العيد فرحة بالقلب.. وأسى على الوطن

  • 2/28/2017
  • 00:00
  • 47
  • 0
  • 0
news-picture

انتهت احتفالات العيد الوطني والتحرير إلى ما انتهت إليه بعد أهازيج وأغان ورقصات وشيلات وممارسات بعضها خارج نطاق تغطية المناسبتين، فهنيئاً لوطننا هذه الأعياد وكم ندعو رب العباد أن يديم علينا مثل هذه الأفراح بدلاً من ضيقة ونكد وحسرة الألم، الذي يعتصر قلوبنا من الفساد والقبيضة والتجاوزات ومآسي الرياضة، وقل ما تشاء من عبارات وكلمات هذا القاموس الكئيب، الذي ما كنا نراه في رجالات الأمس ولا في وطن الأمس، لكنها الضمائر حين تموت وتصبح كما، المومياء، لا حراك فيها ولا فائدة من ورائها سوى النظر إليها والطماشة عليها بالمتاحف أو في مواقعها التراثية الأثرية. احتفالات الوطني والتحرير جاءت على طريقة كل كما يريد لها أن تكون في البيوت والشوارع والشاليهات والمقاهي والساحات، وكلها أفراح في أفراح، المهم أن الناس يريدون أن يتحرروا من ضيقة الخلق التي تحاصرهم من مناقشات وهوشات بعض نواب الأمة، ومن حق الناس أن يخرجوا إلى حرية الفرح لمدة يومين أو ثلاثة، لكن السؤال الأهم بعد كل هذا: ماذا بعد كل ما رأيناه من أغان ورقصات في حب الكويت وعاشت لنا الكويت.. وبقية الأغاني الوطنية؟ ماذا بعد كل هذا؟ هل تنتهي علاقة الحب للوطن والتضحية اليومية في سبيله بعد انتهاء الأفراح؟ هل تعود لنا فكرة عدم احترام القوانين بكل أنواعها، مرورية كانت أم وظيفية وإشرافية؟ وهل يتجرد السارق من حرمنته لأموال الدولة، ويشعر أن الواجب يحتم عليه حفظ هذه الأموال ما دامت تحت مسؤوليته؟ هل يدرك كل منا أن لديه ضميرا حيا لا ميت يطالبه كمواطن صالح أن يكون في خدمة وطنه ومجتمعه على النحو الواجب عليه كمواطن حقيقي، لا مواطن غايته ترس الجيب من أموال حرام يستولي عليها من خزينة الدولة، وهو يشعر أنه لا يملك الحق بالتطاول عليها، ويملك القناعة التامة بأن لا محاسبة له ولا عقوبات تنتظره. في احتفال المناسبتين تذكرت الشهداء وما قدموه للكويت من أجل تحريرها ومواجهة الاحتلال، تذكرت أولئك الأبطال والدماء الزكية التي سالت حباً للوطن، وتألمت على النقيض من البعض الذين سرقوا أموال الوطن بكل خسة ودناءة، فكم الفارق بين هؤلاء وهؤلاء؟ • نغزة في مؤتمر القمة العربي الذي عقد بالإسكندرية دعماً للكويت، كانت 12 دولة مع الكويت، و8 ضد القرار أو الامتناع، وكانت صدمة لنا من دول قدمنا لها كل شيء وتنكرت ثم تناسينا مواقفها اليوم وكأن شيئاً لم يكن. من العادة أن ينسى الصافع لا المصفوع، لكن هذه المرة المصفوع تناسى والصافع اعطيناه من الأموال والدعم ما يريد هل هذا غباء أم سذاجة.. لا أدري.. طال عمرك. يوسف الشهاب

مشاركة :