ضمن فعاليات الحملة القيمية «فينا خير»، نظمت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» ممثلة في مركز شباب المجتمع صباح أمس دورة تدريبية في مهارات غرس القيم التربوية في نفوس الطلاب، شارك فيها مشرفون تربويون من المدارس المشاركة في الحملة هذا العام، والبالغ عددها 30 مدرسة من المرحلتين الإعدادية والثانوية.حاضر في الدورة التي عقدت بفندق الشعلة بإسباير زون الأستاذ الدكتور حمود القشعان، عميد كلية العلوم الاجتماعية جامعة الكويت واستشاري العلاج الأسري والمراهقة، الذي تناول الأسس التي يتم بناء عليها إكساب المشرفين على حملة «فينا خير» مهارات غرس القيم في نفوس الطلاب، وجعلها جزءا لا يتجزأ من سلوكهم اليومي. وفي تصريح له حول الدورة، قال الدكتور حمود القشعان: إن هذه الدورة تهدف للإجابة عن سؤال مهم، وهو: كيف نغرس القيم في نفوس الطلاب؟ مشيراً إلى أنها بنيت على ثلاثة أقسام: القسم الأول: يجب أن نعلم أن هذه المبادرات هي لإنجاز المهمة، وليس لإبراء الذمة، بمعنى أن المبادرة لا تعني أننا نركز على الجائزة وتحقيق الربح للطالب من وراء مشاركته فيها، ولكن نريد أن نغرس هذه القيم في المدارس، ولا بد أن يكون لدى المبادرة تفريعات أخرى. القسم الثاني: ضع المبادرة على ورقة وقدمها لدى المسؤول صاحب القرار، وإلا فكلمة «يا ليت لن تبني بيت»، فالكثير من المبادرات بدأت صغيرة لكن عندما تم تحشيد الهمم وإشراك أكبر قطاع أصبحت هي مشروع دولة. القسم الثالث: يجب أن تكون المبادرات لتعزيز السلوك الإيجابي، وليس للتحذير فقط من السلوكيات السلبية، فمن الخطأ الحديث عن المخدرات والعنف فقط، وكأن أبناءنا مدمنون ومدخنون وعنيفون، إنما نريد أن نغرس القيم، وأن يكون شعار المربين: {إن الحسنات يذهبن السيئات}. وأوضح د.القشعان أن الدورة شهدت تفاعلا كبيرا من المشرفين المشاركين، واستعرضت مشروعات وحالات عملية تم تعزيزها عن طريق الأهداف الذكية وهي خمس خطوات يتسم بها أي مشروع من كونه: دقيقا ومحددا ومرسوما، قابلا للقياس والتقييم والتمحيص، وقابلا للتطبيق حسب البيئة بما يناسب الواقع الاجتماعي والسياسي، ويكون هدفا يعزز السلوك الإيجابي، والتوقيت المناسب فما يصلح للصيف لا يصلح للشتاء، وما يصلح للصغار، قد لا يصلح للكبار وهكذا، فكل فكرة يجب ألا تحجم، ولندع الشباب يطرحون مقترحاتهم ولتكن أنت المرجع لهم. وقد عبَّر عدد من المشرفين المشاركين في الدورة عن مدى الاستفادة منها في تنفيذ مبادرات الحملة، وقال الأستاذ محمد مصطفى محمد من مدرسة الأحنف بن قيس: أنا أرى أنها مبادرة رائعة من مؤسسة «راف» ومختلفة في الطرح، وسوف يكون لها مردود قوي عند الطلاب، فمثل هذه الورشة غيرت وجهة نظري في طريقة التفكير والتعامل مع الطلاب، وأضافوا لي الكثير، فنحن نفكر في مبادرات تخدم العمل التربوي. وأضاف: أن الهدف الأساسي من الحملة الحالية نشر الوعي في جوانب مهمة للمدرسة منها الأمن والسلامة واحترام العلم الذي به نزيد من دافعية الطلاب بتسليط الضوء ورفع الهمة، وقيمة الصلاة ودورها في زيادة الحالة الإيمانية لدى الطلاب، وأسأل الله أن يكون ذلك كله في ميزان حسنات «راف». أما الأستاذ أحمد محمد الحزام، من مدرسة أحمد بن حنبل، فقد بيَّن قدر الفائدة من وراء الورشة التدريبية لهذه الدورة بقوله: الورشة التدريبية كانت قيمة جدا، حيث إنها ستطور من نوعية الأنشطة التي ننفذها في المدارس لتخرج عن إطار المعتاد إلى الفعال، مشيدا بما قدمه د.حمود القشعان من أفكار جديدة لتطوير المشروعات في وقت معين وتحقيق وقياس تنفيذ المبادرات، وهي خبرة جديدة ستساعد في تحقيق أهداف الحملة لننفذ مبادرات وليس مجرد أنشطة. من جانبه، قال الأستاذ محمد عبدالناصر محمد، من مدرسة عبدالله بن علي بالخور: إن حملة راف هذا العام سنستفيد منها في طرق غرس القيم في نفوس الطلاب، وعدم التقليل من مبادرات الطلاب وإشراكهم في المسؤولية، وتشجيع هذه المبادرات لديهم.;
مشاركة :