحشيش)، وأن مواجهة هذه الظاهرة لا يجب أن تتم بالعقاب، بل بالتربية، متحدثًا عن أن وجهة نظره اجتماعية وليست دينية، بما أن الإسلام، وفق قوله، يحرّم كل المواد التي تؤدي إلى ضياع التحكم بالعقل. وقال زيتون إن الزطلة هي مخدرات الفقراء نظرا لرخص ثمنها، وأن 80 في المئة من المراهقين، حسب الإحصائيات، يرغبون بتدخينها، نظرا لكونها ممنوعة، تماما كما كان الشباب التونسيون يقبلون خلال السبعينيات والثمانينيات على التدخين لكونه ممنوع اجتماعيا. وفيما يخصّ المثلية الجنسية التي يجرمها كذلك القانون التونسي، أكد زيتون أنه ضد هذا التجريم، وأن المثلية هي أخرى تدخل في إطار الفضاء الخاص، لافتا إلى أنه كذلك ضد الفحوصات التي تنتهك حرمة الجسد ضد رغبة صاحبه، في إشارة إلى فحص الشرج الذي يقوم طبيب بطلب من النيابة للتأكد من مثلية المتهم. وأوضح زيتون أن التحدي يكمن في أن الشباب التونسيين، في الأحياء الشعبية، يقضون وقتهم تحت الجدران لتفادي الشرطة، فـéفي هذه الأحياء لا وجود لخزانات كتب، ولا لمسابح، وحتى العلب الليلية لا يمكن لمن لا يملكون النقود، كما أن مئات آلاف شباب هذه الأحياء، يعودون إلى منازلهم في المساء، بما أنهم لا يملكون شيئا لفعله، فضلا عن عدم اهتمام التلفزيون بقضاياهم، وفي النهاية، يتم وضعهم في السجن"، يقول زيتون.
مشاركة :