على بُعد 10 كيلو مترات من عاصمة الأحساء الهفوف، تتربع بلدة الحليلة على مسطح من الأرض تكسوه الخضرة بأشجار النخيل وبمزارع عديدة، كانت تمرّ بها مجارٍ مائية أشبه بالأنهر الصغيرة تسمّى (الدغيمي، النعيلي، أبو جمل). عُرف أهلها بالبسالة والجسارة، حيث كانت تقع بعيدة عن مركز المدينة، فكانت مُغرية للصوص وقُطّاع الطرق ليهاجموها قبل العهد السعودي، وهذا ما أكسب أهلها الشجاعة والبسالة. وفي عهد الأمن والأمان الذي تعيشه بلدنا “ولله الحمد والمنة”، كانت هذه البلدة الكبيرة (يقطنها قرابة 50 ألف نسمة)، بساحاتها مرتعًا خصبًا للمواهب الرياضية خُصوصًا في كرة القدم، ليكوّن أبناؤها ناديًا باسم العدالة في عام 1378هـ، تيمنًا بما نالوه من رخاء في العهد الميمون، لكن إطلاق النادي رسميًّا احتاج 26 عامًا ليطلق رسميًّا في عام 1404هـ. نادٍ بلا ملاعب العدالة الذي اشتهر بعدم وجود مقر لمنشأة نموذجية له، بعد تقاعس الشركة المنفذة للمشروع عن إتمامه بعد إقراره، قبل أن يبادر رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، مطلع العام الميلادي الجديد لإعادة العمل في المشروع الذي ينتظر أن يُسلّم بعد عشرة أشهر، عبر لاعبوه أمسية، السبت الماضي، نحو ساحة المجد (دور الثمانية لأغلى البطولات كأس خادم الحرمين الشريفين) منافسين لأقوى أندية المملكة، بعدما قفزوا فوق حاجز ضعف الإمكانيات، ليعلنوا عن أنفسهم منافسين على البطولة. العدالة الفريق الذي اشتهر بلعبه الهجومي، والذي تبلور أكثر منذ قدوم المدرب المصري أحمد ساري، كسب الطائي (صائد الكبار) الذي أقصى الاتحاد من دور الـ32، بالفوز عليه (4 /3) في لقاء مثير تألق فيه أبناء محافظ الأحساء. في عامه الـ33 اشتد عوده وهو يحتفل بعامه الـ33 منذ تسجيله، واصل العدالة القادم من بلدة الحليلة القريبة من الهفوف، البعيدة عن صخب المحافظات الكبيرة، مشواره البطولي في كأس الملك بعدما تجاوز الباطن في الدور الأول، بالفوز عليه (3 /2) بأهداف المهاجم جهاد الزويد والأريتيري أحمد عبده جابر، يحتل المركز الـ12 في دوري الدرجة الأولى، وقدّمت إدارته برئاسة عبدالعزيز المضحي، بالتعاقد مع عددٍ من اللاعبين، منهم جهاد الزويد، وحيدر العامر، والنيجيري مروان محمد أبكور (من المواليد). وفي الموسم الجاري جلبت البرازيلي راين جونز أينسيزيو، وأحمد عبدالله المحيفيظ من النهضة، ومحمد إبراهيم الخميس من الجيل، استطاعت تكوين فريق قوي قادر على تحقيق أماني محبي الفريق صاحب الألوان الثلاثة (الأبيض والأزرق والأحمر)، وبقيادة مجلس إدارة النادي الذي يرأسه المهندس عبدالعزيز المضحي، وكافة الشرفيين الداعمين وجماهير الأحساء العريق. يُلاقي الفيصلي وسيحل فريق العدالة، ضيفًا على فريق الفيصلي، يوم الجمعة 3 من شهر رجب المقبل في لقاء مهم ضمن الدور ربع النهائي بكأس خادم الحرمين الشريفين على استاد مدينة الملك سلمان بن عبدالعزيز الرياضية بمحافظة المجمعة في تمام الساعة (6.55م).
مشاركة :