استنفرت القاهرة وأجهزتها الرسمية لتطويق تبعات استهداف الأقباط شمال سيناء من جانب مسلحي «داعش» وما تبعه من عملية نزوح لهم، على العلاقة الطائفية من جهة وعلى علاقتهم بالدولة من جهة أخرى، فأكد وزير الداخلية المصري مجدي عبدالغفار أن «الإرهاب يستهدف الجميع»، داعياً إلى عدم منحه الفرصة لشق الصف، فيما توافد الوزراء المصريون على محافظة الإسماعيلية التي انتقل إليها أقباط مدينة العريش (شمال سيناء)، وطغت الأحداث على اجتماعات داخل البرلمان. وبينما تواصل أمس انتقال الأسر القبطية من العريش إلى محافظة الإسماعيلية المتاخمة لشبة جزيرة سيناء، عقد وزير الداخلية اجتماعاً مع كبار مساعديه أكد فيه أن الأجهزة الأمنية «حققت نجاحات ملحوظة في تقويض قوى الإرهاب وعناصره شمال سيناء، وستظل صامدة تضطلع بدورها بكل إصرار لاقتلاع جذور الإرهاب في ربوع شمال سيناء، على رغم ما تقدمه من تضحيات». وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية «لم تطلب من أي من المواطنين المقيمين شمال سيناء منذ بدء الأحداث مغادرة منزله والتوجه إلى محافظات أخرى»، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية والجيش تضطلع بدورها في مكافحة الإرهاب وفلوله، وتوفير الأمن لجموع المواطنين في المحافظة ومنازلهم. ولفت إلى أن الإرهاب «يستهدف الجميع»، داعياً إلى «مراعاة عدم منحه الفرصة للتجاوب مع مستهدفاته المشبوهة لشق الصف، إذ إن مؤامراته لن تنجح بفضل الوعي الوطني المستنير لجموع المواطنين، بالإضافة إلى التصدي الفاعل والحاسم من جانب قوات إنفاذ القانون». بالتزامن، أكد محافظ شمال سيناء عبدالفتاح حرحور «تقديم كل التسهيلات للأقباط الذين غادروا العريش للإقامة في مدن أخرى»، مؤكداً التنسيق مع محافظ الإسماعيلية والأجهزة المعنية للتيسير على الأقباط الذين انتقلوا إلى الإسماعيلية موقتاً بسبب الظروف الأمنية، وأكد أنه «لن يضار أحد من الأقباط على خلفية انتقالهم». في غضون ذلك، قال الناطق باسم الجيش إن القوات دمرت نفقاً رئيساً جنوب رفح (شمال سيناء)، موضحاً في بيان أن قوات إنفاذ القانون شمال سيناء دمرت «جسم نفق رئيس بعمق 20 متراً ومتفرع منه 3 أنفاق فرعية بعمق النفق الرئيس». وأضاف أن القوات عثرت بداخل الأنفاق على «3 غرف تحكم، و3 لوحات كهرباء لتغذية الأنفاق، وكابلات اتصال متصلة بسماعات لتكبير الصوت، وكابلات كهرباء ممتدة بطول النفق، وماسورة أكسجين». وشدد على أن القوات تواصل «جهودها لاكتشاف باقي الأنفاق على الشريط الحدودي وتدميرها لمنع العناصر التكفيرية والإجرامية من استخدامها في أعمال التهريب والتسلل». من جانبها، ذكرت مصادر طبية أن مسلحين مجهولين قتلوا رجلاً (40 سنة) من مدينة رفح عقب خطفه من المدينة قبل يومين، وتم العثور أمس على جثته مقتولاً بطلق ناري في الرأس. وذكرت المصادر أن مدنياً آخر (31 سنة) من مدينة رفح أصيب بجروح تهتكية بالرأس إثر سقوط قذيفة لم يحدد مصدرها أعلى البناية التي يقيم بها.
مشاركة :