«النجاح المزيف...» - مقالات

  • 2/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أي عمل يهدف بصورة أساسية إلى تحقيق هدف معين. وفي أغلب الأحيان يكون تحقيق هذه الأهداف جماعياً، ولكن عادة ما ينسب العمل لشخص واحد، والبعض يتعمد بالحديث بصفة «أنا» من دون ذكر الفريق الذي كان معه في نجاحه، خصوصاً في المجتمعات الشرقية، وبدعم من بعض المسؤولين مع كل أسف، وهذا هو النجاح المزيف.إن أسوأ شيء يمكن أن تفعله لأي إنسان، هو أن تحجب عنه قدراته الحقيقية، كما يقول جاك ويلش. العديد من الموظفين لا يستحقون أن يبقوا في كراسيهم يوما واحدا، ولكنهم موجودون بحكم علاقاتهم الاجتماعية أو لأنهم يؤدون أعمالاً خاصة لبعض المسؤولين، ولكن بعد فترة يكتشفون أنهم في المكان الخطأ.إن النجاح هو مثل قانون المزرعة عند ستيفن كوفي، أن من المستحيل أن تجد أحد المزارعين يزرع محصوله ويؤجل العمل حتى وقت الحصاد فيحاول أن يهيئ التربة ويغرس الزرع ويسقيه ويزيل الحشائش الضارة، ويتعهده فى يوم واحد ثم يحصد محصوله. فلا بد أن تأخذ كل مرحلة من مراحل الزراعة وقتها اللازم حتى تتم عملية الزراعة بنجاح. وإن كان البعض يتحايل على النظام سواء من طلاب لا يدرسون إلا وقت الاختبار، أو اللاعبين الذين يتجاهلون التدريبات وفِي يوم البطوله يريدون تحقيق النتائج... فهذا وهم ونجاح كاذب ومزيف.يقول ستيفن كوفي: المشكلات في الحياة تأتي عندما نزرع شيئا ونتوقع حصاد شيء آخر مختلف تماماً. فالصحة البدنية تتوقف على المبادئ الطبيعية لقانون المزرعة وإنها مع مرور الوقت من الرياضة المنتظمة والغذاء الصحيح والراحة البدنية الكافية والراحة الذهنية وتجنب المواد الضارة بالجسم تصل الى الحالة البدنية والصحية التى ترجو. وكذلك الحاجات الاجتماعية فالحقيقة الثابتة هي أن العلاقات الاجتماعية الجيدة تبنى على المبادئ وخاصة مبدأ الثقة. والثقة تنمو كلما أصبحت محلا للثقة.والذي يريد تحقيق النجاح وهو ينسب الأمور له وحده فهو يخالف قوانين الطبيعة وقوانين المزرعة، فالعمل الجماعي هو الأساس والذي يخلق بيئة محفزة للنجاح، والشركات الكبرى التي نجحت، كان ذلك نتيجة العمل الجماعي وليس الفردي، وحتى بعض البلدان الصاعدة والمتقدمة، مثل سنغافورة وماليزيا واليابان... لو نظرت ودققت في نجاحها، لوجدت العمل الجماعي.ومن ينظر في كتب التاريخ، يجد أن أكثر النجاحات كانت تنسب لأفراد، مع أن النجاحات كانت بعمل جماعي، وهناك آلاف من الأشخاص شاركوا في بعض الإنجازات ولكن لا ذكر لهم مع الأسف.والقائد الناجح هو الذي يوجد فريق عمل متميزا، ويبني الفريق على أساس الكفاءة، ويضع هدفاً واضحاً يسعى الفريق لإنجازه... هذا هو التحدي الحقيقي أن تلعب دور «المايسترو».وقد كتب فهد عامر الأحمدي: «كان بيكاسو يوظف 60 فناناً في مرسمه، ولكنه يمنحهم إجازة حين يزوره رجل أعمال مهم. وكان أديسون يوظف 114 مهندساً في مختبره، ولكنه كان يسجل جميع الاختراعات باسمه. وحين تولى جاك ويلش، إدارة شركة جنرال إلكتريك عام 1986 قفز بقيمتها السوقية إلى 4000 بليون دولار، وحين استقال عام 2001 أخذ معه كامل الفريق ليؤسس معهد ويلش للاستشارات الإدارية، وكل هذه النماذج تعني أنك إما أن تكون عضوا مجهولا داخل فريق عظيم، أو قائدا معروفا يدير فريقا عظيماً».الخيار الأول لا يحتاج لتوضيح (كون معظم الناس أصبحوا اليوم مجرد ترس في آلة)، ولكن إن أردت صنع إنجازك الخاص، فبادر بتشكيل فريق عمل يعمل بتناغم ويتحرك بذات الاتجاه.akandary@gmail.com

مشاركة :