خرج آلاف المتظاهرين الأحد في روسيا إحياء لذكرى اغتيال المعارض بوريس نيمتسوف بعد عامين على وفاته. ورغم أن السلطات سمحت بخروج المظاهرة إلا أنها لم تسمح بإقامة نصب تذكاري مؤقت في المكان. شارك آلاف الروس الأحد في وسط موسكو في مظاهرة إحياء للذكرى الثانية لاغتيال المعارض بوريس نيمتسوف على مقربة من الكرملين. ونيمتسوف رئيس الوزراء السابق هو الشخصية السياسية المعارضة الأهم في البلاد التي تتعرض للاغتيال منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة عام2000. وقالت المتظاهرة غالينا زولينا "جئنا للتعبير عن تقديرنا لصدق وشجاعة بوريس نيمتسوف"، مضيفة وهي تحمل باقة ورود حمراء "نريد أن نظهر للسلطات أننا لم ننس". ويذكر أن نيمتسوف قتل في السابع والعشرين من شباط/فبراير 2015 بأربع رصاصات من الخلف، فيما كان يعبر جسرا قريبا من الكرملين مع صديقته. وكان يعتبر من ضمن الدائرة الداخلية للكرملين في عهد بوريس يلتسين، قبل أن يصبح أحد أشد أعداء بوتين. وسمحت السلطات بخروج مظاهرة الأحد، إلا أنها لم تسمح بإقامة نصب تذكاري مؤقت في المكان الذي قتل فيه نيمتسوف. وبحسب تقديرات المنظمين، خرج نحو 15 ألف متظاهر رافعين العلم الروسي ولافتات تنتقد تدخل الكرملين في أوكرانيا الأمر الذي كان يعارضه نيمتسوف بشدة حتى آخر يوم من حياته، وسط انتشار كثيف لقوات الشرطة. وخلال التظاهرة، تعرض قيادي معارض لاعتداء وهو رئيس الوزراء الأسبق ميخائيل كاسيانوف الذي يترأس حاليا حزب بارناس المعارض، إذ ألقى عليه مجهول سائلا خلف بقعا خضراء على وجهه. ورغم ذلك سار كاسيانوف في مقدمة المظاهرة بحسب مراسل فرانس برس. وقال ألكسي كوزنتسوف "قد تلفت هذه المسيرة اهتمام السلطات وتؤثر في التحقيق". وفي سان بطرسبورغ ثاني المدن الروسية (شمال غرب) تظاهر نحو 1800 شخص إحياء لذكرى نيمتسوف رافعين لافتات كتب عليها "من هو المخطط؟". وخلال المسيرة، قال إندريه بيفوفاروف رئيس الفرع المحلي لحركة "روسيا المنفتحة" المعارضة التي أسسها المعارض المنفي ميخائيل خودوركوفسكي، "نيمتسوف هو زعيم حقيقي. لو كان حيا لكانت روسيا مختلفة". وقال مشارك آخر في المظاهرة هو أناتولي ليفيتين (45 عاما) "لا يمكن أن نبقى صامتين. يجب أن نفهم السلطات أننا لا نؤيدها وأن عددنا كبير". وتتم محاكمة خمسة رجال من منطقة شمال القوقاز الروسية للاشتباه بارتكابهم الجريمة مقابل حصولهم على مال. ورغم إصرار السلطات على أن القضية تم حلها، فإن عائلة نيمتسوف وأنصاره يؤكدون أن التحقيق لم يصل إلى المدبرين، وأن الهدف من قتل نيمتسوف كان وقف نشاطاته السياسية. واتهم العديد من المقربين من المعارض أوساط الرئيس الشيشاني رمضان قديروف باغتياله. وقال محامي عائلة نيمتسوف، فاديم بروخوروف، إن "التحقيق توقف عند المنفذين إلا أنه لم يتم القيام بأي شيء لمعرفة من أمر بالقتل". فرانس 24/ أ ف ب نشرت في : 26/02/2017
مشاركة :