ما الذي استفادته الدولة من استجواب الرياضة؟

  • 2/27/2017
  • 00:00
  • 43
  • 0
  • 0
news-picture

قال رسول الله (ص) «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»، وعلى هذا الأساس سنحاول في بداية هذا المقال أن نتعرف ولو بصورة محدودة على نية وقصد النواب الذين استجوبوا وزير الإعلام والرياضة والشباب السابق الشيخ سلمان الحمود، ونتج عنه خروجه من الحكومة. من المؤكد أن وراء أي عمل يقوم به الإنسان نية وقصدا، وهما المحرك الرئيسي الذي يحرك الإنسان ويدفعه إلى القيام بأي عمل. ولا شك في أن النية موجودة في القلب لا يعرف حقيقتها إلا الله، فالله هو الذي يعلم المفسد من النيات والمصلح منها. ولكننا في هذا المقال سنحاول أن نفترض فروضا حول الدوافع التي دفعت المستجوبين إلى استجواب الوزير، وقد تكون تلك الفروض صحيحة أو خاطئة. فإذا كان هدف المستجوبين كشف الأخطاء المالية والإدارية التي ارتكبها الوزير أثناء تقلده المنصب، وكذلك ما وصفوه من إهمال وعدم اكتراث في أداء العمل، وتسبب ذلك إلى تعطيل الرياضة والفساد المالي والإداري التي أشاروا إليها أثناء جلسة الاستجواب، والتي لم يستطع الوزير أن يفندها بصورة جيدة.. إذا كان هذا الهدف من الاستجواب، فهم قاموا بعمل شريف من واجبات النائب ومن صلب عمله، فالنائب ممثل للشعب الذي انتخبه، فيجب أن يكون رقيبا على أعمال الحكومة ويحاسبها على الأخطاء والإهمال والفساد المالي والإداري، فقد يؤدي ذلك إلى إصلاح الجهاز الإداري للدولة، الذي يعتقد كثير منا أنه جهاز متخلف ومترد، وإن تخلفه من أهم أسباب تخلف الكويت وتأخرها عن كثير من الدول المجاورة، وإن تخلفه أيضا من أهم أسباب انخفاض جودة الخدمات المهمة التي تقدم للمواطن، خصوصاً التعليمية والصحية والأمن. واعتقد المستجوبون أن سوء اختيار القياديين للمناصب التي يتولونها من أهم أسباب تخلف الجهاز الإداري للدولة، فاختيار الشخص المناسب للمكان المناسب من أهم الإنجازات التي ستساعد على الإصلاح. فعلى الدولة أن تجتهد بقدر المستطاع في اختيار الكفاءات للمناصب القيادية. أما إذا كان هدف المستجوبين، كما وصفهم بعض معارضيهم بأنهم شخصيات مدفوعة من أطراف أخرى تتصارع وتريد تدمير العمل النيابي وتخريبه من الداخل، فهذا أمر خطير. ولقد نفاه المستجوبون نفيا قاطعا، ولا يوجد دليل على إثبات مثل هذه الإدعاءات. أخيرا تجب الإشارة إلى أن هناك الكثير ممن يثنون على شخصية الوزير وسلوكه وحسن خلقه. د. عبدالمحسن حمادةD_hamadah@hotmail.com

مشاركة :