كوالالمبور - وكالات - استقبلت ماليزيا، أمس، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبالا حافلا في بداية جولة آسيوية له تستغرق شهرا وتشمل أيضا سلطنة بروناي واليابان والصين وجزر المالديف والأردن.وكان رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرزاق، ووزير دفاعه هشام الدين حسين، وعدد من المسؤولين في مقدم مستقبلي الملك سلمان لدى وصوله مطار كوالالمبور الدولي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.وعقب الاستقبال توجه الملك سلمان في موكب رسمي إلى مقر البرلمان الماليزي، حيث كان في استقباله ملك ماليزيا السلطان محمد الخامس.ورحب عبدالرزاق في بيان بالملك سلمان في زيارته الرسمية الأولى لماليزيا بصفته خادما للحرمين الشريفين تلبية لدعوة من ملك ماليزيا، واصفا العلاقات بين ماليزيا والمملكة العربية السعودية بأنها «قوية» مبديا اعتزازه بأن تكون ماليزيا أول دولة يقوم بزيارتها خادم الحرمين الشريفين في منطقة جنوب شرق آسيا منذ توليه مهام منصبه.وذكرت وسائل إعلام رسمية أن «المدفعية أطلقت 21 طلقة في مقر البرلمان تحية للملك سلمان».من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الماليزية في بيان أن زيارة الملك سلمان ستستمر أربعة أيام ويرافقه خلالها عدد من أفراد العائلة المالكة والوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة السعودية الى جانب وفد من رجال الأعمال.وتابعت أن الزيارة تأتي «لتوطيد العلاقات الوثيقة بين ماليزيا والمملكة العربية السعودية وترسيخها في مختلف المجالات الرئيسية بما في ذلك السياسة والاقتصاد والدفاع والتجارة والاستثمار والطاقة والتعليم العالي والسياحة الى جانب الحج والعمرة». وأضافت أن «الزيارة ستسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين وكذلك العلاقات الشخصية بين القادة وتوفر فرصة ممتازة لبحث القضايا الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».وأشارت الى ان «ملك ماليزيا سيجتمع مع خادم الحرمين الشريفين الذي ستقام له مراسم استقبال في البرلمان الماليزي ومأدبة رسمية في القصر الملكي كما سيتم منحه الوسام الرئيسي في الدولة (سيري ماهكوتا نيغارا)».وأضافت أن «خادم الحرمين سيجتمع مع رئيس وزراء ماليزيا في مقره في العاصمة الإدارية بوتراجايا كما سيشهدان توقيع عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتعليم العالي والموارد البشرية والإعلام».وأشار البيان إلى أن «ماليزيا ستمنح خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخرية في فلسفة العلوم السياسية حول الإسلام والوسطية وكذلك جائزة الإنجاز المتميز من الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا كما ستمنحه جامعة ملايا الماليزية الدكتوراه الفخرية في الآداب».يذكر أن هذه أول زيارة للملك سلمان إلى ماليزيا منذ توليه مهام منصبه في العام 2015 وتأتي بعد زيارة قام بها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في العام 2006 في حين كان الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز قام بزيارة رسمية لماليزيا عام 1970.من جهته، وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، زهير الحارثي، زيارة الملك سلمان الآسيوية بأنها «دليل على سعي المملكة إلى تعزيز عمقها الإستراتيجي في شرق آسيا، بما يساهم في تكريس السلم في العالم ويحقق مصلحة المملكة الاقتصادية».واكد لـ«إيلاف»: «السياسة السعودية تنطلق من التحديات الموجودة في المنطقة في ظل الإفرازات السلبية لحوادث المنطقة وللوضع القائم، وأظن أن هذه الزيارة تسعى إلى تعزيز عمق المملكة الإستراتيجي في شرق آسيا، وهذا له دلالاته العميقة انطلاقا من رؤية الملك في ترسيخ هذه العلاقات بما يخدم سياسة المملكة العليا، وبما يساهم في تكريس السلم في العالم وبما يحقق مصلحة المملكة الاقتصادية، فالجانب السياسي مهم جدًا، وتوقيت الزيارة مهم جدًا، وفيه رسائل موجهه إلى الولايات المتحدة والغرب عموما نتيجة للتقاعس الأميركي في الفترة السابقة وفيه رسالة إلى الإدارة الأميركية الجديدة مفادها بأن المملكة ترغب في تعزيز العلاقات مع أميركا، لكنها دولة لديها سيادة وبيدها قرارها وخياراتها وتدعو إلى الاحترام المتبادل بين الدول».
مشاركة :